يتعرض البعض منا في فصل الشتاء للطقس البارد الذي قد يؤدي لجفاف البشرة وما يتبعه من تشققات للبشرة، خصوصاً في الأماكن المكشوفة من الجلد كالوجه واليدين، ويعرف جفاف الجلد في الشتاء بأنه حالة مؤقتة تحدث نتيجة التعرض لانقباض الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى قلة وصول الغذاء والسوائل اللازمة التي يحتاجها الجسم؛ لتغذية وتروية الجلد والطبقات السطحية منه، وكذلك نتيجة لفقدان البشرة الزيوت التي تكسبها النعومة والتمدد وتحمي الجلد من العوامل الخارجية، وتكون في العادة الإصابة المتكررة على منطقة الوجه والشفاه واليدين مع إمكانية إصابة باقي الجسم بالجفاف كفروة الرأس، فكيف يمكن الحفاظ على البشرة من الجفاف فى الشتاء؟
فى البداية يقول الدكتور محمد عبدالمنعم عبد العال أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية والعقم بجامعة الأزهر يجب على الجميع أن يعرف أسباب الشعور بالجفاف في الشتاء ضارباً مثالا بقشرة الشعر التي تصيب البعض في بداية الشتاء ويكون من أهم أسبابها: قلة غسل الشعر في الخريف ومع بداية دخول الشتاء مما يؤدى إلى تراكم الدهون على فروة الرأس.
ويضيف أن سوء التغذية يمكن أن يسبب الجفاف، حيث يؤدي نقص فيتامين (ب) والزنك إلى ظهور أعراض جفاف الجلد وتشققاته إضافة إلى أن وجود أمراض مناعية عند البعض كالأكزيما أو الصدفية أو الحساسية، يزيد من جفاف وتشققات الجلد.
ويوضح الدكتور محمد عبد المنعم عبد العال أن هناك شامبوهات غير معروفة المصدر قد تسبب تقصف الشعر وجفاف الجلد لأنها تمنع جسم الإنسان من إنتاج الزيوت الكافية التي تحتاجها فروة الرأس، ويؤكد أن الجلد أو الشعر الدهني إذا تعرض للإصابة بالالتهاب فإن هذا يؤدي إلى احمرار الجلد ما يؤدي إلى تراكم القشرة البيضاء في فروة الرأس.
ويقدم عبدالعال عدة نصائح للوقاية من قشرة الشعر في فصل الشتاء ومنها:
- تهوية فروة الرأس من حين لآخر إذا كان الشخص يرتدي الآيس كاب لفترة طويلة، أو إذا كانت المرأة ترتدي الحجاب.
- تناول طعام صحي غنى بالفيتامينات والمعادن والأوميجا 3 اللازمة للجسم.
- شرب كميات كبيرة من الماء على مدار اليوم للحد من الإصابة بالجفاف.
- استخدام الماء الفاتر أثناء الاستحمام والبعد عن الماء الساخن، مع استخدام نوع شامبو مناسب لكل فروة رأس وتدليكه جيدا وشطفه جيدا.
وبخصوص الشفاه التي تتشقق في الشتاء، يوضح أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية أن هذا يرجع إلى وجود نقص في الفيتامينات والمعادن داخل الجسم مشيرا إلى أن أعراض إصابة الجلد بالجفاف تتمثل في الإحساس بأن الجلد مشدود وقاس ومنكمش وجاف، مع وجود احمرار وحكة يمكن أن تشتد وتتأثر بعوامل مهيجة، ويمكن أن تتطور الحالة وتحدث مضاعفات إذا لم يتم علاجها، وتصبح تشققات خفيفة أو غائرة مع وجود نزيف أحياناً.
ويحذر الدكتور محمد عبد العال من إهمال علاج جفاف الجلد في الشتاء لأن هذا قد يؤدي إلى عدة مضاعفات منها:
- مرض الأكزيما: حيث يؤدي الجفاف الشديد في الجلد إلى احمراره وتشققه وتعرضه للالتهاب مما يسبب الأكزيما.
مرض العدوى الميكروبية: يساعد جفاف الجلد على دخول البكتيريا ونموها وإحداث التهابات عديدة في البشرة وبالأخص عند السيدات.
من ناحيتها تقول الدكتورة منى رزق أخصائي الأمراض الجلدية والتجميل بأن الشفاه في فصل الشتاء تتعرض لكثير من مشكلات التقشف وظهور خلايا الجلد؛ نظرا لقلة شرب الماء مع بدء انخفاض درجات حرارة الجو وعدم الاهتمام بإزالة بقايا المكياج وإهمال الترطيب.
وهنا تنصح رزق بعدة وصفات للترطيب منها ما هو عبارة عن سيرم الشفاه وهو عبارة عن زبدة كاكاو بحجم حبة البندق يضاف اليها ملعقة صغيرة زيت جوز الهند وقطرات من لون طعام صحي، ويتم إذابة تلك المكونات جميعا على حمام مائي يستخدم ليلا طوال فترة الشتاء، ومن الممكن أن يستخدم بديلا لأحمر الشفاه لزيادة كمية اللون المضاف حسب الحاجة.
أما عن علاج الجلد في فصل الشتاء فتنصح أخصائي الأمراض الجلدية والتجميل بتغيير نوع الصابون حيث تبدو الصابونة عميقة التنظيف مناسبة جدًا في فصل الصيف، لكن الأمر مختلف تماما في الشتاء حيث يقضي الصابون عميق المفعول على الزيوت الموجودة في البشرة بشكل طبيعي مما يسبب جفافها، ويمكن استخدام صابون لطيف المفعول على البشرة ويحتوي على مرطب.
أما التحضير للاستحمام فتؤكد رزق أنه يفضل تدفئة مكان الاستحمام قبل الاستحمام، واختيار مياه دافئة مناسبة لدرجة حرارة الجسم، مع تجنب المياه الساخنة جدًا لأنها لا تناسب درجة الترطيب الطبيعية للجسم وتسبب جفافها.
وتضيف أنه بعد الاستحمام يفضل تنشيف الجلد بالمنشفة ثم وضع مرطب خالٍ من العطور والألوان على الجسم مع تجنب وضع المقشرات.
في الختام تنبه منى رزق من أن الإفراط في استخدام معقمات اليدين المصنوعة من الكحول قد يؤدي إلى زيادة جفاف الجلد في الشتاء، فإذا لم تكن هناك نصائح من الطبيب باستخدام المعقمات الكحولية، فالأفضل غسل اليدين بالصابون وفق الطريقة المعتادة.