طلق نحو السماء وصوت فى الهواء!.. وميض بشارة كاذبة!.. تبرق تارة وتظلم تارة.. ربما أطلق فى ساحة فارغة؟!.. ربما كان فى المنام ورأيت نفسى تحيا حياة الانطلاق؟!.. ربما كان حلما بطله الخوف أو حلم تسلله الخوف؟!.. ربما كان هو الخوف نفسه؟!.. ربما صحوت خالية الوفاض؟!.. ربما سرقت فى الأحلام؟!.. ربما أطلقت وعدت مكانى دون أن أشعر؟!.. ربما لم أبرح مكانى؟!.. ربما كنت فكرة وهمية لم تكتمل؟!.. ربما منحنا فرصة أخرى بذخيرة أخرى ومدفع جديد؟!.. ربما لن تطيش المرة القادمة؟!.. ربما حالفتنى الريح واختارتنى صديقا؟!.. ربما كانت عودة على متن صاروخ؟!.. ربما قصدت مكانا قصيا أو قريبا؟!.. ربما تغافل السقوط عنى؟.. ربما لن أقتل؟!.. ربما زلزلت الأكوان؟!.. بعود بشروط ومقاييس جديدة؟!.. ربما عادوت التهشم؟!.. ربما بلغت اليأس والنسيان؟!.. ربما حاولت التذكر؟!.. ربما كان على الجميع أهبة الاستعداد رغم حسم المعركة وإعلان الهزيمة؟!.
تنجح ولا تصل؟! تفهم ولا تقدر؟!.. تتذكر وتتمنى خبطة على رأسك تفقدك الوعى؟!.. فيغيب الحلم دون عفو أو صفح؟!.. تكره كل شىء وتتمنى عكسه!.. لا تصل ولا يتحقق!.. ربما وصلت وحققت وأنكروا عليك ما وصلت إليه.. لا تريد ولا تريد وغصبا عنك يفرض عليك أن تريد؟!.
أحلام صارت رهبة وصار الأمل استثناء!.. رغم معرفة الطريق صرنا التائهين وسط الأفكار اللامتناهية.. تدفعنا المخاوف وتحبسنا أماكننا.. نحيا اللامعقول فبات علينا ألا ننام.. عل الطمأنينة تأتى؟!..عل المخاوف تذهب رغم استعمار الظلم النفوس؟!.. كل شىء يهاجمنا ويغتالنا فى فوضى.. نكذب ونردد لم نعد نذكر شيئا عسانا نصدق كذبتنا؟!.. فكل شىء حى فى الأذهان والحرائق تشتعل فى القلوب.. نردد ألا من متسع لأرواح ثكلى؟!.. ليتنا كنا الفارغين من كل شىء فنحيا الحياة فى لذة؟!.
كل مستنزف.. كل مرهق.. فى حكايات الوصول والرحيل.. ما عاد فرق بينهما!.. فكلاهما يعنى الخلاص.. نودع كل شىء أو نعود للحياة فلم نعد نقدر على الوقوف فى المنتصف!.. نتفاعل مرغمين مستسلمين حتى صار الفرض علينا لكل يسلبنا كل شىء بمزاعم إرادة العيش ويدفع بنا لإرادة البقاء!.. فلا أحد يريد أن يغادر الدنيا مضطرا حتى من يقرر الانتحار!.. كم تمنى أن ينقذه غيره ببعض من أمل؟!.. بشىء من إنصاف؟!.. بفرصة خرافية؟!.. ولو حتى بأسباب واهمة مهما كان منعزلا منفردا فى عالم الخطيئة؟!.. فلا أحد يرى نفسه مخطئا!.. فنحن ضحايا الآخرين وأنفسنا والدنيا كلها!.. فقد فرغت ساحات العاقلين من كل يقين وأصابنا حنث العهد والوعد اليقين!
