في مثل هذا اليوم 24 سبتمبر 2004، رحلت عن عالمنا الكاتبة والروائية الفرنسية فرانسواز ساغان، التي ذاعت شهرتها منذ روايتها الأولى "صباح الخير أيها الحزن" عام 1954، لتصبح واحدة من أبرز الأصوات الأدبية في النصف الثاني من القرن العشرين، ووصفها الناقد فرانسوا موريا بأنها "الوحش الصغير الآسر".
ولدت ساغان، واسمها الحقيقي فرانسوا كواريه، في 21 يونيو 1935 لعائلة ثرية في بلدة كاجرك جنوب غربي فرنسا، واختارت لنفسها اسمًا مستعارًا مستوحى من إحدى شخصيات مارسيل بروست، ورغم إخفاقها في الالتحاق بجامعة السوربون نتيجة انشغالها بالحياة الباريسية الصاخبة، إلا أنها حولت ذلك إلى نقطة انطلاق، إذ اعتكفت في غرفتها لتخرج بروايتها الأولى التي هزت المجتمع الفرنسي وبيعت منها آلاف النسخ خلال شهور قليلة.
كتبت ساغان ما يزيد عن أربعين عملاً أدبياً متنوعًا بين الروايات والمسرحيات والقصص القصيرة والسيناريوهات السينمائية والتلفزيونية، وحُوّل العديد منها إلى أفلام ناجحة في فرنسا وهوليوود. ومن أبرز رواياتها: "ابتسامة ما" (1956)، "في شهر، في سنة" (1957)، "هل تحبين برامز؟" (1959)، "السحب العجيبة" (1961)، "لا شاماد" (1965)، "حارس القلب" (1968)، و"السرير غير المرتب" (1977). أما في المسرح فقد تركت بصمتها في أعمال مثل "قصر في السويد" (1960)، "رداء فالنتين الليلكي" (1963)، و"بيانو على العشب" (1970). كما أصدرت كتبًا تحمل طابع السيرة الذاتية مثل "مُسمم" (1964) و"مع أفضل ذكرياتي" (1984).
حازت ساغان مكانة بارزة في الأدب الفرنسي بفضل قدرتها على الغوص في أعماق الشخصيات الإنسانية، وتجسيد القلق والوحدة والبحث عن الحب في أوساط البرجوازية، وقد وصفها الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك في تأبينها بأنها "شخصية بارزة في حياتنا الأدبية"، فيما أكد وزير الثقافة آنذاك أنها "عرفت كيف تغوص إلى أعماق قلوبنا ووجودنا وزمننا".
ورغم رحيلها، لا يزال إرث ساغان الأدبي حاضرًا حتى اليوم، حيث تحولت حياتها نفسها إلى فيلم سينمائي بعنوان "ساغان" عام 2008، لتبقى سيرتها وإبداعاتها شاهدين على كاتبة صنعت لنفسها مكانة خاصة في تاريخ الأدب الحديث.