رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

منقذ الأسر من الغلاء.. «أهلًا مدارس».. معارض «التخفيضات»


14-9-2025 | 10:24

.

طباعة
تقرير: رحاب فوزى

مع اقتراب دقات الجرس الدراسى، تتحول معارض «أهلًا مدارس» إلى محطات أساسية فى رحلة كل أسرة مصرية تستعد لعام جديد. هنا تتجاور الابتسامة مع الحسبة، فالأهالى يطوفون بين الأرفف والحقائب والألوان بحثًا عن جودة مضمونة وسعر «على قد الإيد». وبين تخفيضات تصل إلى 30 فى المائة وإقبال يزداد عامًا بعد عام، باتت هذه المعارض أشبه بملاذ اقتصادى للأسر، وموعد سنوى تنتظره البيوت للتخفف من أعباء «قائمة السبلايز» الثقيلة، فى مشهد يجمع البائع والمشترى على هدف واحد: بداية دراسية بلا أعباء مرهقة.

يقول المهندس أحمد أحمد، مشرف بمعرض أهلاً مدارس بمدينة نصر، إن المعارض هذا العام تشهد نسبة جيدة من التخفيضات تتراوح بين 20 فى المائة و30 فى المائة على مختلف المستلزمات، سواء الأدوات المكتبية أو الحقائب المدرسية أو الأحذية والملابس التى كان لها حظ وفير هذا العام من التواجد بكثرة وتنوع، ولأن الهدف من المعارض هو تخفيف العبء عن الأسر وتوفير المنتجات بجودة جيدة وأسعار أقل من الأسواق الخارجية، نجد أن الأسعار فى متناول كل الطبقات، وأسعار السبلايز الهم الأكبر لكل أولياء الأمور تناسب كل الميزانيات، ولو أخذت جولة داخل أى من معارض أهلا مدارس فى القاهرة أو الجيزة أو المحافظات المختلفة تستطيع بسهولة أن تشعر بالفرق فى الأسعار.

ويعتقد أن الإقبال هذا العام أكبر من الأعوام الماضية بنسبة لا تقل عن 50 فى المائة، فالمكان يضجّ بالزائرين منذ الساعات الأولى وحتى نهاية اليوم، وكل الأصناف تُباع بكميات كبيرة ونطلب غيرها فى نهاية اليوم، والإقبال الأكبر على الكشاكيل، والحقائب والملابس لها حظ وفير أيضا من حركة البيع.

يوضح التاجر أشرف المرمولى أن قائمة الأسعار لكل الأصناف بلا استثناء تلبى حاجة مختلف الشرائح الاجتماعية، ولم يعد التواجد مقصورا على طبقة دون غيرها، بل تجد بين العملاء كل الطبقات جنبا إلى جنب، أولياء الأمور لديهم الكثير من الالتزامات، ولا بد من محاولة التوفير فى أى بند فى بنود القائمة الطويلة المطلوبة لكل طفل، خاصة العائلات التى لديها عدد من الأطفال، بالتأكيد لا مشكلة من البحث عن الحلول الاقتصادية التى وفرتها الحكومة للناس، والحقيقة أن معارض «أهلا بالمدارس» فى صالح المواطن والطفل والبائع والتاجر، الكل سواء، لأنها تنشط حركة البيع وتجعل التاجر يعرض منتجاته فى مكان مشهور ومعروف أكثر من المحل الذى يبيع فيه حتى لو كان يمتلك أكثر من محل، لا تحتاج لدعاية بل تأتيك الدعاية والدعم من الحكومة، وأنت تعرض بضاعتك بكل سهولة وبلا تكلفة كبيرة.

ويقول على مخلوف، بائع، إن الأقلام الرصاص الدستة منها سعرها من 20 إلى 40 جنيها، فى حين أن دستة الأقلام الجاف سعرها من 30 إلى 60 جنيها، وأيضا المساطر ما بين 5 إلى 10 جنيهات، بينما الممحاة (الأستيكة) من 3 إلى 10 جنيهات، وفئة الألوان منها ألوان خشبية سعرها ما بين 7.5 إلى 35 جنيها، وألوان فلوماستر ما بين 25 إلى 28 جنيها، أما دستة الكراريس (20 كراسة – 28 ورقة) فسعرها 72 جنيها، وهناك مستلزمات ويحبها الأطفال والكبار من الطلبة مثل اللانش بوكس، فيتراوح سعره بين 30 وحتى 80 جنيها حسب الحجم، وإن كان له شنطة أو بدون، ويوجد منه نوع معه زمزمية للمياه، وأيضا زجاجات مياه من 18 إلى 55 جنيها.

بينما الصنف الأكثر إقبالا وهو الشنط المدرسية -وفقا لمخلوف- فتبدأ من 75 جنيها، وتصل لموديلات أعلى سعرا تنافس المستورد الموجود بالمحال الباهظة الأسعار، وهى بالطبع أسعار تنافسية ولا مثيل لها فى أى محل، وإن كانت تعتمدها بعض المحال، ولكن عدم وجودها فى المعارض تحت الإشراف الحكومى يجعلها لا تشهد نفس الإقبال الذى نراه هنا يوميا وبشكل مستمر، لا فارق بين الصباح والمساء، وإن كان المساء أكثر إقبالا.

المشهد من داخل المعرض الكائن بمنطقة عابدين يعكس حجم الإقبال الكبير من أولياء الأمور، خاصة مع تنوع المنتجات بين الأدوات المكتبية والزى المدرسى والأحذية والحقائب، بحسب تصريحات المشرف سيد سموحة، الذى قال إن كثيرا من الأهالى أكدوا أن الأسعار أقل من المحال الخارجية، وإن التخفيضات ساعدتهم فى شراء معظم احتياجات أبنائهم دون أعباء إضافية. أما شقيقه محمد سموحة، الذى يعمل مشرفًا فى نفس سلسلة المعارض بالإسكندرية، فقال إن الفعاليات الخاصة بالمعارض لم تقتصر على محافظتى القاهرة والجيزة فقط، بل امتدت إلى محافظات مثل الإسكندرية والفيوم والدقهلية، حيث تراوحت نسب التخفيض على السبلايز بين 20 و30 فى المائة، مع تنوع المنتجات لتغطية مختلف المراحل التعليمية.

ولفت إلى أن الناس باتت تعتبر «أهلا مدارس» ليس مجرد معرض لبيع الأدوات المدرسية، بل مبادرة سنوية ينتظرها أولياء الأمور للتخفيف من ضغوط بداية العام الدراسي، وسط حالة من الرضا عن الأسعار والعروض مقارنة بالموجود فى الخارج سواء محال أو مراكز تجارية، وتحرص وزارة التموين على التنسيق مع المحافظين لتجهيز المعارض فى أماكن يسهل الوصول إليها، مثل الميادين الرئيسية وقاعات المعارض المغطاة، مع توفير أماكن انتظار للزوار، كما تشارك فى هذه المعارض سلاسل تجارية كبرى لتقديم منتجات بأسعار تنافسية.

«سموحة» أكد أن عدد المعارض هذا العام يزيد على 60 معرضا رئيسيا، بالإضافة إلى مئات المنافذ الصغيرة بالمراكز والقرى، ما يضمن وصول التخفيضات لأكبر عدد من المواطنين، وهنا تعد معارض الحكومة هى الخريطة السنوية المتكاملة التى تغطى جميع المحافظات، وتوفر للأسر المصرية فرصة حقيقية لشراء المستلزمات الدراسية بسهولة بعيدا عن استغلال التجار والمغالاة فى الأسعار. وفى البداية كانت بعض الطبقات الاجتماعية تخشى التسوق فيها لأن أسعارها رخيصة باعتبار أن الرخيص خاماته رديئة، إلا أن الثقة تسببت فيها مواقع التواصل الاجتماعى، فكثير منهم اشترى ونشر على الحسابات الشخصية أن المستلزمات الدراسية بأسعار لا توصف وغير متوقعة، وأن الخامات والأصناف المعروضة جيدة، وبالتالى أصبحت كل الطبقات تنتظر إقامة المعارض؛ غرضا فى التسوق من أجل متطلبات الدراسة المختلفة. وعن الأسعار، يقول عبدالرحمن منصور، ولى أمر: إنه يعتبر نفسه محظوظا؛ لأن المعارض بدأت تقريبا فى عمر دخول أولاده الدراسة، أى أن زبونها القديم بدأ معها منذ بدايتها، وبعد مرور أعوام ما زال زبونا مخلصا لها لأنه يشترى ما يحتاجه الأبناء وبزيادة، ومهما كانت ميزانيته يستطيع تدبير الأمر بشكل يرضى القائمة المطلوبة منه فى المدارس المختلفة.

«منصور» يجد أن الأسعار مبالغ فيها جدا، وأن التجار يستغلون العام الدراسى لرفع أسعار المستلزمات المدرسية، فى حين يعلمون معاناة أولياء الأمور، خاصة لو كانت الأسرة بها أكثر من طفل ولا يرحموننا، ومن الجيد أن الحكومة لقنتهم بعض الدروس من خلال المعارض المنتشرة فى كل مكان تقريبا، فهو يشترى من معرض بجوار عمله وآخر بجوار منزله وثالث بجوار منطقة المدارس نفسها، فلا مشقة ولا مشاوير زائدة عن الحد، لأنها أماكن يمر بها يوميا طوال العام سواء خلال فترة الدراسة أو الإجازة، وهو فقط يتمنى أن يكون بها جانب للكبار يوفر أثاثا بسيطا وملابس للكبار أيضا، ويرجو أن تمنح الحكومة الاهتمام للكبار داخل نفس المعارض؛ تيسيرا على المواطنين، ورحمة من الأسعار المبالغ فيها.

مجدى صمويل، أحد أولياء الأمور، يؤكد أن المعرض وفر عليهم الكثير، فالأسعار أقل من المحال والجودة جيدة، واستطاع أن يشترى كل شيء لأولاده فى يوم واحد.

أما سمر محمد، فتقول إنها اعتادت زيارة المعرض كل عام، معتبرة أنه الحل الأمثل لتجهيز أبنائها بمتطلباتهم دون إرهاق مادي، وهى تعتبر الذهاب إليه نزهة وليس عبئا لشراء المستلزمات، فهى تصطحب أطفالها ويذهبون للمعرض يتجولون فيه ساعات، ويختار أطفالها ما يحبون، وتستمر الرحلة ساعات فعلا دون كلل أو شعور بالتعب، كما أن المكان مليء بالأشياء الجميلة، وهى أحيانا تشترى للمنزل أو لها شخصيا زجاجة أو زمزمية أو مج أو لانش بوكس لعملها، أما عن الأقلام فيوجد منها عشرات الأشكال والألوان والماركات كلها جيدة ونظيفة تنافس المستورد، مشيرة إلى أنها كانت فى الماضى تشترى المطلوب فقط وبميزانية أكبر مرتين على الأقل على الرغم من أن أولادها كانوا أصغر، وكانت لا تصطحبهم معها وتعتبر مشوار المكتبة من أصعب المسئوليات عليها، وكانت بسببه تكره بداية العام الدراسي.

تعتبر هبة محمود، طبيبة بالقصر العيني، أن معارض أهلا مدارس أصبحت بمثابة طوق نجاة للأسر المصرية قبل بدء الدراسة، ليس فقط لتخفيض الأسعار، بل أيضا لتجميع كافة المستلزمات فى مكان واحد، مما يسهّل عملية الشراء ويوفر الوقت والجهد، وبينما تواصل الأسر رحلتها فى البحث عن تجهيزات العام، يبقى شعار المعرض هذا العام هو «مدارس بلا أعباء»، فى محاولة لتخفيف الضغوط عن ملايين الأسر مع بداية عام دراسى جديد.

وفى مقارنة سريعة مرت بها شخصيا، تقدم هبة مقارنة بين أسعار المعرض والسوق الحر تكشف حجم التوفير الحقيقي، فعلى سبيل المثال، تُباع دستة الكراريس خارج المعرض بما يقارب 95 جنيها مقابل 72 جنيها داخله، بينما يصل سعر اللانش بوكس فى المحال إلى 110 جنيهات وأكثر حسب المكان الذى تشترى منه وليس الجودة مقابل 80 جنيها فقط بالمعرض ومن أفضل الأنواع، كذلك تُباع بعض الشنط المدرسية فى الأسواق بأسعار تبدأ من 120 جنيها، فى حين أن المعرض يوفرها بداية من 75 جنيها، هذه الفوارق جعلت المعرض خيارا أوليا للأهالي، خاصة مع ارتفاع الأسعار بشكل عام فى الأسواق.

 
 
    كلمات البحث
  • معارض
  • أهلا
  • مدارس
  • قائمة
  • السبلايز

الاكثر قراءة