أشادت بعثة جامعة الدول العربية لمتابعة انتخابات مجلس الشيوخ، بالدور الذي قامت به الهيئة الوطنية للانتخابات في التحضير والاستعداد لهذا الاستحقاق الانتخابي المهم، حيث أظهرت الهيئة التزاماً واضحاً بتنظيم العملية الانتخابية في مختلف مراحلها وفق الأطر القانونية المنظمة والمحددة والرزنامة الانتخابية، بما ضمن انتظام سير العملية الانتخابية، مشيرة إلى أن العملية الانتخابية شهدت استخداماً للتكنولوجيا الحديثة في عدد من الجوانب التنظيمية عبر المراحل المختلفة، مما ساهم في تحسين وتحديث إدارة العملية الانتخابية.
جاء ذلك في البيان التمهيدي لبعثة جامعة الدول العربية لمتابعة انتخابات مجلس الشيوخ، والتي جاءت في إطار حرص جامعة الدول العربية على دعم مسيرة الديمقراطية وترسيخ الحكم الرشيد وتوسيع المشاركة السياسية، وتلبيةً للدعوة التي تلقاها الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط من القاضي حازم بدوي رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات بجمهورية مصر العربية، لمتابعة انتخابات مجلس الشيوخ التي جرت يومي 4 و 5 أغسطس 2025، حيث تشكلت البعثة برئاسة السفير خليل إبراهيم الذوادي الأمين العام المساعد، وعضوية مجموعة من المتابعين ذوي الخبرة من موظفي الأمانة العامة ينتمون إلى 10 جنسيات عربية، تم توزيعهم على محافظات مختلفة في الجمهورية.
ونوهت البعثة- في بيانها- بالإعداد والتنظيم الجيدين للعملية الانتخابية وبالأجواء الآمنة التي سادت يومي الاقتراع، معربة عن تقديرها للجهود الكبيرة التي بذلتها الهيئة الوطنية للانتخابات، والتي أسهمت في نجاح إجراءات العملية الانتخابية.
وتابعت البعثة التعديلات التي أدخلت على بعض مواد قانون مجلس الشيوخ الصادر بالقانون رقم 141 لسنة 2020؛ بشأن تقسيم الدوائر وتوزيع المقاعد لتأخذ في الاعتبار التغيرات الديمغرافية والزيادة السكانية التي طرأت على قاعدة بيانات الناخبين بين عامي 2020 و2025.
ونوهت البعثة في هذا الإطار بالتعديلات التي هدفت إلى تحقيق مبدأي "التمثيل العادل للسكان" و"التمثيل العادل للمحافظات"، ويوائم مقتضيات التمثيل النيابي العادل القائم على البيانات الموثوقة والمحدثة ومراعاة التوقيتات الانتخابية، من حيث إقرار هذه التعديلات المؤثرة قبل انطلاق العملية الانتخابية بوقت كافٍ.
وذكرت أنه بحسب الرزنامة الانتخابية التي أصدرتها الهيئة، تم فتح باب الترشح لمدة ستة أيام اعتباراً من يوم 5 يوليو 2025، حيث شارك 35 حزباً سياسياً في الترشح على المقاعد الفردية لهذه الانتخابات، وبلغت نسبة المرشحين الحزبيين 57% من مجموع المرشحين على النظام الفردي، بالإضافة إلى ذلك، قام 13 حزباً سياسياً بالتحالف تحت قائمة واحدة ترشحت في الدوائر الأربع التابعة لنظام القائمة، وهو الأمر ذاته الذي حصل عام 2020، وبلغ عدد المرشحين النهائي 424 مرشحاً ومرشحةً على النظام الفردي بعد انتهاء فترة الطعون، في حين ترشح 687 مرشحاً ومرشحة في انتخابات مجلس الشيوخ 2020، مما يظهر أن عدد المرشحين الفرديين تراجع عن الانتخابات السابقة.
وأشارت البعثة إلى أن مجريات فترة الترشح جرت وسط انتظام في سير الإجراءات ودون معوقات تذكر، وقامت الهيئة بحل الصعوبات التي كانت تواجه أحياناً المرشحين والأحزاب عند الترشح باتخاذها الإجراءات المناسبة لإزالة هذه العراقيل.
وأبرزت البعثة أن فترة الدعاية الانتخابية استمرت 14 يوماً، بدايةً من يوم 18 يوليو 2025 وحتى 31 من الشهر نفسه، وذلك تنفيذاً للمادة 24 من قانون "تنظيم مباشرة الحقوق السياسية" التي تنص على أن "تبدأ الدعاية الانتخابية من اليوم الذي تحدده الهيئة الوطنية للانتخابات بعد تاريخ إعلان القائمة النهائية للمترشحين وحتى الساعة الثانية عشرة ظهر اليوم السابق على التاريخ المحدد للاقتراع".
ولفتت إلى أن الإطار القانوني أتاح الفرصة للمرشحين لتنفيذ حملاتهم الانتخابية والأنشطة المتصلة بها وتعريف الناخبين ببرامجهم، ولاحظت البعثة انتشارا كثيفا للافتات في الشوارع والميادين سواء لمرشحي الفردي أو القائمة.
وذكرت البعثة، أن الهيئة الوطنية عملت على ضبط برامج التوعية والتثقيف الانتخابي بالتعاون مع جميع مكونات المجتمع المدني الناشطة في مجال الانتخابات والمجالس القومية مثل المرأة وذوي الاحتياجات الخاصة وحقوق الإنسان والأحزاب السياسية والجهات الأخرى ذات الصلة بالعملية الانتخابية.
وأشادت البعثة بالتدابير التي اتخذتها الهيئة من إمكانية الاستعلام عن مكان مراكز الاقتراع ورقم لجان الاقتراع عبر الموقع الرسمي للهيئة ومواقع التواصل الاجتماعي الرسمية للهيئة والتطبيق الجديد الذي أطلقته الهيئة، والذي يقدم خدمات إلكترونية ذكية للناخبين، مشيرة إلى أن الهيئة الوطنية للانتخابات وفرت بطاقات إرشادية بلغة الإشارة وطريقة برايل للمكفوفين وضعاف السمع لتوعيتهم، كما وفرت تصويتا للمكفوفين بطريقة "برايل" وبطاقات إرشادية بلغة الإشارة لعملية التصويت لضعاف السمع، كما تم تقديم تسهيلات وخدمات للناخبين ذوي الهمم وكبار السن داخل مراكز الاقتراع.
وأكدت أن الهيئة الوطنية للانتخابات أولت أهمية كبيرة لأنشطة وبرامج التوعية والتثقيف الانتخابي، باعتبارها ركيزة أساسية لإجراء عملية انتخابية ناجحة، وقد تابعت البعثة الخطة الشاملة للهيئة التي استهدفت مختلف شرائح المجتمع، والتي تضمنت برامج وأنشطة متخصصة ركزت خلالها على رفع مستوى الوعي بحقوق المواطنين السياسية، وفي هذا الإطار تقدر البعثة الجهود التي قامت بها الهيئة لتنظيم ندوات ولقاءات تثقيفية داخل الجامعات والمدارس ومراكز الشباب، وكذلك تنظيم فعاليات ميدانية في عدد من المحافظات خاصة في مناطقها الريفية، وإطلاق حملات إعلامية عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمنصات الرقمية.