أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور أيمن عاشور، ضرورة دعم الابتكار ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات الوطنية في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، بما يواكب أهداف التحول نحو الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر.
وذكر بيان صادر اليوم /الأربعاء/، عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن معهد بحوث الإلكترونيات برئاسة الدكتورة شيرين محرم شارك في الفعاليات الأكاديمية المتخصصة التي نظمتها وزارة التجارة الصينية، بالتعاون مع جامعة شمال الصين للطاقة الكهربائية – قسم الطاقة الجديدة، وذلك ضمن دورة تدريبية حول "تعميم وتطبيق تكنولوجيا الطاقة المتجددة بين الصين والعالم العربي"، بمشاركة وفود رسمية وأكاديمية من مصر والأردن والبحرين وسلطنة عُمان.
وتضمنت الفعاليات سلسلة من المحاضرات العلمية المتخصصة، إضافة إلى جولات ميدانية داخل معامل الجامعة وزيارات لعدد من الشركات الرائدة في مجال الطاقة المتجددة في العاصمة بكين. كما شملت جولة موسعة في مدينة يوتشينغ الصناعية، التي تعد من أكبر التجمعات المتقدمة في مجالات الكهرباء والطاقة الذكية.
وأوضحت الدكتورة شيرين محرم أن البرنامج شمل عدة محاضرات علمية تناولت التحول المتسارع في أنظمة الطاقة من النماذج المركزية إلى الأنظمة الموزعة المعتمدة على مصادر متجددة، وفي مقدمتها الطاقة الشمسية، كما تم التأكيد على دور التعليم العالي والبحث العلمي في قيادة هذا التحول، وفتح آفاق تعاون مع الجامعات والمراكز البحثية المصرية في مجالات نقل التكنولوجيا والتدريب المشترك.
وأضافت أن الفعاليات أكدت ضرورة تبني نهج متكامل يجمع بين التكنولوجيا والتخطيط والتشريعات، مع تعزيز التعاون بين البحث العلمي والقطاع الصناعي لضمان تحول ناجح نحو مستقبل طاقي مستدام، فيما ثمن الجانب الصيني موقع مصر الاستراتيجي كمنصة إقليمية واعدة لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر.
وناقشت الدورة التدريبية أهمية الطاقة الجديدة، ومنها الطاقة الشمسية في المناطق النائية، ومناقشة التحديات التقنية والإدارية التي تواجه نماذج الطاقة الجديدة ودمجها في الشبكات القائمة، مثل محدودية التخزين الكهربائي واضطرابات الجهد وقصور أنظمة الحماية التقليدية، إلى جانب مخاطر التشغيل المعزول، كما طُرحت حزمة من الحلول شملت تطوير المحولات الذكية وأنظمة التحكم المتقدمة والتخطيط الأمثل لمواقع الربط.
كما استعرضت محاضرة حول نموذج تنظيم وإدارة بناء الطاقة الكهربائية الجديدة في الصين التجربة الصينية في إدارة المشروعات الكبرى للبنية التحتية، من شبكات الكهرباء المتكاملة إلى الجسور والسكك الحديدية، وسبل توظيف تقنيات متقدمة مثل آلات حفر الأنفاق الذكية وأنظمة التحكم الذكي في مواقع البناء.
وتناولت المحاضرة دور الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في تطوير مفاهيم "البناء الذكي" والتوجه نحو الاستدامة البيئية في إطار خطط وطنية متكاملة تدعمها الحكومة المركزية، وكذلك تم عرض "التقنيات الجديدة في تطوير الطاقة الكهروضوئية في الصين"، مع تسليط الضوء على الإنجازات الضخمة التي حققتها الصين، والابتكار في خلايا البيروفسكايت والخلايا الرقيقة متعددة الأبعاد، إلى جانب التطبيقات المدمجة في المباني والخلايا الفضائية.
كما ناقشت المحاضرة التحديات المرتبطة باستقرار الأداء واعتماد القطاع على واردات الطاقة التقليدية، وأهمية تطوير تقنيات التخزين والهيدروجين الأخضر وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.
كما ألقت فعاليات الدورة التدريبية الضوء على الأهمية المتصاعدة للهيدروجين الأخضر في مسيرة الحياد الكربوني، موضحةً طرق إنتاجه عبر التحليل الكهربائي باستخدام مصادر متجددة وتطبيقاته في النقل والصناعة وإنتاج الصلب والأمونيا. وتم التركيز على التحديات المتعلقة بالتكلفة وسلاسل الإمداد، والتي قد تمثل عاملًا هامًا في دعم تطوير البنية التحتية.