فى حكايات الطيب والشرير والحكم الجائر.. بحلم وأمنية وركض ووهم بروعة ما سيكون؟!.. حلم ألقت به الأقدار بعيدا وأمنية سلمت لقدر لم يأت بعد؟!.. بركض خلفه وتباطؤ من زمن يعاند لكنها الحياة أو الموت؟!.. خوف وأمان وكثير وكثير ينتظر أماكن طال ترتيبها؟!.. ربما أطاحت بها الأقدار فكان علينا إعادة ترتيبها؟!.. وربما كنا من أضعناها فى تناثر الارتطام.. فى تساؤل هل مازلنا نتقن العبور رغم وعرة الطريق؟!.. فى صمت وضجيج ونظرات ورقص!.. تشويش وحركة وسكون.. ننتظر فى مكائد وصبر!.. خطأ ونسيان وما زلنا لا نعلم!.
ونتعجب كيف يسبق الصوت الحدث؟!.. أما كان انفجارا لمقذوف محدثا للصوت؟!.. تتوالى تداعياته غير المؤثرة.. دون إصابة لهدف!.. مجرد فرقعة فى الفضاء للاشىء؟!.. أسميناه ملحمة؟!.. أسميناه معجزة.. وأسميناه وأسميناه والواقع أنه لاشىء يستحق.. مجرد شرارة وافناء للحظات وانطفاء وهج دون نتيجة؟!.
ونعاود الدهشة من فرط بلوغ الأضداد واستفحال العجب.. نتساءل كيف بكل شىء ينتهى فى لحظة؟!.. ومن غرائب ما يحدث أن ينتهى الحدث فى لحظة حدوثه رغم خطف الأبصار.. وبمعنى آخر تتبع الأبصار لقصة طالت أحداثها بعجب لنهاية عكس مقدماته.. دون ترك أثر يذكر!.. فما كان لها من قوة ولا ناصر.. ربما كانت مضيعة للعمر؟!.. رغم الإنكار والتوسل من صاحبها ألا يتركوه؟!.. ولو بأنفاس أخيرة تعيد له الحياة.. لكن لا رحمة وعليه أن يسقط دون وعى!.. فماذا أفاد الوعى سوى التواء وركض وتماوج ومحاولات المرور للبعيد فى غير هدوء.. بين كيد ورياء لا يفيد فى سلامة المرور!.. ربما كان النجاح الوحيد مجرد أنفاس تصارع الحياة وثرثرة بصوت مبحوح تعاجل النهاية والفناء!.
كيف وكيف؟!.. ربما خدعة الرصاصة ووهم الانفجار ما ساعد وما دفع بمقاومات الهزيمة.. فى محاولات للتمحور والتحور من الخفى الذى طال بأمد السنين.. فكان الصعب ما تعلمناه فقط من أبجديات الصلابة لنمر.. لكننا لم نحرز شيئا.. ونستغرب من هذه الحياة!.. عالم يمنحنا الأمانى رغم ضياع المصائر؟!.. لم نقتل بل صرنا فى جوف الهوامش!.. فى ظل الأشياء!.. مجرد وميض باشارات كاذبة.. متوسلين ومتوسدين لهدوء يمنحنا الحياة.. متكبدين أى ثمنا يمنحنا راحة البال.
وقد تنتهى الرحلة وتبدأ المعاناة بالرغبة فى الرضوخ.. عذاب الروح والنفس وسيطرة الاحتياج.. قد تنسى السقوط الذى تتساقط معه كل التوقعات.. وما كان دون ما يكون؟!.
