رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

اللواء طارق نصير: تنمية سيناء أكبر ضامن لحماية حدود مصر الشرقية


13-7-2025 | 19:39

النائب اللواء طارق نصير، أمين عام حزب حماة الوطن، ووكيل أول لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشيوخ

طباعة
حوار: هشام الشريف

تظل ذكرى ثورة 30 يونيو علامة فارقة فى تاريخ النضال الوطنى، حيث سطر الشعب المصرى فيها ملحمة خالدة للحفاظ على هويته، وبرهن بعزيمته القوية على أن الشعوب حينما تنتفض لا يمكن أن يقف أمامها عائق، تلك الثورة العظيمة كتبت بأحرف من نور ميلاد مسار جديد من مسارات العمل الوطنى لتنطلق بعدها مسيرة البناء والتنمية الحقيقية فى كل ربوع مصر لتثبيت دعائم الجمهورية الجديدة.

«المصور» التقت النائب اللواء طارق نصير، أمين عام حزب حماة الوطن، ووكيل أول لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشيوخ، ونائب رئيس البرلمان العربى، فى حوار خاص، للحديث عن الذكرى الثانية عشرة على قيام ثورة 30 يونيو العظيمة، التى قام بها الشعب المصرى ضد جماعه الإخوان الإرهابية، لتبدأ بعدها حقبة وصفحة جديدة فى تاريخ مصر الحديث.

 

بداية.. كيف ترى ثورة 30 يونيو بعد مرور 12عامًا على قيامها؟

ثورة يونيو جاءت لتنهى مشروع تنظيم الإخوان الارهابى، الذى نجح من خلال اعتماده على قدراته التنظيمية، فى استغلال أحداث يناير 2011 فى السيطرة على المؤسسة التشريعية ثم الوصول إلى الرئاسة، لينتقل بعدها إلى محاولة استكمال مشروعه فى الهيمنة على بقية مؤسسات الدولة، وصولاً إلى تغيير الهوية الوطنية، مستغلاً استثماره فى العمل النقابى والأعمال الخيرية وبعض الأعمال الخدمية، الأمر الذى سهّل لهم توظيف هذا الاستثمار وتحويله إلى مورد سياسى يستطيع أن يكون منافسًا قويًا فى الانتخابات التشريعية، إلا أن الشعب المصرى انتفض بعد فترة قصيرة قبل تمكين هذا التنظيم الإرهابى من مؤسسات الدولة، واستطاع الخلاص منهم «ولولا ذلك لكانت مصر راحت مننا»، خاصة أن الشعب المصرى كان يعيش ظروفًا قاسية ويسعى بكل قوة للخلاص من هذا الكابوس حتى يعود الاستقرار مرة أخرى.

حدثنا عن دور القوات المسلحة فى ثورة 30 يونيو؟

عقيدة القوات المسلحة المصرية دائمًا الانحياز بشكل واضح إلى الشعب المصرى لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن، لذا وقفت فى مواجهة الجماعة الإرهابية وأنصارها الذين هددوا بإراقة دماء المصريين، حال الإطاحة بهم عن حكم مصر فى 30 يونيو، وذلك إيمانًا منها بأن حماية الوطن والانحياز لمطالب ملايين المصريين هى المهمة الأولى للقوات المسلحة المصرية على مدار التاريخ.

من وجهة نظرك.. ما أهم التحديات التى واجهت الدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو؟

الدولة المصرية واجهت العديد من التحديات بعد الثورة، ولم تخضع لمحاولات كسر إرادتها وانطلقت فى مسيرتى البناء والتنمية جنبًا إلى جنب مع مكافحة الإرهاب، حيث جاء بناء الإنسان المصرى (من خلال محاور رئيسية هى التعليم والصحة والثقافة) على رأس أولويات الدولة خلال الفترة الرئاسية الثانية، بعد أن كانت الأولوية فى الفترة الأولى لبناء وتجديد البنية التحتية القومية وتنفيذ المشروعات القومية الكبرى وتطبيق برنامج الإصلاح الاقتصادى.

هل استطاعت مصر خلال الـ12 عامًا الماضية من عودة دورها الريادى فى إفريقيا؟

منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة الجمهورية، وهو حريص على تطوير التعاون مع الأشقاء الأفارقة واستعادة الدور المصرى الرائد فى إفريقيا والانخراط الكامل والتعاون مع الدول الإفريقية، وذلك لما تمثله العلاقات المصرية الإفريقية من أهمية للأمن القومى المصرى، مع التركيز على تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وكافة الدول الإفريقية، خاصة دول حوض النيل ومنطقة القرن الإفريقى.

