رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

من السيرك إلى العالمية.. رحلة نعيمة عاكف بين الضوء والمعاناة في عيد ميلادها

7-10-2025 | 03:53

نعيمة عاكف

طباعة
ندى محمد

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة الاستعراضية نعيمة عاكف، التي تعد واحدة من أبرز نجمات الفن المصري في الخمسينيات، وأيقونة للسينما الاستعراضية التي جمعت بين الغناء والرقص والتمثيل في تناغم نادر جعلها تتربع على عرش هذا اللون الفني لسنوات طويلة.

كانت نعيمة حالة فنية متفردة، امتلكت موهبة طبيعية وقدرة استثنائية على التعبير بالحركة والابتسامة قبل الكلمة، لتصبح رمزًا للفن المصري الشعبي الأصيل الذي يجمع بين البهجة والإبداع.

ورغم أن المرض لم يمهلها لتستمتع طويلًا بالحياة ونجاحاتها الفنية، فإنها استطاعت خلال عمرها القصير أن تقدم ما يقرب من 25 عملًا سينمائيًا، تركت أثرًا كبيرًا في تاريخ السينما المصرية والعربية. ومن بين أبرز أعمالها فيلم «تمر حنة» الذي جمعها بالنجم رشدي أباظة، ويُعد من كلاسيكيات السينما العربية التي لا تُنسى، وفيلم «لهاليبو» الذي كان أول ظهور سينمائي لها، وحقق نجاحًا كبيرًا جعله بوابة شهرتها الواسعة.

لم تقتصر موهبة نعيمة عاكف على التمثيل، بل كانت رمزًا للفن الاستعراضي الراقي، حيث استطاعت أن تنافس راقصات العالم وتثبت تفوقها. وفي عام 1958، حصلت على لقب "أحسن راقصة في العالم" في مهرجان الشباب العالمي في موسكو، بعد منافسة مع راقصات من أكثر من خمسين دولة، في إنجاز تاريخي جعلها فخرًا لمصر وللعالم العربي.

لكن القدر كان أسرع مما توقعت، إذ اكتشفت في عام 1963 إصابتها بـسرطان الأمعاء، لتبدأ رحلة قاسية من الصراع مع المرض استمرت ثلاث سنوات. وبرغم الألم، لم تتوقف عن العمل، وظلت محافظة على ابتسامتها وروحها المرحة حتى تدهورت حالتها الصحية. وفي 23 أبريل 1966، رحلت نعيمة عاكف عن عمر ناهز السادسة والثلاثين، بعد رحلة فنية قصيرة زمنيًا لكنها غنية بالإبداع والخلود الفني.

أما عن حياتها الشخصية، فقد تزوجت مرتين، الأولى من المخرج الكبير حسين فوزي عام 1953، الذي كان شريكًا في العديد من أعمالها الفنية، إلا أن زواجهما لم يستمر طويلًا بسبب خلافات شخصية ورغبتها في استكمال تعليمها، بعدما اضطرت لتركه في طفولتها بسبب عملها المبكر في السيرك. وبعد الانفصال، قررت نعيمة استكمال تعليمها في منزلها، حيث درست ثلاث لغات هي العربية والإنجليزية والفرنسية.

وفي زواجها الثاني، ارتبطت بالمحاسب القانوني صلاح الدين عبدالعليم، وأنجبت منه طفلها الوحيد الذي كان أقرب أمانيها في الحياة، وكانت ترى فيه تعويضًا عن طفولتها الصعبة التي قضتها في السيرك متنقلة بين العروض.

لم تكن نعيمة عاكف مجرد راقصة أو ممثلة، بل كانت فنانة شاملة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ اكتشفها الفنان الكبير زكي طليمات عام 1956 لتكون بطلة في فرقة الفنون الشعبية، وقدمت عرضها الشهير «ياليل يا عين» من تأليف الأديب يحيى حقي، الذي لاقى نجاحًا باهرًا وفتح أمامها أبواب الشهرة العالمية.

كما سافرت نعيمة ضمن بعثات فنية إلى الصين لتقديم عروضها الاستعراضية، ثم إلى موسكو حيث قدمت ثلاث لوحات فنية نالت إعجاب النقاد والجمهور هناك، لتصبح إحدى الوجوه المشرقة التي مثلت مصر في المحافل الدولية.

وترتبط نعيمة عاكف بصلة قرابة بالفنانة صابرين، إذ تُعد خالة والدتها، وقد ورثت عنها الأخيرة حب الفن وروح الأداء. وقدمت نعيمة خلال مسيرتها عددًا من الأفلام التي أصبحت علامات في تاريخ السينما المصرية مثل: «لهاليبو»، «أحبك يا حسن»، «تمر حنة»، «العيش والملح»، «فتاة السيرك»، وغيرها من الأعمال التي جسدت فيها شخصيات المرأة الشعبية البسيطة بخفة ظل وأداء طبيعي ساحر.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة