تواصل الولايات المتحدة الأمريكية تقديم الدعم اللامحدود لإسرائيل في حرب الإبادة ضد قطاع غزة، ليس من صعيد توفير الغطاء العسكري والسياسي لمواصلة الجرائم، بل كذلك في إطار العملية التفاوضية، بما يحقق لها المكاسب التي عجزت عن تحقيقها ميدانيًا.
وتجلّى هذا التوجّه بعد أن أعلنت الولايات المتحدة سحب وفدها من العاصمة القطرية، الدوحة، وذلك لإجراء مشاورات بعد رد حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار، الذي زُعم أنه يُظهر عدم رغبتها في التوصل إلى اتفاق.
جاء ذلك على لسان المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، الذي أكد أن حركة حماس لا تتصرف بحسن نية، بالرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها الوسطاء.
يأتي ذلك على الرغم من أن الوسطاء رحبوا برد حماس، وأبدوا ارتياحهم لهذا الموقف البنّاء والإيجابي، الذي يفتح الباب أمام التوصل إلى اتفاق شامل، وفق ما جاء في بيان صادر عن الحركة.
تصريحات غريبة
واستغربت حماس تصريحات "ويتكوف" السلبية تجاه موقفها، مؤكدة أنه منذ بداية العملية التفاوضية تعاملت بكلّ مسؤولية وطنية ومرونة عالية في مختلف الملفات، وحرصت على التوصّل إلى اتفاق يوقف العدوان وينهي معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حسب البيان.
وجاء رد حماس بعد مشاورات موسّعة مع الفصائل الفلسطينية، والوسطاء، والدول الصديقة، وتعاطت بإيجابية مع جميع الملاحظات التي تلقّتها، بما يعكس التزامًا صادقًا بإنجاح جهود الوسطاء، والتفاعل البنّاء مع كلّ المبادرات المقدّمة، وفق ذات المصدر.
أما حركة الجهاد الإسلامي، أحد الفصائل الفلسطينية المنخرطة في قتال الاحتلال في غزة، فأكدت أن الرد على مقترح وقف إطلاق النار كان محل ترحيب الوسطاء وعدّوه مدخلًا للتوصل إلى اتفاق يوقف العدوان وينهي معاناة الشعب الفلسطيني.
واعتبرت تصريحات "ويتكوف" انعكاسًا لموقف حكومة الاحتلال، وتعكس نوايا مبيّتة لاستمرار العدوان والالتفاف على جهود الوسطاء.
ومن اللافت، أن تصريحات "ويتكوف" جاءت بعد سحب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فريقه من الدوحة لمواصلة المشاورات بعد رد حركة حماس.
وبُعيد ذلك، قال نتنياهو إن "حكومته تعمل على إنجاز صفقة جديدة لاستعادة أسرى بلاده المحتجزين بقطاع غزة".
فيما قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم، إنه يريد حياة أفضل لشعب غزة لأنه يمتلك قلبًا إنسانيًا، غير أنهم يعانون بسبب عدم رغبة حماس في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، حسب بيان للبيت الأبيض تناقلته وسائل إعلام أمريكية.
كيف ردت حماس؟
وهذا الموقف الأمريكي الإسرائيلي، يأتي برغم أن إعلامًا عبريًا أكد نقلًا عن مصادر أن رد حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار "يمكن أن يشكل أساسًا للمفاوضات" مع تل أبيب.
حيث أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن مصدر إسرائيلي، أن رد حماس يُظهر تحسنًا مقارنة بالرد السابق، موضحًا أنه يمكن أن يشكل أساسًا للمفاوضات.
وفي ذات الإطار، قال موقع "تايمز أوف إسرائيل" عن مصدر إسرائيلي، إن رد حماس المُحدّث "يمكن التعامل معه".
هل انتهت المفاوضات؟
ورغم أن انسحاب الوفدين الإسرائيلي والأمريكي يشير إلى انهيار العملية التفاوضية المستمرة منذ نحو 19 يومًا، إلا أن مصدرًا مصريًا أكد أن مفاوضات وقف إطلاق النار ستُستأنف الأسبوع المقبل، حسب ما نقلته عنه قناة "القاهرة الإخبارية".
هذا، وأكد مسؤولون من عدة دول أن انسحاب إسرائيل والولايات المتحدة من المحادثات ربما يكون تكتيكيًا، حسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربًا مدمّرة ضد قطاع غزة، خلّفت أكثر من 200 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.