تطوير حياة الريف المصرى رؤية سياسية انتهجتها الدولة المصرية على مدار السنوات الماضية، وأكدتها المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» التى أخذت طريقها نحو تطوير القرى المصرية بمختلف محافظات الجمهورية، وأكسبتهاخبرةً واسعةً فى الاهتمام بالمواطنين من الفقراء ومحدودى الدخل، ما دعا الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتوجيه مؤسسة «حياة كريمة» ووزارة التضامن الاجتماعى، بالتدخل السريع فى قرية «كفر السنابسة» بمحافظة المنوفية، لتقديم كافة أوجه الدعم لأهالى القرية بالكامل ومن بينهم أسر ضحايا حادث الطريق الإقليمى. وتنفيذًا لهذا التوجيه، قامت مؤسسة «حياة كريمة»، بإجراء حصر شامل للأسر الأولى بالرعاية، من خلال التواصلالمباشر مع الأهالى والاستماع إلى احتياجاتهم، بما يُمكّن من التدخل العاجل وتقديم الدعم المناسب.
تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، أجرت مؤسسة «حياة كريمة» مسحًا شاملًا للأسر الأكثر احتياجًا، ركز المسح على التواصل المباشر مع السكان وتلبية احتياجاتهم لتمكينهم من التدخل الفورى وتقديم الدعم المناسب، حيث تواصل المؤسسة تنفيذ خطة متكاملة لتقييم الوضع القائم داخل القرية، تشمل حالة المرافق والمنشآت الخدمية، وعلى رأسها الوحدة الصحية، مركز الشباب، وشبكات المياه والصرف الصحى، وذلك بهدف الوقوف على أبرز التحديات وتقديم تدخلات تنموية وإنسانية فعّالة وتم بدء العمل الميدانى داخل القرية، بالتوازى مع استمرار التنسيق مع الجهات المختصة، لضمان استجابة سريعة وشاملة.
وأكدت مؤسسة «حياة كريمة» أن هذا الظرف الإنسانى سيكون دافعًا لتسريع جهود التنمية داخل القرية، بما يضمن بيئة آمنة وكريمة لأهلها، ويجسّد المعنى الحقيقى للتكافل الاجتماعى والعدالة الإنسانية، وتتضمن الخطة تشكيل فرق عمل ميدانية متخصصة تتولى تقييم حالة المرافق والمنشآت الخدمية داخل القرية، بما فى ذلك الوحدة الصحية، مركز الشباب، شبكات المياه والصرف الصحى، إلى جانب فرق أخرى معنية بحصر المنازل وتقييم الأوضاع المعيشية للأهالى، من خلال التواصل المباشر مع الأسر والاستماع إلى احتياجاتهم.
من جانبها، قالت الدكتورة بثينة مصطفى، المتحدث الرسمى باسم مؤسسة حياة كريمة، إن المؤسسة تعمل منذ 5 سنوات فى كل ربوع مصر ولا توجد قرية أو نجع فى أى محافظة لم تصله يد التطوير والاهتمام من جانب متطوعى «حياة كريمة»، لافتة إلى أنهم استطاعوا الوصول لـ45 مليون مستفيد من خلال 28 مكتبًا ميدانيًا فى كل شبر فى أرض مصر، وأضافت، قائلة: «نتواجد فى كل محافظات الجمهورية، ونتدخل للتعامل مع كل الأزمات التى تواجه المواطنين».
وأوضحت المتحدث الرسمى باسم مؤسسة حياة كريمة، أن متطوعى المؤسسة تواجدوا منذ أول لحظة فى حادث قرية السنابسة، وعندما وصل تكليف الرئيس السيسى لكافة الجهات، أخذوا الموضوع على عاتقهم وتم التنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى، وكانت «الناس حالتها صعبة شأنها شأن أى أزمة تحدث، ودائمًا نكون متواجدين بشكل عاجل وفورى».
وأشارت إلى أن قرية السنابسة بمحافظة المنوفية ضمن المرحلة الثانية من المشروع القومى لتطوير الريف المصرى حياة كريمة، لافتة إلى أن هناك 300 متطوع موجودين فى قرية السنابسة إلى جانب المكتب الميدانى لرصد احتياجات القرية، حيث يبلغ تعداد القرية 20 ألف نسمة وتعانى من افتقار الخدمات وفرص العمل، ما يجعل الناس يضطرون للخروج خارج حدود القرية لتوفير الاحتياجات، معقبة: «هذا ما بحثنا عنه من خلال المتطوعين».
وبالتزامن مع التحركات الحكومية للتخفيف عن الأهالى بكفر السنابسة فى أعقاب حادث الطريق الإقليمى الذى أودى بحياة 18 فتاة، أطلق الهلال الأحمر المصرى، قافلة شاملة إلى قرية كفر السنابسة بالمنوفية، لتقديم خدمات الدعم الطبى والنفسى واللوجستى إلى أهالى القرية وأسر ضحايا حادث الطريق الإقليمى، وذلك فى إطار دوره كجهاز مساند للدولة فى الأزمات، تنفيذًا لتوجيهات السيدة إنتصار السيسى، الرئيسة الشرفية للهلال الأحمر المصرى.
وتضمنت القافلة، عيادات متنقلة للكشف الطبى على الأهالى فى تخصصات الباطنة، والعظام، والجلدية، والأطفال، وتقديم الأدوية اللازمة مجانًا، وتحويل الحالات التى تحتاج إلى إجراء تحاليل، والأشعة، والتدخل الجراحى فى مستشفى الهلال الأحمر المصرى بالمنوفية، بالتنسيق مع الجهات المعنية.
كما اصطحب القافلة فريقا الدعم النفسى وبرنامج صحة وسلامة، لتقديم خدمات الدعم النفسى لأهالى القرية واستكمال المتابعة مع أسر الضحايا، هذا إلى جانب إقامة مناطق صديقة للأطفال يُقام بها أنشطة ترفيهية ودعم نفسى للصغار، كما شملت القافلة، توزيع مواد غذائية، وأدوات حماية شخصية على الأهالى، وتوفير الاحتياجات اللازمة على المصابات الثلاث بمستشفى ميت خلف.
