تحتفي الأمم المتحدة، غدا الثلاثاء، باليوم العالمي للموئل، والذي يوافق السابع من أكتوبر من كل عام، وذلك للتأكيد على حق الجميع في مأوى ملائم، حيث يٌراد من اليوم العالمي للموئل لعام 2025 تذكير العالم بمسؤوليته الجماعية عن مستقبل الموئل البشري.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، يأتي احتفال هذا العام تحت شعار "الانتقال من الاستجابة الإنسانية الفورية إلى الحلول المستدامة"، ويقدّم النزوح القسري بوصفه قضية حضرية في جوهرها، إذ يبلغ عدد المهجّرين قسرًا نحو 221 مليونًا، ويتجه أكثر من 60% منهم إلى المدن، بما يضاعف الضغط على الخدمات والموارد ويعيد تشكيل أنماط النمو واستعمالات الأرض.
يحذّر مفهوم الانتقال من الاستجابة الإنسانية الفورية إلى الحلول المستدامة من تمدّد العمران غير المخطّط واتساع رقعة الأحياء العشوائية، حيث يعيش أصلًا 1.1 مليار إنسان في ظروف سكنية غير ملائمة، الأمر الذي يستدعي حلولًا قابلة للتوسّع، مستدامة، ومؤهلة لتحفيز الاستقرار والازدهار والتماسك الاجتماعي معًا.
ويدعو المفهوم إلى التحوّل المبكر من الاستجابات الإنسانية القصيرة الأجل إلى حلول إنمائية تقودها الحكومات، وهو يتقدّم بثلاثة مسارات متكاملة: تنمية حضرية وإقليمية منسّقة تتمحور حول التماسك الاجتماعي وتفعّل التخطيط التشاركي وحوكمة المدن، اتساقًا مع الهدف 11 من أهداف التنمية المستدامة وجدول الأعمال الحضري الجديد؛ لتوسيع نطاق الحصول على السكن الملائم والأرض والخدمات الأساسية للنازحين والمجتمعات المضيفة معًا، للحدّ من توسّع المستوطنات غير الرسمية؛ تمكين المدن والحكومات المحلية عبر حوكمة متعددة المستويات، وبناء القدرات، وأطر قانونية وسياسات تمكينية، وتمويل شامل يعبّئ الشركاء ويضمن الاستدامة.
وذكرت الأمم المتحدة، أن ثمة مجموعة من الغايات العملية للاحتفاء بهذا اليوم، منها: تقاسم استراتيجيات حضرية وإقليمية لتحقيق حلول مستدامة للنزوح؛ وتثمين الدور المحوري للسلطات المحلية وللحوكمة متعددة المستويات؛ وإبراز التماسك الاجتماعي والحوكمة التشاركية بوصفهما ركيزتين للإدماج؛ والتشديد على أولوية السكن والأرض والخدمات، كما يدعو إلى عرض ممارسات حضرية ناجحة حقّقت الإدماج والتعافي.
وتنعقد الفعالية في 6 أكتوبر 2025 في المقر الرئيسي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل)– مكتب الأمم المتحدة في نيروبي، كينيا، مع توجيه دعوة صريحة إلى صنّاع القرار والبلديات والجهات المانحة والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص والمجتمع المدني للعمل المشترك لتحويل الاستجابة للأزمات إلى مسار إنمائي مستدام يقوده السكان أنفسهم ويملكون زمامه.
يُشار إلى أن الاحتفاء باليوم العالمي للموئل جاء للمرة الأولى في عام 1986، وكان موضوعه "حقي في المأوى".
واستضافت مدينة نيروبي الفعالية في ذلك العام، وقد تنوّعت المواضيع التي طُرحت في السنوات اللاحقة، ومنها: "إتاحة المأوى للمشرّدين" (1987، نيويورك)، "المأوى والتحضّر" (1990، لندن)، "مدن المستقبل" (1997، بون)، "مدن أكثر أمانا" (1998، دبي)، "المرأة في الحكم الحضري" (2000، جامايكا)، "مدن بلا أحياء فقيرة" (2001، فوكوكا)، "المياه والصرف الصحي في المدن" (2003، ريو دي جانيرو)، و"تخطيطنا الحضري في المستقبل" (2009، واشنطن العاصمة).
دشّن برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية جائزة لفافة الشرف الفخرية في عام 1989، وتُعدّ هذه الجائزة اليوم أرفع جائزة في مجال المستوطنات البشرية على الصعيد العالمي.
وتهدف الجائزة إلى تكريم المبادرات التي أسهمت إسهاما بارزا في مجالات شتى، منها: إتاحة المأوى، وإبراز محنة المشرّدين، وإظهار المواقف القيادية في إعادة الإعمار بعد النزاعات، وتطوير المستوطنات البشرية وتحسين نوعية الحياة في المناطق الحضرية. وتُقدَّم هذه الجائزة، التي هي لوحة منقوش عليها اسم الفائز، في أثناء الاحتفال العالمي باليوم العالمي للموئل.