رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

السجاد اليدوى قصة نجاح فى قرى «أبو تيج»


14-7-2025 | 09:59

.

طباعة
أسيوط: إلهام على

فى إحدى بقاع مصر، غرب النيل، تطل القرية المعروفة باسم «دوينة»، حيث تشتهر بمهنة المعمار من قديم الزمن وتتوارثها الأجيال، جيلا بعد جيل، إذ شهدت تلك القرية التى تتبع مركز أبوتيج بمحافظة أسيوط، ظهور حرفة السجاد اليدوي، التى تعتبر حالة فريدة من نوعها، علاوة على أنها الحرفة الأولى والوحيدة على مستوى محافظة أسيوط خاصة، والصعيد بشكل عام.

 
 

وفي جولته داخل مشروع السجاد اليدوى، تقول زينب هاشم محمد، أمين صندوق جمعية البسملة لتنمية المجتمع بالقرية والقائمة على تمويل مشغل السجاد اليدوي: «إن بداية مشروع السجاد اليدوى كانت عام 2018، واستمر 3 سنوات بمنحة مقدمة من مؤسسة ساويرس بمشاركة بنك إسكندرية وجهاز تنمية المشروعات، بالإضافة إلى جمعية البسملة، المشرف الفعلى على مَشغل السجاد اليدوي.

وبلغت قيمة المنحة 2.5 مليون جنيه، عبارة عن 50 نول خشبية وخيوط وخامات ومكافآت ورواتب للعاملات بالمَشغل، والآن يتم تمويل المشروع من خلال الجمعية فقط، حيث يهدف المشروع إلى تشغيل سيدات وفتيات القرية وتعليمهن حرفة للكسب المادى وتحقيق الربح خاصة السيدات الأرامل والفتيات اليتيمات، اللواتى بلغ عددهن فى بداية المشروع 150 سيدة وفتاة، تتراوح أعمارهن ما بين 18 إلى 35 عاما».

وعن شروط الالتحاق بالمَشغل، تُكمل «زينب» حديثها، «أنه توجد شروط للالتحاق بهذا العمل، تتمثل فى قوة النظر والأنامل لكى تتم الموافقة على المتقدمات، نظرًا لصعوبة ودقة السجاد اليدوى، وهى كيفية ربط العُقدة والخيوط بشكل دقيق، كما أنه تم عمل دعاية فى بداية المشروع من خلال اللافتات والبنرات فى جميع شوارع القرية».

وتضيف «زينب هاشم» أن العمل فى المَشغل يتم على مراحل؛ أولها أن السنة الأولى والنصف عبارة عن تدريب لجميع العاملات والملتحقات بالمَشغل، ثم يأتى بعد ذلك فترة التقييم لاختيار الأفضل من الناحية الإنتاجية، ثم بعد ذلك يتم توزيع الأدوات وهى «النول الخشبية والخيوط» على جميع العاملات اللواتى وقع عليهن الاختيار ومنهن مَن فضلن العمل من البيت نظرًا لطبيعة القرية، ثم بعد ذلك تأتى مرحلة التشطيب وتكون بإحدى مغسلات منطقة الدراسة بالقاهرة قبل عرض المنتجات بالمعارض المختلفة، وهذه المرحلة معروفة بمرحلة «الإنتاجية الأخيرة».

«سعر كل سجادة حسب الرسومات الموجودة بها».. وتوضح «أن سعر السجاد اليدوى ليس واحدًا، إنما يتحدد حسب الرسومات والنقوش الموجودة على السجادة ومقاساتها، فنجد سجادة بها رسمة واحدة ومقاس صغير، سعرها يصل إلى 400 جنيه، وكلما زادت الزينة ازداد سعرها إلى أن يصل المبلغ لنحو 10,000 جنيه حسب السوق المصري، ويتم إنتاج 5 سجاجيد شهريًا بالنسبة للحجم الوسط، أما الأحجام الكبيرة فقد تستغرق شهرا أو شهرين على الأكثر، كما أن السجاد ينقسم إلى عدة أنواع منها سجاد أرضى، نوع آخر حوائط ومُعلق عبارة عن آيات قرآنية ونقوش فرعونية تُباع بالقطعة الواحدة، ويصل طولها من 2 إلى 5 أمتار، كما أنه تم التصدير إلى المملكة العربية السعودية العديد من السجاد، وبالتالى تم إدخال عملة صعبة للمَشغل».

وتشير أمين صندوق جمعية البسملة إلى «أنه فى بداية المشروع واجهت العديد من الصعوبات وهى طول فترة العمل وضعف الرواتب والمكافآت، بالإضافة إلى صعوبة إقناع السيدات والفتيات للخروج للعمل، وعدم القدرة على التسويق الكافى بشكل يُروج للمشروع».

بدوره، يستكمل عبدالباسط على محمد، رئيس مجلس إدارة جمعية البسملة، أنه تمت المشاركة فى العديد من المعارض، والتى بلغ عددها 7 معارض، وهي: «كايرو فيستيفال بالتجمع الخامس، ومعرض شيراتون الدولى بالدقي، ومعرض أسوان الدولى بشيراتون، ومعرض الأقصر، ومعرض بسطة بالزقازيق، ومعرض الحاضنات، ومعرض التمور العربية بالوادى الجديد».

بينما تؤكد وردة محمد عثمان، إحدى العاملات القدامى بمشروع السجاد اليدوي، أنها تعمل بالمَشغل منذ 6 أعوام، وتم إنتاج أكثر من 50 سجادة على الأقل ويتم تحديد الراتب الشهرى حسب الإنتاجية، وأن أغلى سجادة تم إنتاجها وبيعها بلغ سعرها 50,000 جنيه على شكل أسماء الله الحسنى، بمساحة 6 أمتار، بمعدل شهرين عملا متواصلا، وأنها تطالب بزيادة الراتب الشهري، بالإضافة للانضمام المشغل إلى هيئة معينة توفر لهن التأمين الصحى والاجتماعى وخلافه من الإمكانات والمُتطلبات».

ويختتم شريف حسن، مدرب السجاد اليدوى، الحديث، قائلًا: «نحن بحاجة ماسة إلى مموّل مستمر للمَشغل، كى يُكمل مسيرته ويتوسع فى حجم الإنتاج على مستوى أعلى، بالإضافة إلى توفير التسويق اللازم لخدمة المشروع بشكل أفضل اقتصاديًا».

    كلمات البحث
  • السجاد
  • اليدوي
  • ابوتيج
  • قصة
  • نجاح

أخبار الساعة

الاكثر قراءة