في مناسبة مرور عشر سنوات على ذكرى وفاة النجم الكبير نور الشريف، خصّصت قناة "الحياة" تغطية خاصة تسلط الضوء على محطات مضيئة في مسيرته الفنية الطويلة.
التقرير المصوّر تضمّن مشاهد من أشهر أعماله التي شكّلت ملامح السينما والدراما المصرية لعقود، إلى جانب توثيق لأبرز محطاته المهنية والإنسانية التي جعلت منه واحدًا من الرموز الخالدة في الفن العربي.
وُلد نور الشريف، أحد أعمدة الفن المصري، في حي الخليفة بالقاهرة يوم 28 أبريل 1946، ومنذ بداياته الأولى، بدا واضحًا أنه قادم ليترك أثرًا عميقًا في الساحة الفنية، رحل عن عالمنا في 11 أغسطس 2015 بعد معركة طويلة مع سرطان الرئة، لكنه ترك إرثًا لا يُمحى.
على مدار أكثر من خمسين عامًا، امتد عطاء نور الشريف بين التمثيل والإخراج والإنتاج، حيث تجاوز عدد أعماله 150 عملاً بين السينما والتلفزيون. وقد دخلت 7 من أفلامه ضمن قائمة أهم مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية، من بينها "الكرنك"، "سواق الأتوبيس"، و"عمارة يعقوبيان". كما عرفه الجمهور في أدوار تاريخية بارزة في مسلسلات مثل "رجل الأقدار" و"هارون الرشيد"، التي أظهرت قدراته الاستثنائية في تقمّص الشخصيات المعقّدة.
حصل الشريف على شهادة التخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1967 بتقدير امتياز، ومنذ ذلك الوقت انطلق في مسيرة متفردة حافلة بالنجاحات والتجديد. لم يكن ممثلاً فقط، بل أيضًا راعيًا للفن الجاد، ومكتشفًا للطاقات الواعدة، فقد دعم أسماء لامعة في بداياتها، منهم المخرج محمد خان، كما أخرج بنفسه أفلامًا تحمل توقيعه الإبداعي مثل "زمن حاتم زهران".
على الصعيد الشخصي، جمعته علاقة حب قوية بالفنانة بوسي، تُوّجت بالزواج عام 1972، وأنجبا ابنتين هما سارة ومي. ظلّت بوسي رفيقة دربه في الحياة والفن، وساندته حتى لحظاته الأخيرة في صراعه مع المرض، في مشهد وداع مؤثر لن تُنسى تفاصيله من ذاكرة محبيه.
ورغم رحيله الجسدي، بقي نور الشريف حاضراً في ذاكرة الفن العربي، مدرسة قائمة بذاتها في الأداء والتعبير، يجمع بين الحضور الهادئ والتأثير العميق. حصد أرفع الجوائز في المهرجانات العربية والدولية، ونال محبة الجمهور واحترام النقّاد، ليُلقّب عن جدارة بـ"صائد الجوائز".