أعاد ترامب مشهد الارتباك الاقتصادى العالمى فقد أبلغ الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، 23 دولة حتى الآن، بأنها ستواجه تعريفات جمركية بنسبة تبدأ من 20 فى المائة على الأقل وتصل إلى 50 فى المائة، وذلك بداية من بداية شهر أغسطس.
واستهدفت هذه التهديدات دولًا أصغر حجمًا لا تتعامل معها الولايات المتحدة تجاريًا على نحو يُذكر، بالإضافة إلى حلفاء استراتيجيين وشركاء تجاريين كبار، بما فى ذلك اليابان وكندا.
ووفقًا لخطابات ترامب، فإن التطبيق سيتم إذا لم تتوصل تلك الدول إلى اتفاقيات بحلول هذا التاريخ.
لكن من الواضح أن تهديدات ترامب لم تعد ترهب حلفاء أمريكا ولا خصومها، فقادة الدول لم يهرولوا لإبرام اتفاقات مع واشنطن حول الرسوم الجمركية.
وعلى أثر تلك القرارات ولأن الاتحاد الأوروبى والمكسيك يعدان من بين أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة فقد تراجعت الأسهم الأوروبية فى مستهل جلسات الأسبوع، وخلال تعاملات الاثنين الماضى، انخفض “ستوكس يوروب 600” بنسبة 0.4 فى المائة عند 545 نقطة، وتصدرت أسهم السيارات – الأكثر تأثرًا بالرسوم الجمركية- قائمة الخسائر، حيث تراجع القطاع بنحو 1.15 فى المائة.
ومع مستهل بداية التداول بالبورصة الأمريكية اتجهت مؤشرات السوق الأمريكى إلى الانخفاض وسط تخوف المستثمرين من سياسة حافة الهاوية التى يتبعها ترامب.
لكن الانخفاض بالأسواق العالمية لم يكن بنفس نسبة الانخفاض مع الإعلان السابق (حتى الآن)، ذلك لأن تهديدات ترامب لم تعد ترهب حلفاء أمريكا ولا خصومها وقادة الدول لا يهرولون لإبرام اتفاقات مع واشنطن حول الرسوم الجمركية رغم ضغوط البيت الأبيض، وظهر ذلك جليا بعد إعلان الرئيس ترامب لفتح باب التفاوض مع الدول الأخرى.
ونؤكد أنه بالرغم من أن هذه الرسوم يمكن أن تخل بأرباح شركات ودول إلا أنها يمكن أن تكون لمصر فرصة فى اجتذاب الاستثمارات الأجنبية، لأن الرسوم الجمركية على مصر تبلغ 10 فى المائة، أى أنها نسبه أقل بكثير من أغلب الدول، سواء الأوروبية أو الآسيوية مثل الصين، فى حين أن تأثر مصر يمكن أن يقتصر على تأثر إيرادات قناة السويس بسبب احتمالية انخفاض حركة التجارة والملاحة العالمية.
