رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

الذكاء الاصطناعى من اللغة ﺇلى الرواية


21-8-2025 | 19:54

.

طباعة
بقلـم: د. السيد نجم

مؤكد الآن أن معطيات الذكاء الاصطناعى على رأس منجز العقل البشرى فى المجال الرقمى اﻹلكترونى، ونظرا للتقدم الكبير والمتسارع فى هذا المجال، بعد ظهور أول روبوت «ﺇنسان آلى محكم الصنع عام 2022م»، وينتظر الكثير فى مجال الطب والصناعات المختلفة حتى اﻹبداع الأدبى والفني.. وهو ما شجع البعض على اختبار ممارسة الإبداع الروائى.

لعل «اللغة» وهى وسيلة التفاهم بين البشر والذكاء الاصطناعى، وهى ما، يعبر عنه بـ LLM. أى larg language model (مجموعة من البرمجيات فى دوائر إلكترونية تعمل عمل الجهاز العصبى فى البشر)

وهى تعمل بخاصية «التعليم العميق»، حيث تقوم تلك البرمجيات بتحليل الجمل اللغوية فى الكتب والدراسات ومواقع الويب والدردشات والتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، حيث تعمل على التميز بين الجمل معتمدة على منطقها والتمييز بين الجمل المقبولة نحويا وصرفيا ومنطقيا وثقافيا بما يناسب اللغة المعينة المحرر بها النص فى ﺇطار من فهم للعادات والتقاليد والقيم للبلد الذى يعمل على أرضه الروبتات.

‏تحقق هذا الإنجاز فى أول ريبوت مصنع خلال عام 2022م، وتوالت المزيد من التطوير، ويتوقع خبراء التقنية بالمزيد من الإنجازات مستقبلا، وهو ما قد يتمثل في: إدارة الحوار بين البشرى والآلى، لتبدأ خطوة من التطور الآتى فيتعلم الربوت من محدثه لغته وثقافته، بل ما يريد وما يحب وما يكره، وغيره.

‏قد تصل قدرات الآلة من الذكاء بحيث تصبح للآلة رؤيتها ورأيتها، وينعكس الأمر من تنفيذ الأوامر إلى إصدارها وتعديل ما يصلها من الأوامر.

‏اللغة الحوارية نموج وخطوة أولى

تعد شركة (Open AI) صاحبة أول نموذج (ChatGPT) وهو اختصار للجملة (Chat Generative Pre-trainer Transforme) (مولد الدردشة المدرب مسبقا) فيمكنه أن يدير حوارا مع المستعمل وأن يجاريه فى النمط الشعورى للحوار مثل الجد أو الهزل والحزن أو السرور والفصيحة أو العامية.

حوار مارسه د.ثائر العذارى الأستاذ بالجامعات العراقية (مع نموذج ChatGPT

- مساء الخير

- مساء النور، كيف يمكننى مساعدتك اليوم؟

- أريد كتابة مقال لإحدى الصحف عن علاقة الذكاء الاصطناعى باللغة، وأريد منك أن تقترح على عنوانا مشوقا له

- بالطبع، إليك بعض الاقتراحات لعناوين مثيرة: (عرض نماذج من العناوين)

- شكرا لك، هل تقترح بداية جميلة للمقال؟

- بالطبع، إليك بداية مقترحة: (فقرة مقترحة لبداية المقال)

- بعيدا عن المقال والصحف، هل تعتقد أن الذكاء الاصطناعى سيغير فعلا طبيعة اللغة؟

- نعم، الذكاء الاصطناعى يؤثر بشكل كبير على طبيعة اللغة، كما فى الترجمة، والتعلم الآلى، وغيره، حيث يمكن القول إن الذكاء الاصطناعى يسهم فى تحويل اللغة من وسيلة للتواصل إلى أداة للتفاعل الذكى والتحليل العميق، ما يؤدى إلى تغييرات فى طريقة استخدامنا وفهمنا للغة.

الرأى المهم عندى الآن، أنه لا يزال هناك تحديات كبيرة أمام الذكاء الاصطناعى فى فهم اللغة بنفس الدقة والعمق الذى يمكن للإنسان تحقيقه. فعلى الرغم من التقدم الكبير الذى تحقق فى مجال معالجة اللغة الطبيعية وتعلم الآلة، إلا أن الذكاء الاصطناعى لا يزال بعيدًا عن مستوى فهم اللغة بالطريقة التى يفهمها الإنسان بتفاعله مع العالم من حوله.

(الحوار نشره د. ثائر العذارى الناقد العراقى والمتخصص- مع تصرف من الكاتب)

• الرواية نموذج إبداعى

تأتى فكرة صياغة رواية بتقنية الذكاء الاصطناعى مؤخرا كرد فعل طموح من الأدباء، كما فعلت من قبل فى كل معطيات التقنية الرقمية بداية من النشر الإلكترونى ﺇلى توظيف المعطيات الرقمية بالصورة والصوت واللون والحركة ثم الكلمة، بعد أن كان النص بالكلمة فقط.

مع الذكاء الاصطناعى بدت خطوات عملية وتقنية تسهم كثيرا فى تشكيل النص وتساعد الكاتب على تطوير روايته، وهي:

.. تشارك التقنية فى تطوير الفكرة الرئيسة المراد الكتابة حولها، مع ضرورة بيان ﺇذا كان النص المراد من النوع الرومانسى أم الاجتماعى أم الوطنى وغيره.

.. يقدم الذكاء الاصطناعى مجموعة من الشخصيات الأساسية والثانوية فى النص.. ويمكن بيان الأوصاف الخارجية أو الداخلية للشخصية، ما يساعد الروائى فى ﺇضافة ما هو مثير وطريف ﺇلى النص.

.. يبدو تطوير الأحداث والبناء على المقدمة من الأمور المتاحة التى يمكن للذكاء الاصطناعى توفيره للنص.. مع ضرورة توضيخ ﺇذا ما كان النص ضمن نصوص أدب الطفل أم أدب الكبار.

.. قد يطلب الروائى التوقف أمام لحظات شعورية ما (حزن أو فرح أو تأمل) وطلب من الذكاء الاصطناعى المساعدة وتحرير فقرات مطولة، تعبيرا عن تلك الحالة الشعورية.

ملاحظات واجبة:

لعل المنجز الرقمى مع الذكاء الاصطناعى وصياغة الرواية يمكن الإشارة ﺇلى ملاحظتين، هما التفاعلية مع النص ثم التخوف من رسوخ الحالات الشعورية، حيث لا تمتلك الآلة خاصية الشعور.

ولا شك ما زلنا فى زمن التجربة، ومع ذلك فقد قدم د. ثائر تجربته مع تأكيده على إمكانية استحضار حالة شعورية موثقة مع الآلة.. يقول:

(يجادل بعض الأصدقاء بأن الذكاء الاصطناعى لا يستطيع فهم المشاعر الإنسانية، وقد قمت بهذه التجربة لإثبات عكس هذا، حيث كتبت،

• “أنشئ لوحة زيتية مستوحاة من قول الشاعر: اشتقت إليك فعلمنى أن لا أشتاق - علمنى كيف أقص جذور هواك من الأعماق”

• هذا التلقين لم يقدم أى مطالب محددة للصورة

• تم عرض الصورة بعد زمن قليل)

حيث نشر الناقد دراسته مع مرفق الصور التى رسمها وقدمتها الآلة المتحكمة بالذكاء الاصطناعى).

خاتمة:

يعد المنجز التقنى الجديد مفخرة للعقلية البشرية ومع ذلك علينا البحث عن تلك الأحوال التى قد يتعرض لها الصغار والكبار، ويلزم السؤال: كيف يمكن أن نحتذر فى التعامل مع التقنية الجديدة؟

الاكثر قراءة