في عام 1987 كان عندنا سوق في بلدتنا نعم كان صغيرا لكنه كان به كل شيء وكنا ونحن صغارا نشيل جزء من ذلك المصروف الذي كان يكاد يكون معدوما لكي نقوم بعد ذلك بالذهاب للسوق كلا مع والده فيشتري الاب التسويقه من لحمه وخلافه والتي لم تكن كاليوم فمثلا اللحمة كانت امي وامهاتنا جميعا تقوم بالقسمة واعطاء كل واحد نصيبه او النايب والنايب ده هحكي لكم عنه بس أخلص قصه السوق المهم كنا من المصروف ده التحويشة يعني نبحث في السوق عن الاشياء التي نشتريها ولا نشتري شيئا قبل ان نطوي السوق ذهابا وإيابا لكي نعرف الاسعار والغريبة ان البائعين كل منهم يبيع بسعر مختلف لنفس السلعة وانا هنا مش بكلمكم عن بيع وشراء البهايم لا دي حاجه كانت خارج حساباتنا خالص انا بتكلم عن مثلا سندوتشات الطعمية اللي كانت في السوق ومش هقول لكم قد ايه كانت طعمة ولذيذة وكانت من مشتهياتنا او اللعب اللي كانت بتتباع هناك معلش دول كانوا لعبتين ما فيش غيرهم الصفارة المصنوعة من نبات الغاب وهي تشبه الناي القديم بس صناعه عم عباس واولاده واللعبة الثانية كانت عجله مش زي بتوع اليومين دول دي عجله بلاستيك كنا بنزقها بايد واحده ودي كانت للأغنياء بس اما الغلابة اللي زيي كان خالي كرم يعمل لنا محرات بالطين او يعمل العجله دي بجريد النخل او حطب القطن ... وكنا نشتكي من البياعين بتوع السوق ومستغربين ليه كل واحد بيبيع بسعر مختلف ايوه كنا عيال بس عندنا شويه ذكاوه ... مسكتناش لا قلت لابويا ما تشوف الموضوع ده قال لي اسكت بس انا اعرف حد نشتري منه وهو هيدينا بسعر رخيص قلت له ما اقصدش السعر انا عايز يبقى السعر موحد قال لي ما ينفعش وما تتكلمش؟!..
قلنا نكلم المدرس بتاعنا في المدرسة التاني سكت وقال لازم تسمع كلام ابوك .. المهم عمي وخالي وكل الناس قالوا نفس الكلام وكل ده وانا مش مقتنع وفي مره كنت في السوق لقيت راجل حلو وليه هيبه وحواليه ناس كثير وكان ماشي في السوق يسأل ويقول كله تمام فيرد عليه الناس البياعين والمشتريين ومنهم ابويا ويقولوله تمام يا باشا يقول لهم في اي مشاكل في حد عايز يقول حاجه؟ والاسعار كلها تمام بردو يقولوا تمام وما فيش مشاكل ... سمعت انا كلمه الاسعار وكنت هجري عليه واقول له ما انا كل اللي يهمني آخد الصفارة بتاعتي بسعر كويس ومش اغلى من غيري راح ابويا شدني وقال لي ما تتكلمش قلت له ليه قال لي علشان مش هجيبك تاني ... قلت له طيب مين الراجل ده قال لي ده الباشا صاحب السوق وهو اللي بيمر يشوف السوق والاسعار قلت له باين عليه حلو وطيب ما نقول له اللي اسكت والا مش هجيبك معايا تاني ودي طبعا كانت عقوبه زي الموت كده فسكت وقاللي هنا كل واحد بيبيع براحته وانت عاجبك تشتري اشتري؟! والراجل الباشا صاحب السوق في ناس بتحكي له كل حاجه قلت يمكن مابيحكولوش قال وانت مالك مش مستنيينك انت فسكت وخفت من انه ما يجيبنيش معاه او يحرموني من النايب اللي قلت لكم عليه وانا ما اقدرش لا على دي ولا دي وقلت في بالي طيب انا نايبي كبير عشان انا البكري ولا عشان كانت امي الله يرحمها بتميزني وبتحبني اكتر من اخواتي الله اعلم؟! وفضلت اسال ليه أنا كان نايبي كبير؟ طب ليه النوايب ما تبقاش قد بعضيها ما احنا كلنا اخوات عشان يبقى في عدل وكله زي بعضه…اتاري قصه النايب دي قصه كبيره ولها حسابات ما كنتش اعرفها زي مثلا البكري واللي بيسافر ويرجع بيميزوه برضو وزي اللي بيشتغل اكتر من التاني وزي واجهه البيت وزي الابن اللي بيشتغل و معاه فلوس كتير وهو اللي بيصرف على البيت دول يا سيدي ( نايبهم ) اكبر طبعا... فرحت حاطط ايدي على خدي وساعتها لقيت الاسعار غاليه ولا اشتريت الصفارة ام نص ريال ولا العجلة ام ربع جنيه وخليت خالي كرم عمل لي محراتين طين وعجلة بجريده نخل ومن ساعتها لا بحكي في الأسعار ولا النايب ...وعجبي.