رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

نهر المساعدات المصرية لا يتوقف.. «مسافة السكة».. جبهة إنقاذ الغزاويين


8-8-2025 | 14:40

.

طباعة
تقرير: محمد رجب

مصر السند.. عقيدة قومية أكدتها الجهود المصرية لدعم القضية الفلسطينية -رسميا وشعبيا، ليس على المستوى السياسى فحسب، بل عبر جسور الإمدادات الإغاثية التى لا تتوقف قادمة من المعابر الحدودية مع قطاع غزة، خاصة معبر رفح، الذى لم يُغلق يومًا فى وجه الأشقاء، ولم تختفِ من أمامه على الأرض المصرية، شاحنات المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية منذ اندلاع حرب الإبادة الضارية من جانب قوات الاحتلال ضد القطاع الفلسطيني، فى أعقاب السابع من أكتوبر 2023..

ورغم التعنت الإسرائيلى فى السماح بإدخال المساعدات الإنسانية، فإن مصر واصلت تقديم الدعم المادى والمعنوى لأهالينا الغزاويين، الذين يعانون أوضاعًا إنسانية كارثية، وهو ما أكدته التقارير الأممية أن القاهرة قدمت ما يزيد على 87 فى المائة من إجمالى المساعدات الإنسانية التى دخلت القطاع منذ بداية الأزمة، لتثبت بما لا يدع مجالًا للشك أن دعم القضية الفلسطينية يمثل عقيدة راسخة فى الوجدان المصرى، وهو ما تؤكده حشود قوافل المساعدات الغذائية المتواصلة من كافة الجهات الرسمية والأهلية -برًا وجوًا وبحرًا، وأكده كذلك، الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة خلال كلمته فى مؤتمر المصريين بالخارج، مشددًا على أن الدولة المصرية قدمت بالفعل 87 فى المائة من كافة المساعدات الإنسانية التى دخلت إلى قطاع غزة، مؤكدا أن مصر أياديها بيضاء، وهى السند الحقيقى للشعب الفلسطينى الشقيق منذ نكبته وحتى يومنا هذا، وهذه الجهود المخلصة لن تتوقف بطبيعة الحال، وسوف تستمر المحروسة فى جهدها لتحقيق أهداف وغايات ترتبط بثوابت القضية الفلسطينية، وعلى رأسها حق الشعب الشقيق فى البقاء على أرضه وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 67.

استمرار القوافل الإنسانية، أكده إعلان التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى عن انطلاق القافلة رقم «11»، التى تمثل خطوة جديدة فى مسيرة الدعم الإنسانى العاجل لأهلنا فى القطاع، وتؤكد التزام المجتمع المدنى المصرى بمسئوليته الإنسانية والتضامنية، وذلك فى إطار استمرار الجهود الشعبية والوطنية لدعم الأشقاء، حيث تضم القافلة أكثر من 200 شاحنة محمّلة بالمواد الغذائية بحمولة إجمالية تقدر بنحو 4000 طن من المنتجات الضرورية، تم تجهيزها وفقًا للاحتياجات الفعلية على الأرض، وبالتنسيق الكامل مع الجهات المختصة والآلية الوطنية لتنسيق المساعدات المصرية لضمان سرعة وسلامة إيصال المساعدات.

ووفق التحالف، فإن هذه القافلة جاءت بمشاركة 13 كيانا من مؤسسات التحالف الوطنى، التى عملت خلال الأسابيع الماضية على توفير وتعبئة المحتويات بجهود المتطوعين فى مختلف المحافظات المصرية، حيث تأتى هذه القافلة ضمن الجهود المستمرة للتحالف الوطنى منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية، وقد تم إطلاق سلسلة من القوافل الشاملة لتوفير الاحتياجات الأساسية للفلسطينيين ضمن جسر إغاثى مستمر، بما يعكس التكاتف الشعبى والدعم المصرى الراسخ للقضية الفلسطينية.

بدوره، أعلن الهلال الأحمر المصرى استمرار جهود الدعم الغذائى لقطاع غزة، كآلية وطنية لتنسيق المساعدات إلى القطاع، وذلك بدفع مزيد من قوافل «زاد العزة من مصر إلى غزة» لليوم السادس، وتتضمن القافلة 340 شاحنة من المساعدات الإغاثية إلى الركن الفلسطيني، والتى تنوعت بين: سلاسل إمداد غذائية، مواد طبية، أدوية علاجية، ومستلزمات العناية الشخصية.. ويأتى ذلك فى إطار التزام مصر وجهودها المتواصلة لتقديم الدعم الغذائى والصحى اللازم للسكان المدنيين فى غزة.

ويتواجد الهلال الأحمر المصرى كآلية وطنية لتنسيق وتفويج المساعدات إلى غزة، على الحدود منذ بدء الأزمة، حيث لم يتم غلق معبر رفح من الجانب المصرى نهائيًا، وواصل تأهبه فى كافة المراكز اللوجستية لدخول المساعدات التى بلغت أكثر من 35 ألف شاحنة حاملة نحو نصف مليون طن من المساعدات الإنسانية والإغاثة، وذلك بجهود 35 ألف متطوع بالجمعية.

من جانبه، قال الدكتور مصطفى زمزم، عضو مجلس أمناء التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، إن التحالف أطلق القافلة رقم 11 لدعم الأشقاء فى قطاع غزة، مشيرًا إلى إرسال ما يزيد على 63 ألف طن من المواد الإغاثية والغذائية قبل إغلاق المعابر من الجانب الإسرائيلي، موضحا أن هذه القوافل تحظى بمتابعة مباشرة من قيادات التحالف الوطنى ورؤساء المؤسسات المشاركة، خاصة أن الدعم مستمر وسيتواصل خلال الأسابيع القادمة لتغطية جميع احتياجات المواطنين فى قطاع غزة.

وأضاف أن الشاحنات المرسلة ضمن القافلة تحتوى على مواد غذائية معلبة، وألبان للأطفال، بالإضافة إلى الأدوية والمستلزمات الطبية، معربًا عن أمله فى تسهيل عملية إدخال المساعدات وعدم عرقلتها من الجانب الآخر، مشيرا إلى أن جميع المواد تم إعدادها بناء على رصد دقيق للاحتياجات من قِبل الجهات المعنية المصرية، وهناك تنسيق كامل لقواعد البيانات بين المؤسسات المشاركة فى التحالف الوطنى لضمان توفير كل ما هو مطلوب على أرض الواقع.

وأوضح «زمزم»، أن هناك أكثر من 250 ألف متطوع من الشباب المصرى يعملون خلف الكواليس فى تعبئة وتغليف المساعدات، حيث يتم اختيار أفضل المنتجات الغذائية والدوائية ومراجعة تواريخ صلاحيتها والتأكد من جودتها، وفق اشتراطات دقيقة تتعلق بسلامة المنتج وتيسير عبوره عبر المعابر، مشددًا على أن المساعدات يتم فحصها مجددًا، واستبدال أى منتج اقترب من انتهاء صلاحيته، لضمان وصول مساعدات آمنة وسليمة للأشقاء فى غزة، وهو ما يزيد من الأعباء المالية على المؤسسات المشاركة.

وفى الإطار ذاته، قالت الدكتورة مروة ياسين، رئيس مجلس إدارة الباقيات الصالحات عضو مجلس أمناء التحالف الوطنى، إن مشاركة الجمعية بقوة فى قوافل التحالف الوطنى «مسافة السكة» لدعم الأشقاء فى قطاع غزة يؤكد دعم الجمعية المطلق كعضو فى التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى لموقف القاهرة الراسخ تجاه دعم الأشقاء، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وأشارت إلى أن مشاركة الجمعية فى قوافل «مسافة السكة 11» لدعم الأشقاء فى قطاع غزة تشمل تقديم 150 طناً مساعدات غذائية محمّلة على 10 شاحنات تحوى المواد الغذائية الضرورية تم تجهيزها من خلال فرق عمل الجمعية والمتطوعين، الذين واصلوا العمل ليلًا ونهارًا، حتى تم الانتهاء فعليا من التعبئة والتغليف والتحميل، موضحة أن مساعدات الباقيات الصالحات انطلقت من أمام مقر الجمعية ومجمع عبلة الكحلاوى الرعائى والطبى لكبار السن ومرضى الزهايمر بالهضبة الوسطى بالمقطم، لتنضم إلى شاحنات بقية مؤسسات التحالف فى نقطة الالتقاء الأولى على طريق مصر إسماعيلية الصحراوي، لتنطلق نحو معبر رفح الحدودي.

وأوضحت أن جمعية الباقيات الصالحات شاركت فى عدد من قوافل التحالف مسافة السكة لدعم الفلسطينيين، حيث أطلق التحالف هذه القوافل منذ العدوان الإسرائيلى فى أكتوبر 2023، وبلغ إجمالى عدد القوافل، عشر قوافل رئيسية، حملت 3,127 شاحنة بإجمالى 63 ألف طن من المساعدات الإغاثية، فى واحدة من أكبر عمليات الدعم التى قدمها المجتمع المدنى المصرى للقطاع.

واستكمل الدكتور أحمد الخربوطلى، عضو مجلس أمناء التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموي، الحديث، قائلًا: إن التحالف عمل على جمع المساعدات الإنسانية والغذائية منذ أول أحداث غزة، وكان لا بد أن يكون لنا دور تنسيقى سريع مع الأمانة العامة للتحالف، من أجل تحضير الشاحنات، تعبيرًا عن أهمية التضامن مع أهلنا فى غزة.

وحول دور التحالف، أكد «الخربوطلى» أن التحالف يمثل الوجهة الشعبية والجماهيرية لشعب مصر، لافتا إلى أن المساعدات المسموح بإدخالها لقطاع غزة هى الدقيق والسكر والأرز والغذاء الجاف وألبان الأطفال، وأبناء التحالف موجودون لتنفيذ المطلوب، كما أن لدينا مخزونا كبيرا ونحاول أن نوفر المزيد، وتوجد أموال خصصها المتبرعون لغزة قبل استئناف إدخال المساعدات، وكانت بانتظار السماح بالإدخال.

وأضاف أن التحالف بالتنسيق مع الأجهزة المعنية يعمل على تمرير العبوات التى لا يقوم الاحتلال بمنعها، لأننا نخشى أن يقوم الطرف الآخر بإعاقة توصيلها، ونأمل وصول بعض المساعدات إلى شمال غزة، فى أسرع وقت وبأكبر كمية ممكنة، لتفادى المماطلات التى قد توقف وصولها إلى هناك.

بدورها، علّقت جيهان زكى، عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، قائلة: إن التحالف الوطنى يواصل جهوده فى تقديم المساعدات لأهلنا فى فلسطين وغزة، مواصلا دوره المنوط به على مدار السنوات الماضية، التى تم خلالها إعداد عشر قوافل مساعدات إنسانية، كان آخرها قافلة تقدر بنحو 63,000 طن من المساعدات، تشمل المواد الغذائية، وأيضًا المستلزمات الطبية، والملابس، والأدوية.

وأكدت أن التحالف يتعاون بشكل مستمر مع الهلال الأحمر المصرى فى تقديم هذه المساعدات، مما يسهم فى تسهيل دخولها عبر الطرق الشرعية المحددة من قِبل الدولة المصرية، مشيرة إلى أن المساعدات تصل إلى غزة عبر المعابر الرسمية التى تفتحها القاهرة، حيث يتم التنسيق مع الجهات المعنية لضمان وصول المساعدات بأمان، موضحة أن الشعب المصري، بمن فى ذلك المجتمع المدنى بأسره، يشارك فى هذا الجهد الكبير، من خلال التبرعات والمساهمات التى توفر احتياجات أهلنا فى غزة.

