لا يزال الزخم السياسي والإعلامي يحيط باللقاء المرتقب، يوم الجمعة المقبل، بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في ظل توقعات واسعة بأن يشكل محطة مفصلية على طريق إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ومن المقرر أن يُعقد اللقاء في ولاية ألاسكا الأمريكية، لبحث سبل التوصل إلى تسوية طويلة الأمد للصراع، وسط أحاديث عن مقترح لتبادل أراضٍ بين البلدين.
أمل إنهاء الحرب
يدخل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاجتماع المقرر مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، على أمل التوصل إلى اتفاق يوقف الحرب في أوكرانيا، التي تدخل عامها الرابع.
وقال ترامب، أمس، إنّه يعتقد أنّ اللقاء "سيسير بشكل جيد، لكنه قد يسير بشكل سيئ أيضًا"، مؤكدًا رغبته في إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا في أقرب وقت ممكن.
وأعرب عن أمله في أن يكون الاجتماع "بناءً للغاية"، لكنه أقرّ بعدم معرفة ما ستسفر عنه المحادثات، مضيفًا: "سأذهب للقاء فلاديمير بوتين، وسأقول له: عليك إنهاء هذه الحرب".
وبحسب حديث ترامب، فإن اجتماعه مع بوتين سيتبعه لقاء آخر مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالإضافة إلى إبلاغ القادة الأوروبيين بشكل الاتفاق الذي يمكن التوصل إليه.
وأعرب الرئيس الأمريكي عن أمله في أن يجتمع الرئيس الروسي والرئيس الأوكراني في نهاية المطاف في نفس الغرفة ويتوصلان إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب.
كما أشار ترامب في حديثه إلى واحدة من أكثر النقاط الخلافية بين الطرفين، قائلًا: "سنسعى لضمان عودة بعض المناطق إلى أوكرانيا، كما ستحدث بعض عمليات مبادلة للأراضي".
وفي حين تتمسك روسيا باستمرار سيطرتها على أراضٍ احتلتها في خضم هذه الحرب، تؤكد أوكرانيا أن وحدة أراضيها يجب أن تكون أمرًا غير قابل للتفاوض.
ويدور الحديث في الوقت الراهن عن أن روسيا قدمت لـ"الولايات المتحدة" مقترحًا لتحقيق وقف شامل لإطلاق النار في أوكرانيا، مقابل تقديم كييف تنازلًا عن أراضٍ لها تقع تحت السيطرة الروسية، وقد رفض الرئيس الأوكراني هذا الأمر شكلًا ومضمونًا.
غير أن صحيفة "التلجراف" البريطانية، قالت إن أوكرانيا قد توافق على وقف القتال، وأنها قد تتنازل عن أراضٍ تسيطر عليها روسيا بالفعل، وذلك كجزء من خطة سلام مدعومة أوروبيًا.
وأبلغ الرئيس الأوكراني القادة الأوروبيين بضرورة رفض أي تسوية يقترحها دونالد ترامب، والتي تتخلى فيها أوكرانيا عن المزيد من الأراضي، ولكن مع إمكانية السماح لروسيا بالاحتفاظ ببعض الأراضي التي استولت عليها، حسب الصحيفة البريطانية.
ويعني ذلك تجميد خط المواجهة كما هو، ومنح روسيا السيطرة الفعلية على الأراضي التي تحتلها في مقاطعات لوجانسك، ودونيتسك، وزابوريجيا، وخيرسون، وشبه جزيرة القرم.
اجتماع أمريكي أوروبي أوكراني
واستباقًا لقمة الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي، يُعقد في العاصمة الألمانية برلين، غدًا الأربعاء، اجتماع افتراضي يحضره ترامب وقادة أوروبيون وأوكرانيون، إضافة إلى مسؤولي حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بهدف توحيد المواقف قبل هذه القمة.
ومن المقرر أن يتناول التحضيرات لمفاوضات سلام محتملة، والقضايا المتعلقة بالأراضي المتنازع عليها والضمانات الأمنية، وذلك فضلًا عن خطوات إضافية للضغط على موسكو، حسب تصريحات المتحدث باسم المستشار الألماني.
وتقوم المحادثات على عقد لقاء بين القادة الأوروبيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأمين العام للناتو مارك روته، ثم إطلاع ترامب ونائبه جاي دي فانس على نتائج المشاورات.
في غضون ذلك، أكد قادة 26 دولة في الاتحاد الأوروبي، أن أي حل دبلوماسي بشأن الحرب الروسية الأوكرانية يجب أن يحمي المصالح الأمنية والحيوية لأوكرانيا وللقارة.
ورحب القادة في بيان صادر، اليوم، عن مجلس الاتحاد الأوروبي، باستثناء المجر، بجهود الرئيس الأمريكي لإنهاء الحرب في أوكرانيا وضمان سلام وأمن عادلين ودائمين لها.
وشددوا على ضرورة أن يتمتع الشعب الأوكراني بحرية تقرير مستقبله، موضحين أنه لا يمكن تحديد مسار السلام في أوكرانيا من دون كييف.
وحسب ما جاء في البيان، فإن الاتحاد الأوروبي، وبالتنسيق مع الولايات المتحدة والشركاء الآخرين ذوي التوجهات المماثلة، سيستمر في تقديم الدعم السياسي والمالي والاقتصادي والإنساني والعسكري والدبلوماسي لأوكرانيا لممارسة حقها في الدفاع عن النفس.