مايكل جرجس، 35 عامًا، يقول: تبدأ ليلة العيد فى منزلى بحالة من النشاط والحيوية، حيث ننشغل جميعًا بتحضير الطعام وشراء ما يلزم للإفطار بعد انقضاء فترة الصوم، الأجواء تكون مليئة بالفرح والضحك، وكأن العيد قد بدأ بالفعل. تذهب الأسرة كلها لحضور القداس الإلهى فى الكنيسة بينما والدتى تتولى إعداد المائدة.
ويضيف جرجس: عند الإفطار، لا بد من وجود اللحوم كعنصر رئيسى، يرافقه الرنجة والبيض الملون والبصل الأخضر فى شم النسيم، وفى بعض الأحيان نضيف الجبن والخيار لإرضاء جميع الأذواق، أما مائدة ليلة العيد نفسها، فتكون غنية بكل هذه الأصناف إلى جانب الخبز البلدى، والليمون المقطع، وربما القليل من السلطة الخضراء.
ويتذكر قائلًا: من الطقوس التى لا يمكن الاستغناء عنها، ذهابى إلى الكنيسة ليلة العيد، وأحرص على الحضور فى كنيستى المعتادة، كنيسة العذراء مريم، من الساعة التاسعة مساءً تقريبًا، لنتمكن من حضور صلاة العشية ثم القداس كاملًا، فالصلاة فى الكنيسة تمنحنى شعورًا حقيقيًا بفرحة القيامة.
وأضاف: أما يوم العيد، فأقضيه وسط العائلة، نبدأه بالمعايدات، ثم الإفطار، بعدها نبدأ جولة زيارات للأقارب، وخاصة الخالات، الجو يكون مليئًا بالمحبة والفرح، وكأننا نعيد وصل الأرحام من جديد.
وتابع: تستمر فرحة العيد معنا فى يوم شم النسيم، حيث نخرج فى نزهة إلى إحدى الحدائق أو الأماكن المفتوحة. نحمل معنا طعامنا، أو نشترى شيئًا بسيطًا، ولا يكتمل شم النسيم من دون تناول الفسيخ مرة أخرى، كأننا نحتفل به مرتين! وفى بعض الأحيان، أخرج فى يوم العيد بعد الزيارات، ربما إلى مقهى مع الأصدقاء أو نتمشى على الكورنيش، نحتفل على طريقتنا الخاصة.
وأشار جرجس إلى أنه فى حالة انتهاء قداس العيد قبل منتصف الليل، فلا مشكلة فى أن نبدأ الإفطار، إذ إن القداس هو علامة انتهاء الصوم وبداية فرحة القيامة، مضيفًا أن من يحرص على تهنئته بالعيد هما والدته ووالده، وبعدها يتواصل مع أصدقائه المقربين، ويرسل لهم رسائل التهنئة ويشاركهم الفرح.
أما عن العيدية، فقال: أحرص على إعطاء أبنائى عيدية تليق بفرحتهم، وربما تزيد عن العام السابق مراعاة لظروف الحياة وارتفاع الأسعار.
ليلة العيد من أجمل ليالى العام التى تمر علينا أو على أى إنسان، فبهجتها وجمالها يأتى من قيمة العيد، فبمجرد ذكر الكلمة هى وحدها تبث الفرح ليلة العيد، هكذا وصفتها رشا سعيد، لافتة إلى أن ليلة العيد عند الأقباط مثلها مثل ليالى العيد عند كل العالم، لكن اختلافها يأتى فى شكل الطقوس، قائلة: «إذا حضرنا قداس العيد فى الكنيسة نكون صائمين انقطاعيًا من الساعة الثالثة ظهرًا حتى خروج القداس فى تمام الساعة 12 ليلًا، وطبعًا لا بد من الذهاب إلى الكنيسة ليلة العيد بلبس العيد، ويكون إحساسا رائعا حينما نصلى لربنا بملابس جديدة وبفرحة مختلفة عن أى يوم».
وأضافت مبتسمة: «نصل إلى الكنيسة مبكرًا جدًا كى نحجز أماكن أمامية، وإذا كنا سنحضر فى كنيسة مساحتها كبيرة مثل الكاتدرائية المرقسية أو العاصمة الإدارية لا بد أن نكون قد طلبنا من الكنيسة التابعين لها دعوات بعددنا، والكنائس على الفور تلبى رغباتنا، لكن إذا قررت الأسرة قضاء ليلة العيد فى البيت نحضر أكلات العيد ونشاهد القداس فى التلفاز ونبدأ مراسم الاتصال بكل الأقارب للتهنئة، وبعد قراءة الأناجيل وتمثيلية القيامة فى التلفاز، تأتى لحظة ينتظرها الجميع وهى الإفطار بعد صيام ٥٥ يومًا، ويتجه الجميع لتناول ما لذ وطاب فرحين بليلة العيد وإتمام الصوم الكبير، ويكون ذلك بين أفراد أسرتى الصغيرة».
