يلتقي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مع نظيره الهندي ناريندرا مودي في مومباي الأسبوع المقبل؛ في إطار تعزيز الشراكة بين البلدين في مجالات التكنولوجيا والأمن، وفقًا لما ذكرته مصدر مطلع على الخطة.
وتعد هذه الزيارة هي الأولى لستارمر إلى الهند بصفته رئيسًا للوزراء، وتأتي بعد شهور قليلة من إتمام المملكة المتحدة والهند اتفاقية التجارة التي طالما سعى إليها البلدان، في وقت كانت فيه حرب التعريفات الجمركية التي شنها الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب في ذروتها. وفق مجلة "بولتيكو" الأوروبية اليوم الجمعة.
وستتركز زيارة ستارمر على التعاون في مجال التكنولوجيا المالية (فينتك)، والشراكات التكنولوجية بشكل عام، بالإضافة إلى الاتفاق التجاري الكبير الذي تم توقيعه مؤخرًا.
وقال مسئول هندي: "التركيز سيكون على الفينتك والشراكات المتعلقة بالتكنولوجيا والاتفاق التجاري الكبير الذي تم التوصل إليه أخيرًا".
وفي العاصمة المالية للهند، سيشارك ستارمر ومودي في مهرجان التكنولوجيا المالية (فينتك) الأكبر في العالم، قبل أن ينضما إلى كبار الوزراء والمسئولين لدفع عجلة مبادرة الأمن التكنولوجي بين المملكة المتحدة والهند لعام 2024.
وتشمل المبادرة التعاون في مجالات متعددة مثل الاتصالات والمعادن الحيوية والذكاء الاصطناعي والكم والتكنولوجيا الحيوية والمواد المتقدمة وأشباه الموصلات.. وقال مصدر مطلع: "الجانبان يحاولان العمل على تحديد كيف يمكن إشراك القطاع الخاص، وكيف يمكن جذب رأس المال المبدئي لدعمه، وما هي النقاط التي يمكن تحقيق نتائج سريعة منها".
وأضاف المصدر أن ستارمر ومودي سينظران في الأعمدة السبع لمبادرة الأمن التكنولوجي، بهدف تحديد المجالات التي يمكن أن تتحرك بسرعة.
وفي مايو الماضي، دعا باحثون من مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي إلى "مزيد من الطموح والتفكير الإبداعي" في هذه المبادرة، مع التركيز على "المشاريع الطموحة"، مثل دمج قوة التصنيع الهندي مع عمل البحث والتطوير البريطاني؛ بما في ذلك في مجالات أشباه الموصلات الجرافين، وإنشاء مختبر مشترك للكم.
وأثناء زيارة مودي في يوليو، أكدت الحكومة البريطانية أن الشراكة في إطار مبادرة الأمن التكنولوجي ستؤدي إلى إنشاء مركز مشترك للذكاء الاصطناعي. كما تم المضي قدمًا في التعاون في مجالات الجرافين والمعادن الحيوية، حيث ستبدأ المرحلة الثانية من "مرصد سلسلة إمدادات المعادن الحيوية بين المملكة المتحدة والهند".
وسيجلب ستارمر وفودًا تجارية، بما في ذلك وفود تركز على مجالات التعليم والمعادن الحيوية. وقال المصدر إن أحد مستشاري الأمن الوطني لدى ستارمر كان في الهند الأسبوع الماضي "لإجراء محادثات حول بعض النتائج التي يعتقدون أنها تتقدم". وأضاف المصدر أن التعاون في مجال المعادن الحيوية هو أحد المواضيع التي "تتحرك بسرعة" وقد يؤدي إلى "مجموعة جيدة من النتائج والإعلانات".
كما ستعقد المملكة المتحدة والهند اجتماعًا لمجلس التجارة الاقتصادي المشترك، وهو عملية وزارية مع الشركات، لمراجعة كيفية الاستفادة من الاتفاق التجاري الذي تم التوصل إليه بين مودي وستارمر في يوليو. وأوضح المصدر أن "القطاعات المختلفة سيكون لها آراء مختلفة حول ما قد يمثل مشكلة، وما لا يزال مشكلة، أو ما يمكن تحسينه من الناحية التنظيمية"، مشيرا إلى أنه رغم أن كل القضايا قد لا يتم حلها فورًا، فإن العملية توفر "وضوحا" يسمح للطرفين بضمان أن الاتفاق التجاري يقدم قيمة فورية عندما يدخل حيز التنفيذ.