وبالفعل استطاعت مصر أن تتحرك ناحية تعزيز دورها، وباتت التحركات المصرية تمضى بخطى ثابتة لتحقيق هدفها فاستردت عضويتها فى الاتحاد الإفريقى فى يونيو 2014، كما حصلت على عضوية مجلس الأمن والسلم الإفريقى لمدة 3 سنوات، وترأست لجنة المناخ فى الاتحاد الإفريقى لعامين، بالإضافة إلى حصولها على العضوية غير الدائمة فى مجلس الأمن الدولى وانخراطها فى العديد من القضايا والملفات التى تشكل أجندات دول القارة، لتعلن بداية عهد جديد فى العلاقات مع القارة السمراء ومساندة الأشقاء الأفارقة فى تحقيق التنمية، ونظرًا لأهمية القارة السمراء تعمل الدولة المصرية على أن تتبوأ القارة مكانها الصحيح على الخريطة العالمية، وبما يتناسب مع إمكانيات القارة الطبيعية والبشرية.

ما أهم المشروعات العملاقة التى كان لها دور فى تحقيق التنمية الشاملة؟

تُعد تنمية سيناء أكبر ضامن لحماية حدود مصر الشرقية، وطوق النجاة للاقتصاد القومى، ما يجعل من تنميتها ضرورةً استراتيجيةً، وقد أدركت الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، أنه لا تنمية بلا أمن ولا أمن بلا تنمية، لذا كان القرار أن تتزامن المواجهة الأمنية مع جهود تحقيق التنمية بمفهومها الشامل فى كل ربوع الوطن، وتمثل شبه جزيرة سيناء العمق الاستراتيجى لمصر شرقًا، والدولة المصرية كانت حريصة على وضع خطة تنمية سيناء وإقليم قناة السويس كرؤية كاملة لتحقيق التنمية المستدامة فى جميع أنحاء مصر حتى منتصف القرن الحالى، وتم إعداد استراتيجية تنمية سيناء بالرجوع للمخطط الاستراتيجى للتنمية العمرانية 2052، واستراتيجية التنمية المستدامة مصر 2030، وجميع الدراسات التى تمت لتنمية سيناء، منذ تحريرها.

كما أن من أهم المشروعات الطرق والكبارى والتى تحظى باهتمام بالغ لدى القيادة السياسية، وتم التخطيط لتنفيذ شبكة من الطرق والكبارى فى أزمنة قياسية توفر أعلى درجات الأمان لمستخدميها طبقًا للمواصفات القياسية العالمية، وذلك لجذب الاستثمارات ودعم الاقتصاد القومى المصرى، من خلال فتح آفاق جديدة للتنمية وخلق مجتمعات عمرانية متكاملة، وتسهيل الحركة بين مناطق الإنتاج ومناطق الاستهلاك وموانئ التصدير، وأيضًا تم إنشاء مصنع كيما أسوان الجديد ويعد صديقًا للبيئة، نظرًا لاعتماده على الغاز الطبيعى فى التشغيل، كما أنه يوفر 3700 فرصة عمل للشباب، وهو ثمار الإعلان الرئاسى بتحويل أسوان عاصمة الاقتصاد والثقافة الإفريقية.

كيف ترى الرؤية لملف الزراعة فى الجمهورية الجديدة؟

لا بد من الإشارة عند الحديث عن الإنجازات الزراعية خلال الـ10أعوام الماضية عن مشروع المليون ونصف المليون فدان، والذى يعُد أحد أهم المشروعات التى تغطى مساحات واسعة من الجمهورية، خاصة الصعيد وجنوب الوادى وسيناء والدلتا، وأصدر الرئيس تعليماته بمنح أولوية فى المشروع لشباب الخرّجين، لتوفير مشاريع لهم ومنحهم فرص عمل وتقليل حجم البطالة، وتُقدر التكلفة الأولية لمشروع المليون ونصف المليون فدان من 60-70 مليار جنيه، ويعتمد فى نسبته الأكبر على الرى بالمياه الجوفية، بخلاف مشروعات الطاقة والكهرباء باعتبارها ركيزة مهمة للاقتصاد الوطن وغيرها من المشروعات التنموية والاستثمارية والاقتصادية والاجتماعية.