أما يوم العيد، فتقضيه «رشا سعيد» مع عائلتها الكبيرة: والدها ووالدتها وأشقائها وأبنائهم وأزواجهم، وتقول عن ذلك: «اعتاد منزلنا تناول البط عشية العيد، أو حمام ومعهم لحوم مسلوقة بالشوربة وأيضًا قلقاس أو ملوخية وكرنب أو أرز معمر، أما تحضير الطعام وشراؤه فلهذا فرحة وعادات أخرى لأنى أحضر الطعام الذى يكفى أسرتى، أما يوم العيد فنأكل ما اشتهت الأنفس فى التجمع العائلى فى منزل والدى، وطبعًا الديك الرومى يتسيد طاولة الطعام وبجواره أرز بسمتى وسلطات لفتح الشهية، ويكون ذلك أشهى وأكثر طعام نسعد به؛ لأن والدى يشاركنا التجمع العائلى، وهو أيضًا الذى يشتريه قبلها بأيام ويحرص على اختيار كل ثمرة لأنه يحضر الطعام بحب وعناية وتدقيق شديد من سوق العبور»، ثم تذكرت ضاحكة: «ولا يقل وزن الديك الرومى عن 15 كيلو.. هذا هو الأهم».. ولا يكتمل المشهد إلا بتجمع الأحفاد حول والدى بالملابس الجديدة فرحين بالتجمع العائلى ونبدأ بعدها بتوزيع العيديات، كل منا يبدأ بأبناء الأشقاء ويختتم بأبنائه، وقبل الجميع يحصلون عليها من جدهم وجدّتهم، فمثلًا كل طفل يأخذ 100 جنيه من كل فرد فى العائلة، يعنى ابنى يأخذ من خالاته وخاله حوالى 400 ووالدتى 200 لكل طفل وكذلك 200 من أبى، إذًا ابنى يحصد من عائلتى على 800 جنيه ومثلها من عائلة والده وكذلك ابنتى مثلها، وهو ما يعنى 1600 جنيه عيديات من عائلتى أنا فقط.
ماريان عادل، 22 عامًا، وصفت ضاحكة ليلة العيد كأنها «خناقة» من شدة تزاحمها، حيث تبدأ بتحضير الأكل مبكرًا، فتفوح من منزلنا روائح الأطعمة المختلفة، وكل من أفراد الأسرة له مهام محددة، فمثلًا شخص يذهب لشراء الخضار واللحمة، وآخر يحضر طعام شم النسيم مثل البيض، أما أنا فغالبًا على أن آتى بالاحتياجات التى نسيناها فى زحام اليوم قبل أن تغلق المحلات، ومن الأطعمة التى لا بد أن نشتريها للإفطار تقول «ماريان»: أهم حاجة طبعًا اللحمة والفراخ، والرنجة والفسيخ والبصل الأخضر، وبيض ملون، وأحيانًا جبنة وخيار لحساب بعضنا الذى لا يفضل الفسيخ، الذى يظل أساسيًا فى ثانى أيام العيد.
وعن محتويات طاولة الطعام ليلة العيد، تقول إنها تكون «مولعة»: لحوم وفراخ مشوية، مكرونات ورقاق، وأيضًا فى شم النسيم رنجة معمولة بزيت وليمون، بصل أخضر، ليمون مقطّع، عيش بلدى، جبنة، بيض ملون، وأحيانًا بعض السلطات الخضراء للتخفيف من كثرة الموالح.
وتضيف: نذهب إلى الكنيسة ليلة العيد، «فالعيد من غير كنيسة مايبقاش عيد»، فقد اعتدت على الذهاب إلى كنيستى منذ طفولتى، وهى كنيسة العذراء، ونذهب إليها مبكرًا فى ليلة العيد حوالى السادسة مساءً، كى نجد أماكن ونحضر القداس بأكمله.
وأكدت «ماريان» أن والدتها بالطبع أول شخص تحرص على تهنئته بالعيد وبعدها والدها» ثم نبدأ فى التهانى للأصدقاء والمقربين»، وعن توزيع العيدية على صغارها تقول: «لم أتزوج بعد لكن حينها سأعطى مبالغ تتناسب مع الأسعار الحالية، العيديات تشعر الأطفال بفرحة العيد، وكل عام ستزيد عن العام السابق له وفقا لزيادات الأسعار».