وواصلت قائلة إن التحالف الوطنى جاهز حاليًا لإرسال قوافل جديدة إلى قطاع غزة فى الفترة المقبلة، مشيرة إلى أنه يتم التنسيق مع الهلال الأحمر المصرى لتحديد الاحتياجات الأكثر أهمية، وتوفير الكميات المطلوبة من المساعدات بناءً على تلك الاحتياجات، لافتة إلى أن أكثر من 22 ألف متطوع من المؤسسة، وقرابة 200 ألف متطوع من مختلف مؤسسات التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى -مستعدون لتكثيف جهودهم فى توصيل المساعدات الإغاثية لأهالى قطاع غزة، فى ظل استمرار السياسات الممنهجة لتجويع المدنيين وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة، موضحة أن التحالف الوطنى تحرك منذ الساعات الأولى للعدوان على غزة فى 7 أكتوبر الماضي، بشكل سريع ومنظم، إذ جرى إرسال أكثر من 3000 شاحنة مساعدات ضمن 10 قوافل إغاثية كبرى، حملت ما يزيد على 63 ألف طن من المساعدات المتنوعة، شملت مواد غذائية وأدوية ومستلزمات إيواء، خاصة أن التحالف يحرص على أن تكون مساعداته مبنية على الاحتياج الفعلى داخل القطاع، وذلك من خلال آليات دقيقة لتحديد نوعية المساعدات.

وأوضح الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام، أن المشهد المتكرر لتحرك مئات الشاحنات المصرية المحمّلة بالمساعدات الإنسانية نحو معبر رفح، ومنها إلى معبر كرم أبوسالم -يؤكد بشكل واضح ثبات الموقف المصرى الداعم والسند الأساسى للشعب الفلسطيني، خاصة فى ظل استمرار العدوان الإسرائيلى على غزة منذ أكتوبر 2023، موضحا أن مصر قدمت وحدها أكثر من 80 فى المائة من إجمالى المساعدات الإنسانية التى دخلت إلى القطاع، ولم تتوقف جهودها يومًا، رغم قصف الاحتلال للجانب الفلسطينى من معبر رفح، وتدمير الطرق المؤدية إليه، واحتلاله المعبر.

وأكد د. سيد أحمد، أن معبر رفح من الجانب المصرى لم يُغلق لحظة واحدة، وذلك بشهادة المسئولين الدوليين والمراسلين الأجانب الذين عاينوا الواقع بأنفسهم، مشيرًا إلى أن هذا التدفق المتواصل للمساعدات هو تأكيد على رؤية مصر فى ضرورة عودة الآلية الإنسانية التقليدية القائمة على فتح المعابر الرسمية وتوزيع المساعدات من خلال الأمم المتحدة ووكالاتها، والهلال الأحمر الفلسطينى والمصرى، رافضًا ما يسمى بـ«مؤسسة غزة الإنسانية».

وشدد خبير العلاقات الدولية على أن الاحتلال الإسرائيلى يتحمل المسئولية الكاملة عن منع دخول المساعدات، عبر سياسات القصف والتجويع، واستهداف مستودعات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، موضحا أن تصريحات المتطرفين فى الحكومة الإسرائيلية تكشف بوضوح حقيقة الطرف الذى يمنع دخول المساعدات، وتعدّ اعترافًا صريحًا بجريمة الحرب المرتكبة ضد المدنيين فى القطاع.

وأكد أن مصر هى السند الحقيقى للأشقاء فى قطاع غزة، مشيرًا إلى أن معبر رفح هو شريان الحياة للفلسطينيين، موضحا أنه فى ظل سياسة التجويع التى تمارسها سلطات تل أبيب، تظل مصر دائمًا سندًا لأشقائها ودعمًا للشعب الفلسطينى، مضيفًا أن دخول المساعدات يعكس حقيقة تحركات مصر ودورها منذ بداية العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وهذه المساعدات التى تتدفق على مدار الأيام الماضية، واليوم تدخل القافلة السادسة للهلال الأحمر المصري، والتى تحمل بالطبع تطورًا نوعيًا، وهو أنها تحمل الوقود والسولار إلى قطاع غزة، مؤكدا أن دخول الوقود إلى قطاع غزة يمثل أهمية كبيرة، ومن شأنه أن يعمل على تشغيل المرافق الحيوية مثل المستشفيات والمخابز ومحطات المياه وغيرها من الأمور التى تمثل الحياة للجانب الفلسطينى.

 

    كلمات البحث
  • مصر
  • السند
  • القضية
  • الفلسطينية
  • دعم