رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

خبير في الشأن الإسرائيلي: نتنياهو يوظف الدين لتبرير مشروعه التوسعي وصياغة الصراع كحرب حضارات


22-8-2025 | 12:56

الدكتور أشرف الشرقاوى أستاذ اللغة العبرية والشئون الإسرائيلية

طباعة
تقرير - دعاء رفعت

كشف الدكتور أشرف الشرقاوى، أستاذ اللغة العبرية والشئون الإسرائيلية، أنه بالرجوع إلى كتاب نتنياهو «إعادة إنتاج المشروع الصهيونى ضمن منظومة صراع الحضارات» سندرك أن نتنياهو استطاع، من خلال رصده الذكى للمتغيرات فى العالم، أن يدرك حالة الضعف والوهن التى يمر بها العالم العربى فى مواجهة الولايات المتحدة والدول الأوروبية، ليسعى إلى تولى دور يعتبره تاريخيًا فى توسع الدولة الصهيونية. 

وأضاف أن نتنياهو يدرك أن السبيل إلى تمكينه من تنفيذ وجهة نظره -سواء على المستوى المحلى أو على المستوى الدولى- يرتبط بارتداء عباءة الدين، التى ستتيح له فى الداخل التفاف أغلبية الإسرائيليين اليهود حوله، حتى العلمانيين منهم، كما ستتيح له فى الخارج تجنيد المبدأ الدينى الذى تمكنت الصهيونية من استحداثه والزج به فى الفكر الأمريكى والزعم بأنه جزء من الكتاب المقدس، وهو مبدأ أن «من لا يؤيد إسرائيل فهو ملعون»، وقد جند نتنياهو هذا المبدأ ليبتز الساسة الأمريكيين، حتى العلمانيين منهم، ليسيروا خلف ما تريده إسرائيل كالنعاج، حتى إن بعضهم عندما تسأله: أين ورد هذا فى الكتاب المقدس؟ يكون رده أن عبء البحث يقع عليك أنت. بينما هذا المبدأ لا علاقة له بالكتاب المقدس على الإطلاق، وإنما هو اختراع من الحركة الصهيونية فى القرن العشرين.

«الشرقاوى»، لفت إلى أن الدوافع السياسية لـ«نتنياهو» واضحة؛ أهمها دافع البقاء السياسى، ولكن لا يقل خطورة ولا أهمية عن ذلك إحساسه بأنه شخصية تاريخية وُجدت للارتقاء بالشعب اليهودي. وهو مفهوم تم التسويق له محليًا أولًا ثم عالميًا، فأصبح يروج لنفسه على أنه شخصية تاريخية أرسلها الرب لحماية الحضارة الغربية «الراقية» من الحضارة الإسلامية «الغوغائية»، وبالتالي، فإن «نتنياهو» يسعى إلى تأطير الصراع، ليس على أنه صراع فلسطينى - إسرائيلى أو حتى عربى - إسرائيلي، وإنما على أنه صراع حضارات بين الحضارة المسيحية - اليهودية من جهة والحضارة الإسلامية من جهة أخرى. ويروج لنفسه على أنه منقذ للحضارة المسيحية - اليهودية، ومؤسس لاستعادة هيبتها وسيطرتها الروحانية على أسس من الكتاب المقدس للمسيحيين واليهود.

وفيما يخص انعكاس خطاب «نتنياهو»، على العلاقات الدولية، خصوصًا فى الغرب والمنظومة المسيحية الإنجيلية، أوضح «الشرقاوي»، أن هناك إيمانا لدى الإنجيليين الأمريكيين، بل وأغلب الأمريكيين العاديين، بفكرة مثل: «من يعارض إسرائيل ملعون»، وهذا له أثر بالغ على تحرك الولايات المتحدة فى الساحة الدولية، وعلى التحالفات التى تشكلها وضغوطها التى تمارسها لصالح إسرائيل، وإن كانت هذه التحركات بالطبع لا تخلو من تطلعات استعمارية تستند إلى نفس وجهة النظر الدينية، التى ترى أن الرب قد جعل أغلب ثروات العالم فى منطقة الشرق الأوسط، وأن العالم المسيحى الغربى أحق بها، حتى لو كان الثمن إبادة العالم العربى أو الإسلامي، وليس الفلسطينيون فحسب، ويمكن أن نتحقق من هذا من خلال وصف بعض النواب الأمريكيين للفلسطينيين بأنهم «حيوانات»، انسياقًا خلف وصف الإسرائيليين لهم، وهو وصف سينسحب على العرب جميعًا فى المرحلة التالية التى تسعى فيها إسرائيل إلى التوسع القادم للدولة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة