لأكثر من 100 عام، ظلت المدرسة السعيدية بالجيزة، واحدة من أشهر وأكبر المدارس في مصر، ففيها تخرج عدد كبير من أعلام المجتمع في كافة المجالات، كما شهدت محطات بارزة في تاريخ مصر من بينها دورها في ثورة 1919 وعدد من الأحداث التاريخية التالية.
تاريخ المدرسة السعيدية
تأسست المدرسة السعيدية في عام 1908 وتقع في محافظة الجيزة، ملاصقة لسور جامعة القاهرة، وحملت الاسم نسبة إلى محمد سعيد باشا الابن الرابع لـمحمد علي باشا، حيث حكم سعيد مصر من 24 يوليو 1854 إلى 18 يناير 1863 تحت حكم الدولة العثمانية، وجاء إطلاق اسمه على المدرسة تماشياً مع العرف الملكي المصري بإطلاق أسماء العائلة المالكة على المنشآت الهامة.
تأسست المدرسة في 8 سبتمبر 1908، بعد قرار أصدره دوجلاس دنلوب، والذي كان معلم ومبشر اسكتلندي، وضع في مصر نظامًا تعليميًا لخدمة أهداف الاحتلال البريطاني وأنشئت بسراي الأميرة جميلة، وتعد ثاني أعرق المدارس على مستوى الشرق الأوسط والأولى مصرياً.

وتتميز بكونها واحدة من أكبر المدارس في الشرق الأوسط من حيث المساحة، حيث تمتلك المدرسة ما يقرب من ستة مباني، منها المباني الإدارية والتعليمية وبها ملعب كرة قدم وصالة ألعاب مغطاة وبها مسرح يعد من أعرق مسارح وزارة التربية والتعليم.
وشهدت محطات بارزة على مر تاريخها، كان أبرزها أنها تحولت إلى مستشفى خلال الحرب العالمية الأولى، وكان ذلك بشكل مؤقت لمدة أربع سنوات، حيث تلقى طلابها دروسهم في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

ولها تاريخ حافل يشمل دورها الوطني خلال ثورة 1919، حيث خرجت منها أكثر من مظاهرة طلابية، وكان لها تأثيرها البالغ في أحداث ثورة 1919م، وسقط منها شهيداً شيعته القاهرة يوم 14 مارس 1919م.
كذلك تأسست جمعية لخريجي السعيدية على يد الفنان أحمد مظهر، والمهندس عثمان أحمد عثمان، وذلك عقب احتفالهم بعيدها الـ75، وبلغ عدد مؤسسيها 39 خريجًا، فمن أبرز الخريجين فيها يوسف وهبي، توفيق الحكيم، فكري أباظة، أحمد مظهر، وكذلك عبد الرحمن عزام، الأمين العام الأول لجامعة الدول العربية، فؤاد سراج الدين، مؤسس حزب الوفد، ومن العلماء عالم الفيزياء الدكتور مصطفى مشرفة، والمهندس عثمان أحمد عثمان، مؤسس شركة المقاولون العرب و وزير الإسكان والتعمير الأسبق، وآخرين، ما جعلها تُعرف بأنها "مصنع الرجال" نظرًا لدورها في إعداد أجيال من القادة والمفكرين.
العام الدراسي الجديد
وتألقت المدرسة وطلابها بعروض عسكرية وانتظام في اليوم الأول للدراسة، أمس الأحد، حيث انتظم الطلاب والمعلمين في طابور الصباح، وظهر طلاب الشرطة المدرسية وفريق الإذاعة المدرسية في طابور الصباح في مشاهد عكست الالتزام داخل المدرسة.