دعا المتحدث باسم الأمم المتحدة "ستيفان دوجاريك"، إلى توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية فورا عقب وقف إطلاق النار في غزة، وأكد الحاجة إلى فتح معابر إضافية، وحركة آمنة لعمال الإغاثة وجميع المدنيين الآخرين، ودخول البضائع دون قيود، وإصدار تأشيرات للموظفين، وإتاحة مساحة للشركاء من المنظمات غير الحكومية للعمل، بما يتماشى مع المبادئ الإنسانية، لكي تتمكن المنظمة من تنفيذ خطتها الإنسانية التي حددها منسق الإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن إعلان وقف إطلاق النار في غزة قد ولّد أملا جديدا للإغاثة أخيرا، وشدد على أن الأمم المتحدة وشركاءها على أهبة الاستعداد لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية على الفور.
وأشار المكتب الأممي إلى أن آلاف النازحين استأنفوا حركتهم باتجاه مناطقهم في شمال القطاع - معظمهم سيرا على الأقدام، وذلك في غضون دقائق من إعلان السلطات الإسرائيلية دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وأكد "دوجاريك" أنه بعد عامين من الحرب، هناك حاجة ماسة إلى إعادة تأهيل البنية التحتية لتمكين التعافي، وأن القطاع الخاص بالغ الأهمية أيضا، وناشد جميع القادة المؤيدين لوقف إطلاق النار، مساعدة الأمم المتحدة في تهيئة الظروف اللازمة لتنفيذ العمليات الإنسانية دون عوائق ودعم الاستجابة بسخاء.
وكان منسق الإغاثة في حالات الطوارئ توم فليتشر قد أوضح أن الأمم المتحدة لديها 170 ألف طن متري من الإمدادات - بما في ذلك الغذاء والدواء - جميعها جاهزة للدخول إلى غزة، مع وجود مزيد من المساعدات قيد الإعداد، وخلال الأيام الستين الأولى من وقف إطلاق النار، تهدف المنظمة إلى زيادة حجم الإمدادات الواردة إلى مئات الشاحنات يوميا.
ووفقا للمتحدث باسم الأمم المتحدة، جمعت الفرق الإنسانية في غزة إمدادات أساسية، بما في ذلك الوقود، من معبر كرم أبو سالم، حيث قامت أيضا بتفريغ الإمدادات الواردة لتجديد المخزونات "التي ستدخل في الأيام المقبلة".
وذكر "دوجاريك" أن الأمين العام جدد التأكيد على دعم الأمم المتحدة الكامل لتطبيق الخطة، خاصة حشد الإمكانات الكاملة لتوصيل المساعدات الإنسانية.
بدوره، قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) "ريكاردو بيريس" إن أخبار وقف إطلاق النار تعطي "بصيص أمل مُلـّح طال انتظاره" لأطفال غزة، وهذا الأمل يجب أن يُقابل بعمل فوري وعاجل لإنهاء معاناتهم، ودعا جميع الأطراف إلى ضمان تنفيذ الاتفاق وتحقيق سلام دائم.
وحذر "بيريس" من خطر "ارتفاع كبير في وفيات الأطفال"، وخاصة من حديثي الولادة والرضع، نظرا لأن أجهزتهم المناعية "أكثر ضعفا من أي وقت مضى" بسبب نقص الغذاء والتغذية المناسبين لأشهر وسنوات.
وأضاف المتحدث باسم اليونيسف أن الشتاء البارد سيكون "قاتلا" أيضا بدون ما يكفي من المأوى والملابس، مذكّرا بأن عددا من حديثي الولادة ماتوا العام الماضي بسبب انخفاض حرارة أجسامهم.
وقال "بيريس" إن اليونيسف تُعِدّ لمواجهة هذا الأمر منذ يوليو، وتهدف إلى توزيع حقيبتي ملابس شتوية على كل طفل دون سنّ السنة، وتوفير مليون بطانية لكل طفل في غزة.
كما أكد أن اليونيسف لديها أجهزة مساعدة - مثل الكراسي المتحركة والعكازات - لآلاف الأطفال الجرحى تنتظر الدخول إلى القطاع – الأمر الذي تم منعه حتى الآن. وأضاف أن المنظمة مستعدة أيضا لدعم ترميم أنظمة إمدادات المياه والصرف الصحي وإدارة النفايات الصلبة.
وشدد المتحدث باسم اليونيسف على ضرورة استخدام اتفاق وقف إطلاق النار لتجنّب سوء التغذية وانتشار المجاعة في جميع أنحاء قطاع غزة.
وقال:"تمتلك اليونيسف القدرة على تحسين الوضع الغذائي بسرعة لـ 50 ألف طفل دون سن الخامسة، وهم معرضون لخطر كبير، و60 ألف أم حامل ومرضعة".
من جهتها، دعت رئيسة الإعلام في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) "جولييت توما"، إلى السماح للأمم المتحدة - بما فيها الأونروا - بالقيام بعملها، مضيفة أنه سيكون "من الصعب للغاية، إن لم يكن من المستحيل، تخيّل القيام باستجابة إنسانية بالمستوى المطلوب في غزة بدون الأونروا".
وأكدت "توما" الدور الذي يمكن أن تلعبه الأونروا في استئناف التعليم لـ660 ألف فتى وفتاة لم يلتحقوا بالمدارس منذ عامين، ونصفهم كانوا من طلاب الأونروا قبل الحرب.
وشددت على أهمية التعليم ليس فقط في التغلب على الصدمة وإعادة التواصل "مع ما تبقى من طفولتهم"، ولكن أيضا لاكتساب المهارات اللازمة للقطاع، وأضافت: "عندما يعود السلام إلى القطاع الذي مزقته الحرب، سيكون هؤلاء الأطفال أساسيين في إعادة بناء مستقبل غزة".
وذكرت "توما" أيضا أن الأونروا هي أكبر منظمة إنسانية في غزة، ولديها حوالي 12 ألف موظف هناك، مضيفة أن الوكالة تحظى بثقة المجتمع، وهو أمر غالبا لا يتم الحديث عنه.