ارتبطت ليلة رأس السنة في السينما المصرية بلحظات استثنائية، تحولت فيها الشوارع والسهرات والصدف إلى مسرح مفتوح للحب والقلق والمفاجآت،وعلى مدار عقود، قدمت الشاشة الكبيرة أعمال جعلت من هذه الليلة خلفية درامية ثرية، عكست تحولات المجتمع وتناقضاته، وخلّدت مشاهد لا تُنسى في ذاكرة الجمهور.
تناولت السينما المصرية ليلة رأس السنة في عدد كبير من الأفلام التي تنوعت بين الرومانسي والاجتماعي والتشويقي، وكان من أبرزها فيلم «إشارة مرور»، الذي يرصد تقاطع مصائر مجموعة من الشخصيات عند إشارة متوقفة في تلك الليلة الخاصة، حيث تنشأ قصة حب بين مشجع كرة القدم «ريعو» والممرضة «سمية»، إلى جانب معاناة زوجين يحتجزان عند الإشارة في طريقهما إلى المستشفى.
كما قدم فيلم «ليلة ساخنة» صورة واقعية لتحولات المجتمع من خلال قصة سائق تاكسي يجوب شوارع القاهرة في ليلة رأس السنة، محاول جمع مبلغ مالي لإجراء عملية جراحية، ليكشف العمل عبر مواقف متتابعة عن وجوه متعددة للحياة الاجتماعية في تلك الفترة، مع ظهور مؤثر لشخصية تجسدها الفنانة لبلبة.
ومن الأفلام ذات الطابع الإنساني، يأتي فيلم «أرض الأحلام» بطولة فاتن حمامة ويحيى الفخراني، حيث تدور الأحداث حول سيدة تفقد جواز سفرها ليلة رأس السنة، وتقضي ساعات طويلة في رحلة بحث مليئة بالمواقف الغريبة، قبل أن تكتشف في النهاية أن الجواز لم يضِع من الأساس.
أما فيلم «ليلة البيبي دول» فاتخذ من ليلة رأس السنة نقطة انطلاق لأحداثه، جامع عددا كبيرا من نجوم السينما، حيث مزج بين العلاقات الإنسانية والتوترات السياسية في إطار درامي مشوق.
وسلط فيلم «المنسي» الضوء على احتفالات رأس السنة لدى طبقة اجتماعية معينة، من خلال قصة رجل بسيط يجد نفسه وسط صراعات غير متوقعة، بينما قدّم فيلم «نهر الحب» واحدًا من أشهر المشاهد الرومانسية في السينما المصرية، حين يحتفل عمر الشريف وفاتن حمامة برأس السنة قبل أن تنقلب الأجواء بدخول الزوج السابق.
وفي إطار الإثارة، جاءت أحداث فيلم «النمر والأنثى» لتدور حول محاولة عصابة تهريب مخدرات استغلال زحام ليلة رأس السنة لتمرير صفقة مشبوهة، بينما استخدم فيلم «أغلى من حياتي» هذه الليلة كذروة درامية لقصة حب معقدة امتدت منذ الطفولة.
كما ارتبطت الاحتفالات الموسيقية برأس السنة بفيلم «قلبي دليلي»، الذي قدمت خلاله ليلى مراد الأغنية الشهيرة التي أصبحت واحدة من أيقونات السينما الغنائية.