رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

بموافقة ترامب احتلال غزة!


14-8-2025 | 20:42

.

طباعة
بقلـم: عبدالقادر شهيب

حرص نتنياهو على إعلان أن قراره الخاص باحتلال غزة الذى أسماه السيطرة عليها. هو بموافقة الرئيس الأمريكى ترامب حينما قال إنه تحدث مع ترامب حول هذا الأمر، وسكوت ترامب على ذلك من علامات الرضا على ما يفعله وما سوف يفعله فى غزة.

والأمر أن ترامب يمنح موافقته لخطة نتنياهو التى سوف تُسفر عن مزيد من الشهداء وترحيل فلسطينى إلى جنوب القطاع فى إطار خطة تهجيرهم خارج القطاع مستقبلًا، واستمرار الحرب الوحشية لعدة أشهر أخرى قادمة، فى وقت يسعى ترامب للحصول على جائزة نوبل للسلام ويتباهى بأنه يُنهى الصراعات المسلحة والحروب فى العالم الآن.

ومن المثير أيضًا أن ترامب يمنح موافقته لخطة نتنياهو باحتلال كامل لقطاع غزة، بينما قوات الاحتلال الإسرائيلى ذاتها تعارضها، وحاولت القيادة العسكرية الإسرائيلية منع تنفيذها لكن نتنياهو فرض خطته فى نهاية المطاف.. فإن معنى ذلك أن ترامب يمنح تأييده ودعمه الشخصى لنتنياهو وخطته ولا يكترث أو يهتم برأى القيادة العسكرية الإسرائيلية ولا أيضًا بموقف المعارضة الإسرائيلية، رغم تحذير رئيس الأركان الإسرائيلى بأن تنفيذ خطة نتنياهو يعنى مزيدًا من القتلى فى صفوف قوات الاحتلال ومزيدًا من التهرب من الخدمة العسكرية، وقبل ذلك كله قتل من تبقوا على قيد الحياة من المحتجزين الإسرائيليين فى غزة بأسلحة قواتهم العسكرية، رغم أن نتنياهو حدد لعملياته خمسة أهداف، ثانيها الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين فى قطاع غزة.. وما يخشاه رئيس الأركان الإسرائيلى «زامير» يشاركه فيه أهالى الأسرى.

كذلك من المثير أن ترامب يمنح تأييده لخطة نتنياهو باحتلال كامل غزة فى وقت يرفضها القطاع الأكبر من الإسرائيليين.. فمن يوافقون عليها طبقًا لاستطلاع رأى إسرائيلى لا يتجاوزون 28 فى المائة فقط من الإسرائيليين، وبالطبع هم من المتطرفين الذين يطالبون بحرق غزة بمن يعيش فيها وإعادة احتلال القطاع مجددًا وإنشاء مستوطنات مجددًا فيها لتدمير مشروع إنشاء دولة فلسطينية مستقلة مستقبلاً.

إذن..

ترامب يتبنى كل خطط نتنياهو شخصيًا ولا يلقى بالاً حتى لمن يرفضها من الإسرائيليين.. ولعل ذلك ينهى الجدل السخيف حول من يقود من ترامب أم نتنياهو؟!.. غير صحيح أن نتنياهو يقود ترامب ويورطه فى غزة كما يردد البعض.. وليس صحيحًا أيضًا أن ترامب يُصدر تعليمات وأوامر لنتنياهو لينفذها.. الحقيقة أن كليهما مقتنع بما يتم تنفيذه على أرض القطاع منذ 22 شهرًا.. أى أنهما يتشاركان فى الرؤى والأفكار والاهداف وأيضاً القناعة بسبل تنفيذ هذه الأهداف.

ومَن يريد أن يتأكد من ذلك عليه مراجعة التوافق التام بين الرجلين فيما هو مستهدف فى غزة.. أليس كلاهما يتشاركان فى رفض الدولة الفلسطينية.. ويتشاركان فى تهجير أهالى غزة وطردهم من أرضهم.. ويتشاركان فى الرغبة لتوسيع مساحة إسرائيل.. كما يتشاركان فى حق إسرائيل أن تدمر وتخرب وتقتل وتجوع بدعوى الدفاع عن النفس؟!.

لذلك ليس غريبًا أن يتوافق الاثنان، ترامب ونتنياهو على احتلال كامل قطاع غرة الذى استنكر ترامب انسحاب شارون منه.. نتنياهو لم يسحب ترامب وراءه فى هذه المغامرة العسكرية.. وترامب لم يُجبر نتنياهو على القيام بشكل مرفوض من المستوى العسكرى فى إسرائيل.. أما الرجلان فهما يتشاركان فى القناعات والرؤى.. كلاهما مقتنع بأنه لا حق للفلسطينيين فى أرضهم سواء فى القطاع أو الضفة.. وكلاهما مقتنع بأن حل المشكلة الفلسطينية يتم بتهجير الفلسطينيين خارج القطاع والضفة، سواء للصومال أو السودان أو لليبيا، بعد أن رفضت مصر والأردن تهجيرهم إليها.. وكلاهما مقتنع بإسرائيل الكبرى التى تمثل ملاذًا قديمًا لقطاع من اليهود داخل وخارج إسرائيل.. وربما يكون زوج ابنته أثر على ترامب فى ذلك.

 

 
 
 
 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة