أن تتحمل مرة واثنتين وثلاثا وأكثر، تتسامح، تغفر وتتجاوز والطرف الآخر فى كل مرة يقدم مع الاعتذار مبررات لا فائدة منها، ويقسم بكل الأيمانات أن هذا لن يتكرر، ثم يعود لما
كان عليه.. لابد أن يأتى الوقت الذى تكون فيه الوقفة الحاسمة وتقول له: فات الميعاد.
مسلسل «فات الميعاد» يناقش ثلاث قضايا مهمة تحدث فى مجتمعنا بشكل كبير لم نعهده من قبل، الطلاق وما يتبعه من رؤية الأبناء، الذين يجنون من جراء هذا الفعل تصفية حسابات بين «الأم والأب» دون مراعاة لمصلحة الصغير، التى لابد أن توضع فى المقام الأول، استخدام طرق وأساليب يتم من خلالها التلاعب بالقانون، وكم من زيجات عرفية تتم من أجل احتفاظ الأم بحضانة الأولاد وحرمان الأب منهم، أو خطف الآباء للأبناء والخروج بهم خارج البلاد لحرمان الأم منهم، ثم الجدة من الأب التى تحرم من الرؤية لسوء العلاقة، كما ذكرت سابقا بين طرفى الخلاف.
زمان كان لكل عائلة كبير يفصل فى المشاكل والكل ينصاع لحكمه، وكانت العلاقة بين الطرفين تقوم على الاحترام، لم نسمع عن قضايا أو محاكم ولم يكن المجتمع بحاجة إلى محكمة للأسرة، لأن الكبار كانوا يجمعون شمل الأسرة.
القضية الثانية «الخيانة الزوجية»، التى تصل إلى حد زواج سرى تعرفه الزوجة بالمصادفة ويمثل طعنة لها من رفيق رحلة الكفاح، فى المسلسل شاهدنا حالتين لهذه القضية «عمر وطارق».
أما القضية الأخيرة فهى «الإرث» وما ينتج عنه من مشاكل وضغائن بين الأشقاء، فى المسلسل عالج الشقيق الأمر بإقامة حد الله، ولم يقبل استباحة أموال شقيقتيه، ولكن فى حالات كثيرة نشاهدها ونسمع عنها يستولى الأخ على الإرث ويحرم الأشقاء، حتى وإن كان بينهم ذكور وليس فقط إناثا.
المسلسل فى مجمله ناقش قضايا مجتمعية محورية مازال كثير من أطراف الخلاف فى الأحوال الشخصية فى انتظار إقرار قانون ينظم العلاقة، ويعلى مصلحة الصغير بدلا من وضعه فى مرمى النيران.
أتصور أن نهاية المسلسل لم تكن بهذه الصورة الوردية التى شاهدناها، وأتصور أيضا أن السوشيال ميديا صارت تتدخل وتشكل كثير من النهايات وهناك مسلسلات غيرت نهايتها بسبب رواد مواقع التواصل الاجتماعى، ولكن لابد من رفع القبعة للسمراء الجميلة «أسماء أبو اليزيد» التى استفزتنى طوال عرض المسلسل بسبب أنانيتها وإصرارها على الاحتفاظ بكل شيء وعدم سماعها لنصائح والدها الذى أرهقته معها والمغلوب على أمره الفنان «أحمد صفوت، والمجروح فى كبريائه الفنان «أحمد مجدى»، أما فدوى عابد ومحمد رزق فيمثلان السهل الممتنع تشعر معهما بأنهما فردان من أفراد الأسرة.
تحية لكل العمل ولكن بالنهاية التى شاهدناها «لم يفت الميعاد»، بل الجميع جاء فى موعده.
