أكدت الدكتورة نهاد جاد، مدرس واستشاري الطب الشرعي والسموم الإكلينيكية بجامعة الإسكندرية، أن تخصص السموم الإكلينيكية يُعد من التخصصات النادرة، حيث يتعامل مع حالات التسمم الحاد كطوارئ خطيرة، مشيرة إلى أن الندرة تعود لكون الدراسات العليا فيه مقتصرة على أساتذة الجامعات. وأوضحت أن التوسع في هذا التخصص أصبح ضرورة مع تزايد حالات الانتحار والإدمان، لافتة إلى أنها أنشأت مجموعة عبر تطبيق «تليجرام» لأطباء الطوارئ في مصر والعالم العربي للرد على استفساراتهم في مجال السموم «ابتغاء ثواب نشر العلم».
واستعرضت مسيرتها المهنية منذ تخرجها في كلية طب الإسكندرية، ثم تعيينها معيدة عام 2017، ومدرسًا مساعدًا 2019، ومدرسًا 2023، حتى أصبحت استشارية بكلية الطب ومديرة لوحدة السموم بمركز حوش عيسى بالبحيرة.
وأوضحت في حوار مع المصور ينشر لاحقا، أنها شاركت في مراجعة تقارير طبية لقضايا سابقة، لكن واقعة المنيا الأخيرة تُعد أول قضية رأي عام تشارك فيها كخبيرة سموم. وأوضحت أنها لا تنسى حادثة أربع فتيات من العامرية، تناولن «جاتوه» ملوثًا بحبيبات سم فئران وضعته إحداهن بدافع الانتقام، ما أسفر عن وفاة إحداهن وإصابة أخريات بين حالات خطيرة ومتوسطة، واعتبرت الحادثة صادمة لكون الفاعلة طفلة في المرحلة الإعدادية.
كما أشارت إلى واقعة أخرى لفتاة في البحيرة تناولت شريطين من دواء للقلب وكاد قلبها يتوقف، لكن البروتوكول العلاجي أنقذ حياتها خلال أيام. وأكدت أن أنواعًا جديدة من حالات التسمم بدأت تظهر مؤخرًا، منها واقعة المنيا الأخيرة بمادة نادرة الاستخدام، فضلًا عن ظهور العناكب السامة قبل عام ونصف دون توافر أمصال لها حتى الآن.
وقدمت «جاد» مجموعة من النصائح للمزارعين بضرورة ارتداء ملابس واقية، وحماية الوجه، واستخدام القفازات، والاستحمام بعد انتهاء العمل، تجنبًا لتسمم المبيدات عبر الجلد أو الاستنشاق. كما حذرت من خطورة مادة «كلورفينابير»، مؤكدة أنها تسبب تآكل المادة البيضاء بالمخ، وأن أعراضها لا تظهر إلا بعد يومين أو ثلاثة، ما يجعلها أكثر فتكًا. وأضافت أن إحدى الحالات التي تابعتها كانت لفتاة عمرها 15 عامًا تناولت المادة بغرض الانتحار، مطالبة وزارة الزراعة بوقف تداولها أو تقنين صرفها، محذرة من أن وجودها على المحاصيل يؤدي إلى رفضها من قِبل المستوردين.