كيف ترى اهتمام الجمهورية الجديدة بالمرأة المصرية؟

الرئيس السيسى كان حريصًا على تمكين المرأة وإزالة كل العقبات والعوائق أمامها لتحصل على حقوقها كاملةً عبر العديد من الامتيازات غير المسبوقة، وخاصة بعد إعلان عام 2017 عامًا للمرأة، وإطلاق استراتيجية تمكين المرأة 2030 والتى أعلنتها الأمم المتحدة كأول استراتيجية لتمكين المرأة منبثقة من استراتيجية التنمية المستدامة 2030، كذلك تولى المرأة المناصب القيادية، فضلاً عن التعديلات الدستورية لصالح المرأة، على المادة 102 من الدستور، والتى تستهدف ترسيخ تمثيل المرأة فى مقاعد البرلمان، وأن يكون لها حصة محجوزة دستوريًا لا تقل عن الربع، وحُققت للمرأة المصرية مكتسبات كبيرة من خلال تمكينها من الوصول إلى مواقع صنع القرار، ويُذكر أنه تم تعيين أول امرأة محافظًا وأول امرأة مستشارًا للأمن القومى لرئيس الجمهورية وتعيين أول نائبة لمحافظ البنك المركزى وتعيين 6 سيدات كنائبات لرئيس هيئة قضايا الدولة، وأول سيدة قاضية تتولى رئاسة محكمة فى مصر، وتعيين 5 نائبات للمحافظين، بالإضافة إلى زيادة نسبة الوزيرات إلى 20 فى المائة‏ فى الحكومة المصرية.

فى رأيك ما دور الأحزاب فى الجمهورية الجديدة؟

الخريطة الحزبية المصرية اختلف تمامًا بعد أن تشكلت أحزاب خرجت من رحم ثورة 30 يونيو منها مستقبل وطن، وحماة الوطن، والشعب الجمهورى، وغيرها من الأحزاب التى تتصدر المشهد الحزبى الآن، بينما تبقى الأحزاب القديمة تصارع ما بين التطوير والفناء، من بين الأحزاب العريقة التى تحاول بإصرار نفض الغبار عن نفسها وحجز مكان لنفسها فى خريطة الأحزاب بالجمهورية الجديدة هو حزب الوفد، بينما تحافظ غالبية الأحزاب الأخرى على نمط عملها التقليدى دون تطوير ملحوظ، ما أضعف أداءها السياسى وأيضًا الاجتماعى فى الشارع المصرى، فمن بين أكثر من 100 حزب يتواجد ما يقرب من 20 حزبًا فقط تحت قبة البرلمان ويوجد عدد قليل من الأحزاب التى لديها هيئات برلمانية، حيث يزيد عدد نوابها على 10 نواب داخل المجلس، وهى أحزاب مستقبل وطن، وحماة الوطن، والشعب الجمهورى، والوفد، ومصر الحديثة، ومن ثم يمكن رؤية الخريطة الحزبية للجمهورية الجديدة، والتى ستعتمد على تلك الأحزاب بشكل أساسى.

الرئيس السيسى دائمًا يُذكّر المصريين بأهمية الوعى لمواجهة الشائعات المغرضة التى يتم بثها بشكل مستمر من خلال أذرع جماعة الإخوان المنتشرة على كل المنصات الإلكترونية.. حدثنا عن أهمية ذلك.

الوعى له أهمية كبيرة جدًّا ترجع إلى التوقيت، ففى الآونة الراهنة العالم كله يواجه تحديات ذات طبيعة مختلفة، وخاصة فى مصر، وإن قضية الوعى ترتبط وتؤثر فى العديد من القضايا الأخرى مثل القضايا الاقتصادية والاجتماعية، و من خلال الوعى نستطيع تغيير القيم السلبية وزيادة القيم الإيجابية.

كما أن قضية الوعى ترتبط بالجانب الثقافى، ومصر فى السنوات الأخيرة تواجه العديد من التحديات الكبيرة من بينها ما يُطلق عليه حروب الجيل الرابع، وهو نمط مستحدث من الحروب لا يعتمد على الصدام العسكرى، بل تعتمد على الشائعات المغرضة والأخبار المغلوطة والتشكيك فى القدرات، هذا النوع من الحروب شديد الخطورة لأنه أقل كثيرًا فى التكلفة من الحروب العسكرية، ولكنه أكثر تأثيرًا فى الشعوب، فالوعى هو خط الدفاع الأول ضد هذا النوع من الحروب والمسئولية هنا ملقاة على كل المؤسسات وتحديدًا الثقافية والإعلامية، وأيضًا الفن الذى يؤثر ويرتقى بالذوق الغام ويشكل الوجدان والإدراك السليم لدى الفرد.

ما أهم مكتسبات ثورة 30 يونيو؟

استعادة الدولة المصرية مكانتها والمحافظة على مؤسساتها وثقافتها وهويتها من مخاطر حكم جماعة الإخوان، كما أنها قدمت أعظم صورة لوحدة الشعب والجيش خلف مؤسسات الدولة، وعلى هذا لأول مرة نسمع فى مصر هتاف: «الشعب والجيش والشرطة أيد واحدة»، بالإضافة إلى أنها أعادت الروح والوعى لمصر والمصريين وجعلتهم يكتشفون أكذوبة جماعات الإسلام السياسى التى اخترق بشدة وعمق المجتمع المصرى فى العقود الخمسة السابقة قبل الثورة، واستغل الدين لتحقيق أهدافه السياسية.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة