خلال حملة أسبوعين مناهضة العنف ضد المرأة، والتي تهدف الي تسليط الضوء على أشكال العنف المختلفة التي تتعرض لها النساء حول العالم، سواء كانت جسدية، نفسية، أو اجتماعية، وتوعية المجتمع، وتعزيز حماية السيدات، وتشجيع المبادرات التي تدعم تمكينها وضمان حقوقها.
وفي إطار تلك الحملة، تظهر أهمية النظر إلى دور التقاليد والعادات المجتمعية في حياة المرأة اليومية، حيث قد تسهم بعض الممارسات الراسخة في المجتمع بشكل غير مباشر في انتهاك حقوقها والتأثير على صحتها النفسية، حتى في الأماكن التي تبدو مألوفة أو معتادة.
ومن جهتها قات الدكتور سوسن فايد أستاذ علم النفس الاجتماعي، أن العادات الاجتماعية التي تحد من حرية المرأة أو تفرض عليها أدوارًا نمطية صارمة قد تؤدي إلى ضغوط نفسية مستمرة، شعور بعدم التقدير، وتقييد إمكاناتها في اتخاذ قرارات حياتها بشكل مستقل، وإذا لم تعالج، قد تتحول إلى عنف نفسي مزمن يؤثر على الثقة بالذات والاستقرار العاطفي.
وأكملت أن من أبرز التقاليد والعادات، التي تؤثر على حياة المرأة وتحد من حريتها، القيود المفروضة على اختيار شريك الحياة أحيانًا بحسب رغبة الأسرة أو المجتمع، والضغط عليها للالتزام بأدوار منزلية محددة، بالإضافة إلى النظرة المجتمعية التي تقيد مشاركتها الكاملة في التعليم والعمل أو الأنشطة الاجتماعية، والتمييز بينها وبين الرجل في بعض البيئات وخاصة في الريف والأماكن النائية والأقل تمدن.
وأضافت أن التقاليد والعادات لا تشكل في حد ذاتها خطرًا دائمًا، لكن عندما تستخدم لتقييد حقوق المرأة أو لتبرير سلوكيات ضارة، فإنها تصبح عاملًا قويًا في تكريس العنف النفسي، النساء بحاجة إلى وعي مجتمعي أكبر، وإلى دعم حقيقي يسمح لهن بالتعبير عن أنفسهن بحرية، بعيدًا عن القيود الاجتماعية التي تقيد اختياراتهن.
وأكملت أن تغيير هذه الممارسات لا يحدث بين ليلة وضحاها، لكنه يبدأ بالتثقيف والتوعية على مستوى الأسرة والمجتمع، وبتعزيز القوانين والسياسات التي تحمي المرأة من أي شكل من أشكال العنف النفسي، مع تشجيع الحوار المفتوح حول الحقوق والمسؤوليات.