رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الهوس بـ«الترند» والشعور الزائف بالقيمة.. خبراء يفسرون الظاهرة

30-12-2025 | 14:21

الترند

طباعة
محمود غانم

مع تصاعد منصات التواصل الاجتماعي وانتشارها في حياتنا اليومية، أصبح «ركوب الترند» أكثر من مجرد ظاهرة عابرة، بل تحول إلى هوس يسعى من خلاله البعض لتحقيق شهرة سريعة أو مكاسب مادية واجتماعية.

هذا الهوس، يقول عنه الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، إنه غالبًا ما يكون «عملية تعويضية».

الشعور بالنقص

وأوضح فرويز، في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، أن الشخص الذي يلجأ لهذه التصرفات يشعر غالبًا بالنقص العاطفي أو بعدم الامتلاء، ويحاول إثبات ذاته بأي وسيلة، حتى لو كان ذلك بعيدًا عن القيم والمبادئ.

وأشار إلى أن هذه الظاهرة ترتبط أحيانًا بعلاقة الشخص مع أسرته أو والديه، خاصة إذا لم يحصل على الحنان أو الأمان أو الدعم العاطفي الكافي، ما يدفعه لمحاولة التعويض من خلال جذب الانتباه بأي شكل، حتى لو كان مثيرًا للجدل أو للسخرية.

وأضاف فرويز أن دور الجمهور محوري في التعامل مع هذه الظاهرة، مشددًا على أن الوعي والنضج يعنيان عدم إعطاء هذه التصرفات أي اهتمام، فكل ضحكة أو متابعة من الجمهور قد تعزز شعور صانع المحتوى بقيمته الذاتية بطريقة خاطئة.

واختتم بالقول: «الوعي الجماهيري يحمي المجتمع من تضخيم هذه الظواهر، ويقلل من تأثيرها السلبي على صناع المحتوى والجمهور على حد سواء».

دور الخوارزميات

على صعيد خوارزميات السوشيال ميديا، قال الدكتور محمد عزام، خبير تكنولوجيا المعلومات، إن ظاهرة هوس وركوب الترند على منصات التواصل الاجتماعي مرتبطة بشكل رئيسي بخوارزميات هذه المنصات.

وأضاف الدكتور عزام، في تصريح خاص لـ«دار الهلال»: «الخوارزميات هي التي تحدد ما نراه وما لا نراه، وآلية عملها الحقيقية لا يعرفها سوى القائمون على هذه الشركات الكبرى مثل إيلون ماسك ومارك زوكربيرج».

وأوضح: «المحتوى الذي يظهر للمستخدم يتم توجيهه تلقائيًا بناءً على تفضيلاته وسلوكياته السابقة، وهذا يجعل صناع المحتوى غالبًا غير مدركين لكيفية انتشار أعمالهم على نطاق واسع».

وأشار إلى أمثلة واقعية، قائلاً: «لاحظنا في قضية علاء عبد الفتاح في إنجلترا، خلال اليومين الماضيين، أن خط الزمن على منصة 'إكس' امتلأ بتغريدات من وسائل الإعلام البريطانية ومن الحكومة، دون أي تدخل منا، ما يوضح قدرة الخوارزميات على توجيه المستخدمين نحو محتوى محدد بشكل تلقائي».

أخبار الساعة