رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

ترامب يخدع أهل غزة!


17-7-2025 | 18:28

.

طباعة
بقلـم: عبدالقادر شهيب

الظاهر أن نتنياهو نجح خلال زيارته لواشنطن فى إقناع ترامب فى التروى وعدم الاستعجال فى التوصل لهدنة غزة التى يتم التفاوض حولها الآن فى الدوحة.. فقبل أن يصل نتنياهو العاصمة الأمريكية ويلتقى بترامب كان الرئيس الأمريكى قد أعلن بأننا إزاء هدنة فى غزة قريبة جدًا، وهو ذات ما ألمح إليه نتنياهو فى تصريحات له، ولكن بعد عودته إلى إسرائيل بعد لقاء ترامب ثلاث مرات عاد ليردّد أسطوانته المفضلة وهى أن إسرائيل وافقت على مقترح ويتكوف والوسطاء العرب، لكن حماس هى التى عطلت الصفقة وأن إسرائيل إذا تم التوصل إلى هذه الصفقة فيما بعد سوف تستأنف الحرب بعد وقف إطلاق النار المقرر لنحو ستين يومًا، كما يقضى مقترح المبعوث الأمريكى.

 

لكن الحقيقة أن ترامب يتلاعب بأهل غزة ويخدعهم، بترويج أن الحرب سيتم وقفها قريبًا جدًا.. فإذا كان ترامب قد أقنع نتنياهو قبل أن يأتى إليه بقبول صفقة مع حماس، فليس من المتصور أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يمكنه التراجع عن ذلك بعد لقائه.. وذلك لأن شخصية ترامب التى تتسم بالتعالى وتضخم الذات لا تقبل تراجعًا لما تم الاتفاق عليه معه أو حتى مع مساعديه.. وقد وجدنا ترامب ينقلب على بوتين الذى وصفه بالصديق وأفرط من قبل فى الإشادة به بعد أن اعتبره أنه خذله ولم يُوقف إطلاق النار مع أوكرانيا، فانطلق يهاجمه وقرر أن يمنح أوكرانيا أسلحة جديدة، ويُعلن زيادة الرسوم التجارية على الدول التى تتعامل مع روسيا.

وبالنسبة لعلاقة ترامب مع نتنياهو فهى علاقة الآمر الناهى بمن ينصاع لأوامره وتعليماته.. وقد بدا ذلك بكل وضوح حينما أمر ترامب نتنياهو بإعادة طائراته من سماء إيران وعدم إلقاء القنابل التى تحملها على الأراضى الإيرانية.

إذن ليس مستساغًا أو مقبولاً تصور أن ترامب كان يريد صفقة عاجلة فى غزة، وعندما جاء نتنياهو إلى واشنطن والتقى به أقنعه بإرجاء تلك الصفقة وتعطيلها بمواقف إسرائيلية متعنتة بخصوص انسحاب قوات الاحتلال من غزة خلال فترة الهدنة.. حيث تريد إسرائيل كما يروج الإعلام الإسرائيلى إعادة تمركز لقوات محدودة وفى أضيق نطاق لتظل مسيطرة على القطاع، وحتى لا تمنح حماس فرصة لتنظيم صفوفها مجددًا خلال فترة وقف إطلاق النار، خاصة أن نتنياهو وعد وزراء اليمين الدينى المتطرف بالعودة إلى الحرب مجددًا بعد انقضاء هدنة الستين يومًا.

الصحيح أن ما ردده ترامب وكرره أكثر من مرة فى تصريحات له حول هدنة قريبة جدًا فى غزة لم يكن حقيقيًا إنما كان نوعًا من الخداع لأهل غزة يشبه خداع الإيرانيين قبل القيام بضربة أمريكية لمواقع نووية إيرانية، بل وقبل بدء الهجوم الإسرائيلى على إيران أيضًا!.

وهذا الخداع شارك فيه ترامب ونتنياهو ومازالا يشاركان فيه الآن بتصريحات مختلفة وترويج أخبار عن تقديم إسرائيل لخرائط جديدة لتمركز قواتها داخل القطاع خلال فترة الهدنة، تُعد هى الخرائط الثالثة التى تقدمت بها للوسطاء للإيحاء بأنها تقدم التنازلات من أجل إتمام الصفقة وحماس هى التى تعطلها بمطالب غير مقبولة!.

وهذا الخداع الأمريكى الإسرائيلى المشترك لأهل غزة هو خداع أيضًا للداخل الإسرائيلى الذى يتطلع للتوصل لهذه الصفقة، خاصة لأهالى المحتجزين الإسرائيليين فى القطاع، وقادة قوات الاحتلال الذين يتطلعون لوقف الاستنزاف الدموى الذى يتعرضون له خلال عمليات المقاومة فى شمال وجنوب القطاع، والتى تكلفهم خسائر بشريةْ شبه يومية الآن.

إن ترامب قبل نتنياهو يريد إعطاء انطباع بأنه يسعى لوقف الحرب البشعة كما وصفها فى غزة، خاصة أنه راغب بشدة فى جائزة نوبل للسلام، لدرجة أنه طالب القادة الأفارقة الخمسة الذين التقى بهم فى واشنطن أن يزكوه لنيل الجائزة، ولم يتحرج من تعمده إهانتهم وهم فى حضرته!.

الاكثر قراءة