رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

فاينانشيال تايمز: جنوب أفريقيا تحت ضغط رسوم ترامب الثقيلة.. وجيرانها يظفرون بصفقات أخف

5-8-2025 | 12:15

جنوب أفريقيا

طباعة
دار الهلال

ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، أن حكومة جنوب إفريقيا تسابق الزمن لوضع "إجراءات دعم عاجلة" لمساعدة المصدرين المتضررين من الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بنسبة 30%، وهي من أعلى الرسوم المفروضة على مستوى القارة السمراء، إلى جانب ليبيا والجزائر.

وأكدت الصحيفة، في سياق تقرير أعده مراسلها في كيب تاون، أن هذه الخطوة تسببت في أزمة سياسية داخلية، مع تصاعد الانتقادات بشأن طريقة تعامل الحكومة مع المفاوضات مع واشنطن. وتزامن ذلك مع تصريحات مثيرة للجدل لترامب، قال فيها: "لدي الكثير من المشاكل مع جنوب أفريقيا، بسبب سياساتها السيئة للغاية ومعدلات الجريمة المرتفعة".

وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من زيارة الرئيس سيريل رامافوزا للبيت الأبيض في مايو الماضي، برفقة عدد من مشاهير رياضة الجولف، إلا أن محاولات جنوب أفريقيا لتليين الموقف الأمريكي لم تُفلح.

وفي المقابل، نجحت دول مجاورة مثل ليسوتو وإيسواتيني في التوصل إلى صفقات تجارية مخففة، إذ تم تخفيض التعرفة المفروضة على ليسوتو من 50% إلى 15%، وهي دولة تصدر علامات تجارية مثل ليفايس "Levi’s" و رانجلر "Wrangler" إلى السوق الأمريكية. أما إيسواتيني، فحصلت على تعرفة مخففة بنسبة 10% بعد موافقتها على إعادة توطين بعض المجرمين العنيفين من الولايات المتحدة.

وتحاول حكومة جنوب أفريقيا الآن - حسبما أبرزت الصحيفة - احتواء التداعيات الاقتصادية والسياسية، خاصةً وأن هذه الرسوم تشكل تهديدًا مباشرًا لصناعات حيوية تعتمد على التصدير إلى السوق الأمريكي، في ظل تزايد المنافسة الإقليمية.

وقال رامافوزا: "إن بلاده ستضغط على الولايات المتحدة لتغيير رأيها، مع تسريع بحثها عن أسواق جديدة في القارة الأفريقية والشرق الأوسط وآسيا".. وأضاف: "واردات جنوب أفريقيا تُفيد المستهلكين الأمريكيين في نهاية المطاف من حيث الاختيار والتكلفة".

ولتخفيف الضرر، أعلنت جنوب أفريقيا يوم الجمعة الماضية عن إنشاء "مكتب دعم للتصدير" لتقديم المشورة للمصدرين بشأن إيجاد أسواق جديدة وبديلة، ومن المقرر أن تعلن الحكومة عن تفاصيل حزمة دعم مالي للشركات المتضررة في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

ومع ذلك، أوضحت "فاينانشيال تايمز" أن ردة الفعل السياسية حيال هذا الملف آخذة في الاتساع حيث ألقى التحالف الديمقراطي باللوم على قادة المؤتمر الوطني الأفريقي، شريكه في الحكومة الائتلافية، في إفساد مفاوضات التعريفات الجمركية.

وقال توبي تشانس، المتحدث باسم التحالف الديمقراطي لشئون التجارة، في تصريح خاص للصحيفة:" لدينا هذه التعريفات الجمركية الآن لأن الوزارتين الحكوميتين الأساسيتين اللتين كان من الممكن أن تُحدثا فرقًا في التجارة والعلاقات الدولية ظلتا غائبتين عن العمل".

وردًا على ذلك، أصرّ وزير التجارة باركس تاو على أن جنوب أفريقيا لم تُفسد المفاوضات، قائلاً إن المفاوضين حاولوا لأسابيع التوصل إلى اتفاق، وقبل يومين من إعلان ترامب، طلبت الولايات المتحدة من المفاوضين "تقديم عرض وتعهدت بالرد عليه".. وأعرب عن رأيه بإمكانية الحصول على تخفيض في التعريفة الجمركية البالغة 30% خلال الفترة المقبلة.

وفي أسوأ الأحوال، قدّر بنك الاحتياطي الفيدرالي في جنوب أفريقيا أن نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد سينخفض بنسبة 0.69%، وهو سيناريو يأخذ في الاعتبار أيضًا انخفاض قيمة الراند بنسبة 15% مقابل الدولار. ومع ذلك، صرّح وانديل سيهلوبو، كبير الاقتصاديين في غرفة الأعمال الزراعية في جنوب أفريقيا، لـ"فاينانشيال تايمز" بأن التأثير على القطاع الزراعي ككل "قد لا يكون كبيرًا كما يخشى الكثيرون".

الاكثر قراءة