في مثل هذا اليوم، الموافق 28 سبتمبر من عام 2012، رحل عن عالمنا الفنان أحمد رمزي، واحد من أبرز نجوم السينما المصرية خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي. اشتهر بلقب "فتى الشاشة الأول" لما امتلكه من وسامة طبيعية، وحضور طاغ، وأداء عفوي جعله معشوق الجماهير، خاصة الشباب والفتيات.
ولد أحمد رمزي، واسمه الحقيقي رمزي محمود بيومي، في 23 مارس 1930 بمحافظة الإسكندرية، نشأ في بيئة راقية ومثقفة، كان والده مصريا يعمل طبيبا مشهورا، أما والدته فكانت اسكتلندية الجنسية، ما أضفى عليه ملامح أوروبية جذابة ساعدته في أدواره السينمائية.
توفى والده عام 1939 بعد أن فقد ثروته في البورصة، فتولت والدته مسؤولية تربية أبنائها، حيث عملت مشرفة على طالبات كلية الطب، وتمكنت من تربية ولديها من دخلها، وقد سار الابن الأكبر، حسن، على خطى والده وأصبح طبيب عظام، أما أحمد رمزي ففشل في دراسة الطب بعد رسوبه ثلاث سنوات متتالية، لينتقل بعدها إلى كلية التجارة، التي تخرج فيها لاحقا وحصل على درجة البكالوريوس.
بدأت مسيرته الفنية بالصدفة، من خلال صداقته القوية مع الفنان عمر الشريف، الذي عرفه على المخرج يوسف شاهين، وكانت بدايته الحقيقية عام 1955 من خلال فيلم "أيامنا الحلوة"، الذي شارك فيه إلى جانب عمر الشريف وعبد الحليم حافظ، وقد حقق الفيلم نجاحا كبيرا، فتح له أبواب النجومية بسرعة.
عرف "رمزي" بعدة ألقاب مثل "فتى الشاشة الأول"، و"الدنجوان"، و"الفتى الشقي"، وذلك لما امتاز به من ملامح جذابة وحضور قوي، إلى جانب الأدوار التي برع فيها كمحب رومانسي أو شاب طائش تقوده مشاعره إلى تصرفات متهورة.
أصبح من أبرز نجوم السينما المصرية في فترة الخمسينيات والستينيات.. قدم عددا كبيرا من الأفلام الناجحة، مثل: "صراع في الميناء"،" إسماعيل ياسين في الأسطول"،"الوسادة الخالية"،"ابن حميدو"،"الشياطين الثلاثة"،"السبع بنات".
مع بداية الثمانينيات، بدأ أحمد رمزي يبتعد تدريجيا عن التمثيل، وقرر الاعتزال والانشغال بأعماله الخاصة، منها التجارة.
عام 2000 نجحت الفنانة فاتن حمامة في إعادته من جديد في مسلسل "وجه القمر"، وفي نفس العام قدم فيلم "الوردة الحمراء" مع يسرا ومصطفى فهمي، ليبتعد عدة سنوات ثم يعود عام 2007 ليمثل آخر دور في حياته مع عمر الشريف في مسلسل "حنان وحنين".
تزوج الفنان أحمد رمزي ثلاث مرات؛ الأولى عام 1956 من السيدة عطية الله الدرمللي، ابنة أسرة أرستقراطية، وأنجب منها ابنته “باكينام” قبل أن ينفصلا. ثم تزوج لفترة قصيرة من الراقصة نجوى فؤاد، لكن الزيجة لم تستمر طويلا، وبعد ذلك ارتبط بالمحامية اليونانية نيكولا، وأنجب منها ابنته “نائلة” وابنه “نواف”، الذي كان من ذوي الاحتياجات الخاصة، والذي توفي عام 2018 عن عمر ناهز 41 عاما.
رحل أحمد رمزي في 28 سبتمبر عام 2012 عن عمر ناهز 82 عاما إثر جلطة دماغية بعد سقوطه في منزله، ودفن في الإسكندرية، بعد أن ترك بصمة خاصة في تاريخ السينما المصرية، ظل بها "فتى الشاشة الأول" في قلوب جمهوره حتى اليوم.