رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

المشير طنطاوى.. الجنرال القوى


4-7-2025 | 17:44

المشير محمد حسين طنطاوى

طباعة
تقرير: وليد عبد الرحمن

عندما تحل ذكرى ثورة «30 يونيو» يتذكر الجميع المشير محمد حسين طنطاوى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع الأسبق، الذى رحل عن دنيانا فى 21 سبتمبر 2021، نتذكر وسيتذكر التاريخ رجل الدولة الذى واجه المخاطر التى تحاك ضد مصر، فكان قائدًا عسكريًا وسياسيًا استثنائيًا.

فقد شاءت الأقدار أن يتحمل «طنطاوى» أمانة المسؤولية الوطنية، ولم يتردد لحظة واحدة فى قبول التحدى، لتستطيع القوات المسلحة العظيمة تحت قيادته تنفيذ «خريطة طريق» رغم المعوقات الكثيرة التى كانت تعترضها.

وتولى «المشير الراحل» رئاسة مصر بصفته رئيسًا للمجلس العسكرى بعد تنحى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك عن السلطة فى 11 فبراير 2011. وأحيل للتقاعد بقرار من الرئيس المعزول محمد مرسى فى 12 أغسطس 2012.

وعبر الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى أكثر من مناسبة، عن تقديره وامتنانه المقرون بالاحترام والتقدير للمشير الراحل، ووصف الرئيس المشير «طنطاوى» بـ«الرجل الفاضل جدًا، والمحترم جدًا، والوطنى جدًا»، مشيرًا إلى أن كل القادة الذين كانوا قريبين منه يشعرون بكل تقدير واحترام له، وأضاف الرئيس السيسى أن «المشير طنطاوى تحمل ما لا تتحمله الجبال.. جزاه الله عنا خير الجزاء عن اللى عمله مع الجيش، واللى عمله مع مصر».

وحينما توفى المشير قال الرئيس السيسى عبر حسابه الرسمى على «فيسبوك»: «فقدتُ أبًا ومعلمًا وإنسانًا غيورًا على وطنه، كثيرًا ما تعلمت منه القدوة والتفانى فى خدمة الوطن». وتابع: «إنه المشير محمد حسين طنطاوى الذى تصدى لأخطر ما واجهته مصر من صعاب فى تاريخها المعاصر». وأضاف الرئيس: عرفت المشير «طنطاوى» محبًا ومخلصًا لمصر وشعبها، وإذ أتقدم لشعب مصر العظيم بخالص العزاء، فإننى أدعو الله أن يلهم أسرة المشير طنطاوى الصبر والسلوان.

ولد «طنطاوى» فى 31 أكتوبر عام 1935 وتخرج فى الكلية الحربية عام 1956 ثم كلية القيادة والأركان. وتدرج فى المناصب حتى أصبح وزيرًا للدفاع والقائد العام للقوات المسلحة عام 1991 وحصل على رتبة المشير فى 1993.

شارك «طنطاوى» فى حرب 1967، وحرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر، وفيها كان قائدًا للكتيبة 16 مشاة، ودخل فى مواجهة مباشرة مع القوات الإسرائيلية، وتحديدًا مع أرييل شارون، حيث نجحت كتيبته فى إحباط عملية «الغزالة المطورة» الإسرائيلية، وكبد الإسرائيليين خسائر فادحة فى منطقة مزرعة الجلاء المعروفة باسم «المزرعة الصينية».

وحكى المشير طنطاوى خلال فيلم تسجيلى تفاصيل معركة «المزرعة الصينية»، قائلًا: «كانت الكتيبة مشاة 16 من أوائل الكتائب التى عبرت قناة السويس، ورفعت علم مصر فى الضفة الشرقية قبل عبور القوات الرئيسية، وهناك العديد من المعارك التى خاضتها الكتيبة على رأسها (المزرعة الصينية)».

فقد سمع المشير الراحل صوت طائرات العدو الإسرائيلى، وتم تبليغ قيادة الجيش، وكانت أجهزة الرؤية الليلية قد رصدت عناصر من قوات العدو تحاول عبور حقول الألغام الموجودة التى زرعت فى أرض المواجهة داخل «المزرعة الصينية»، وكانت أعداد كبيرة من المشاة تحاول عبور الثغرة فى اتجاه مواقع الكتيبة.

وتلقى قادة الوحدات الفرعية أوامر من المشير طنطاوى بالتوجه باتجاه الثغرة للاستعداد لخوض معركة «المزرعة الصينية»، قائلًا حينها: «ما فيش حد يفتح النار؛ إلا بإشارة منى أنا شخصيا»، وبعدما اقترب العدو، تلقت القوات شارة البدء بإطلاق النار وفتحت جميع أسلحة الكتيبة رصاصها على القوات المظلية لجيش العدو التى على أساسها، ذكر قائد مشاة القوات الإسرائيلية فى ثغرة معركة «المزرعة الصينية» أنهم لم يستطيعوا الانسحاب أو المقاومة.. واستمرت معركة «المزرعة الصينية» لمدة ساعتين ونصف الساعة.

عمل المشير الراحل ملحقًا عسكريًا لمصر فى باكستان عام 1975 ثم فى أفغانستان. وشغل منصب قائد الجيش الثانى الميدانى 1987، ثم قائد الحرس الجمهورى فى 1988، ثم قائدًا عامًا للقوات المسلحة ووزيرًا للدفاع فى 1991.

وعقب «أحداث 25 يناير» حافظ «طنطاوى» على أمن مصر وسلامتها وسلامة شعبها وتأمين حدودها، وقاد مصر حتى وصل بها إلى بر الأمان، فى ظروف أمنية واقتصادية وسياسية واجتماعية صعبة ومعقدة، وبذل «طنطاوى» جهدًا كبيرًا لمنع تفكك الدولة المصرية وسقوطها، وسط أجواء انتشر فيها التطرف الدينى ومحاولات التيار الدينى انتهاز الفرصة للانقضاض على كرسى الحكم وتحويل مصر لدولة دينية.

«المشير الراحل» كان دائمًا هادئًا وحكيمًا، حمل من خبرات مدرسة الوطنية المصرية فى القوات المسلحة الباسلة الكثير من الرؤية العميقة والفكر الاستراتيجى الذى أهله أن يتحمل مسؤولية وقيادة وطن تكالبت عليه المخاطر والتحديات فى ظروف سياسية وأمنية واقتصادية صعبة للغاية».

وخلال مسيرته حصل المشير طنطاوى على العديد من الأنواط والميداليات تكريما له، فحصل على ميدالية جرحى الحرب، والخدمة الممتازة، ويوم الجيش، وميدالية 6 أكتوبر، والخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، وتحرير أكتوبر، ونوط الواجب العسكرى من الطبقة الأولى، ونوط الخدمة الممتازة، ونوط النصر، ونوط الاستقلال العسكرى، والواجب العسكرى من الطبقة الثانية، ونوط الشجاعة العسكري، ووسام ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة، بالإضافة لوسام التحرير، وقلادة النيل.

 
 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة