انتهت علاقة الود التي جمعت بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك، والتي برزت خلال فترة التنافس في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث عادت الأجواء بينهما إلى التوتر، إذ بات كل طرف يلوّح بما يملكه من أوراق قد تُحرج أو تُؤلم الطرف الآخر.
وتأزمت العلاقة بين ماسك وترامب، مؤخرًا، ووصلت إلى حد الانهيار، وذلك بعد أن انتقد الأول مشروع قانون الأخير الشامل بشأن خفض الضرائب والإنفاق، والذي من المتوقع أن يتم إقراره خلال الفترة القليلة المقبلة.
تبادل التهديدات
ووصل مشروع قانون الرئيس ترامب إلى مرحلة حاسمة، بعد أن اجتاز تصويت إجرائي محوري، في مجلس الشيوخ، الذي يهيمن عليه الحزب الجمهوري، ما عزز فرص خروجه إلى النور.
واجتاز القانون التصويت الإجرائي بعد أن حصل على أغلبية 51 صوتًا مقابل معارضة 49، وهو ما اعتبره الرئيس الأمريكي انتصارًا كبيرًا في مجلس الشيوخ لمشروع القانون الذي وصفه بـ"الكبير" و"الجميل".
وعلى عكس ما قاله ترامب، فإن الملياردير ماسك، وصف المشروع بأنه "مجنون ومدمّر تمامًا"، منوهًا إلى أنه سيدمر ملايين الوظائف في أمريكا وسيسبب ضررًا استراتيجيا هائلًا للبلاد، حسب قوله.
وكما قال ماسك، فإن مشروع قانون الرئيس الأمريكي يقدم مساعدات لصناعات عفا عليها الزمن، بينما يلحق ضررًا بالغًا بصناعات المستقبل.
وبلغة تهديدية، أكد أنه إذا تم تمرير مشروع قانون الإنفاق الضرائب، فسيتم تأسيس حزب أمريكا في اليوم الذي يليه، الذي سيكون بديلًا عن الحزب الواحد المكوّن من الديمقراطيين والجمهوريين، حتى يكون للشعب صوت حقيقي، حسب وصفه.
ويتمحور قانون ترامب هذا حول تمديد التخفيضات الضريبية الضخمة لعام 2017 من فترته الرئاسية الأولى، فضلًا عن الوفاء بوعود الحملة الانتخابية الجديدة، بما في ذلك عدم فرض ضرائب على الإكراميات وأجور العمل الإضافي، وإنفاق مئات المليارات من الدولارات على حملة البيت الأبيض للترحيل الجماعي وأولويات الدفاع.
ويرى ماسك أن من شأن مشروع القرار هذا أن يثقل كاهل البلاد بالديون، حيث إنه من المتوقع أن يضيف 3.3 تريليون دولار إلى الدين العام الأمريكي.
وفيما يأتي ردًا على انتقاد ماسك مشروع القانون، أشار ترامب إلى إمكانية توجيه إدارة الكفاءة الحكومية خفض الدعم الذي تتلقاه شركات إيلون ماسك، من أجل توفير أموال الحكومة الاتحادية.
وعبر منصة "تروث سوشيال"، كتب ترامب، أنه "ماسك ربما يحصل على دعم أكثر من أي إنسان في التاريخ، وبفارق كبير"، مشيرًا إلى أنه بدون الدعم، ربما كان سيضطر إلى وقف أعماله والعودة إلى موطنه في جنوب إفريقيا، على حد قوله.
وتابع: "لا مزيد من إطلاق الصواريخ، أو الأقمار الصناعية، أو إنتاج السيارات الكهربائية، وستوفر بلادنا ثروة طائلة".
وأردف "ربما ينبغي علينا جعل إدارة الكفاءة الحكومية تلقي نظرة فاحصة وجادة حول هذا الأمر؟ إنها أموال طائلة يمكن توفيرها!!!".