فى تساؤل وهل يمكن التصالح مع الركام؟!.. أى ركام تقصدين؟!.. أنت رصاصة صوت لم تصب شيئا ولم تحقق فعلا؟!.. فهمت خطأ فقد كنت أنا الحطام؟!.. هل من بعد الانفجار عودة للأمام؟!.. أقصد للأعلى؟!.. بالطبع لا؟!.. خرجت الرصاصة ولن تعود وأنت الآن تحت الأنقاض؟!.. لكنى حية أشعر بأحاسيس الحياة رغم انفحار الألم.. وألم الانفجار فى كل زوايا نفسى وروحى!.. أما كان الألم دليل الحياة؟!.. والتأوهات رمز للقيد عليها؟!.. ربما؟!.. لكنى لا أعلم مدى عمق إصابتك؟!.. وهل بالإمكان التداوى والتشافى؟!.. ماذا تقصد قد صرت نفايات؟!.. حقيقة وإن لم يصبك الفناء؟!.
ربما كانت عقوبة قضيتها بألم الانفجار وفوات الهدف وسقوط فى مشهد التشفى والشماتة؟!.. وكأن كل الرصاصات تصيب؟!.. بعضهن بل القليل والنادر؟!.. أكنت أستحق؟!.. كنت ولا أحد كان يعلم ما سيكون؟!. فى لحظات الانكسار يفرض عليك التراجع للوراء محاولا الدفع من جديد..كيف؟! اتفق مع الرياح أو مع المنقذ من الأشرار؟!.. وهل من الأشرار من يقوم؟!.. الأمر بيد الأشرار!.. فليكن لك نصيب من سلاح فتاك يرسل بك إلى أبعد الحدود.. سلاحك كان واهنا ضعيفا.. فليس للبراءة جهد ولا للأخلاق قوة؟!.. أتريد أن أصير مثلهم؟!.. لك الحرية مع صناع الأسلحة المبيدة الفتاكة؟!.. ومن يدرى فقد تحصد جوائز السلام بعد رحلة من الدمار؟!.. لا أريد دمارا.. أريد نجاحا بمقاييس الشرف والنزاهة.. للنجاح قيود خلقت عالما وكونا لا يمر به سوى القوى من يملك ترسانة الأسلحة.. ومصوب دون طائش يهدر.. فالسلاح أغلى الأشياء والرصاص أندر ما فى الوجود.. أقتل؟!.. أصيب؟! ياللغرابة هل للمقتول عزم أو إرادة فى الاختيار؟!.. إن أردت أن تعود فعليك بقيود الشروط؟!.. اتركنى ما أنا بحاجة لأشرار.. لكنك ستحتاجهم قريبا.. ستسأم سوء الحظ فالمصالح والمراكز دائما ما تتغير؟!
فلا يمكن لأحد حياة خالية من التصويب والهدف.. فارغة من المعنى علما بأن كلا منا يصنع للحياة معنا خاصا به يعرف بها الحياة.!.. من ضمن معان عديدة تزخر بها الحياة.. نقول إنها أولوياته أو ما تحقق ذاته ولا تشذ عن معطيات الحياة.. تراوح بين الممكن والمستحيل لكنها موجودة ويبقى طريق تحقيقها هو ما يحمل الصعوبة.. فينشأ التزاحم والتلاحم والتنافر والمغالبة بكل حالات الوجود الإنسانى.. بين الأسى والسعادة والرضا.. نتقلب.. نستفز.. نعطى.. نأخذ.. نسرق.. نضحى.. سلوكيات وسلوكيات نرى من خلالها الحياة فى عبثية وعزلة وركود أو نشاط واقتناص.. نحمى أنفسنا ويحمى غيرنا ويتفادى.
فى اختلاط الوسيلة والغاية دون حدود جازمة ودون ماهيات محددة أو مفاهيم موحدة.. بحظوظ عثرة وفرص سانحة.. دون معايير ثابتة الغالب هو الظلم وغياب العدالة.. نخوض الجدل ونحياه فى تيه وهوس ولا نحقق شيئا!.. ونطلب النجدة بلسان حال من يهتم؟!.. من يدعم؟!.. من يشارك؟!.. من يعين؟!.. من يعرف؟!.. لا يوجد؟!.. غير الأشرار؟!.. لا تتظاهر بالبلاهة وأنت تعلم جيدا أسباب عدم الوصول وبلوغ المنتهى من الأهداف والأحلام؟!..لم يكن رهان الآخرين عليك سوى سذاجة فى غياب مقومات نزاهة الاستحقاق على الرغم من منحك الثقة ودفعك للمسؤوليات!.. لكنك من أغفلت المفاجأة ومعاكسة التيار فكانت الرحلة العابثة.. فى أول الطريق كنت الأفضل وفى النهاية طاحت الأحلام.. والآن تحاول أن تدرك مدى قوتك.. ربما أصبت بالجنون من كثرة التناقضات.. فأنت دائما فى مسافة غير مرئية تقطعها دون أى مكاسب.. مدفوعا للعودة لذات النقطة.. على أية حال مازلت ومازلت!.. حاول أن تبعث لبعيد حتى ولو انفجرت!.
ربما شططت عن الصواب وأخطأت التقدير.. ربما كان حلما زائفا أو بمؤنة هشة؟!.. أتعبك سوء الطريق بالطبع.. تصورت الهداية وأنك أوشكت الوصول وفى لحظة السقوط تمنيت الرحيل.. أنهكك التعب وأعلنت الهزيمة رغم الاستعداد الجديد للانطلاق داخلك ويقين السراب والوهم لكن الطريق لم ينته بعد؟!.
حكاية طويلة لست بطلها للأسف.. ارجع من حيث أتيت هناك حيث ألقى بك.. حيث الهدية المرفوضة وسوء المآل؟!.. تجيب لا أعرف أين المقر؟!.. على أية حال سيكون بين الخيبات والهزائم.
إن لم يستجب لى الكون فليمنحنى اعتزال الوجود دون الردود بين الجمود فقد مل منى الصمود!.. أجرمت بغير الغفلة فارتددت الرصاصة لصدرى وصرت القاتل والمقتول؟!.. ألا من عودة لمسار بيقين الواثق للصعود.. فمازلت أعانى الارتباك وسط الزحام.. لا قوة تدفع بى.. رغم أنى لم أكن الجبان.. ولا عابر السبيل بل قاصد السبيل.. تعثر بى معلقا.. متأرجحا بطرق ونكوص وتراجع من أقدام موهوم ونفاد لذات الموهوم.. يناطح عدو بل أعداء رغم الضعف كانت الخسارة!.
انتكاسات وانتكاسات تصيبك وتسقط فصرت خارج السباق.. من حركة لمتحرك بأسباب غموض لكينونة الحركة وآلية الدفع بين الخير والباطل.. تكمن العلة.. لكل اعتاد الوجود على أى هيئة يكون؟!.. يغيب المنطق وتتوه الحقوق.. ومازلنا خارج مضمار الفوز بكؤوس النجاح رغم خوضنا السباق المغبون.. أكان لإكمال أعداد الفريق؟!.. بزيف لخط السباق الموهوم؟!.. وماكان غير حركة ومن خلفه ستار حفل توزيع الجوائز والأوسمة والنجوم!.. فى فجأة وصدمة واقتناص بحكم الشرير فى حكايات الباطل.. بقتل غير رحيم لكل منافس.
ورغم عبثية المشهد مازلنا نطلق تساؤلا: هل للقصة بقية تختلف فيها مراكز الفوز؟!.. هل بعد الموت حياة؟!.. رغم البقاء على أرض المعركة ورفض الهزيمة أو إعلان الهزيمة وزيف النتيجة!.. مازال الظلم قاتل الحياة.. بموطن واستقرار وعهدة الأشرار يكون موج الأيام فى كل مد وجزر.. فلا تبحث عن علة أو عمق.. لا تفعل.. لا تسأل.. لا تعجب هكذا وصلت إلى هنا.. واسأل الزهايمر ليمحو أسوأ الأشخاص والأشياء.. فما زال الحلم المخيف يستمر؟!
