«من ساحات الحرب إلى شاطئ الحلم».. هكذا سطرت مدينة العلمين الجديدة فصلا جديدا من التميز، بعد اختيارها عاصمة للمصايف العربية لعام 2025، فى شهادة دولية تؤكد عبقرية التخطيط المصرى وقدرته على تحويل مواقع الألم إلى منصات أمل وتقدم.
منذ سنوات ليست بالبعيدة، كانت «العلمين الجديدة» رمزًا للموت خلال الحرب العالمية الثانية، غير أنها تحولت اليوم إلى دُرة الساحل الشمالى ومقصد للنجوم والسياح والمستثمرين، بأبراجها الحديثة، وممشى بحرها الساحر، ومهرجاناتها الصاخبة التى لا تنام.
على شاطئ المتوسط وبخطط تنموية طموحة، أصبحت العلمين الجديدة وجهة عربية بامتياز، بعد أن منحتها المنظمة العربية للسياحة لقب عاصمة المصايف العربية 2025، تكريما لما حققته من تطور مذهل فى بنيتها التحتية، ومكانتها كمركز سياحى متكامل نابض بالحياة.
العلمين اليوم أصبحت مدينة ذكية وسياحية متكاملة، أنفقت الدولة على تطويرها مليارات لتضم أحياء سكنية راقية، وأبراجا شاهقة بتصميمات عالمية، وفنادق فاخرة وممشى سياحيا يمتد على طول الساحل، إلى جانب جامعات دولية ومراكز ثقافية، فى نموذج فريد للمدن الشاطئية الذكية.
«العلمين الجديدة»، تحولت أيضا إلى مدينة لا تنام تصدح فيها الموسيقى والمهرجانات التى تجذب الشباب والعائلات من أنحاء الوطن العربي، حيث استضافت خلال السنوات الماضية حفلات لأشهر الفنانين العرب والعالميين، وفعاليات ثقافية ورياضية متنوعة، وهذا العام تستعد العلمين لإطلاق مهرجان المصايف العربى بمشاركة 12 دولة، ويتضمن عروضا موسيقية وسينمائية، وفعاليات للسياحة الرياضية، ومبادرات لتعزيز السياحة البينية العربية، ضمن خطة مصرية طموحة لزيادة العائد السياحى غير التقليدي، ولا تقتصر جاذبية المدينة على البحر والرمال، فهى تحتضن مواقع ثقافية وتاريخية مثل متحف العلمين العسكري، ومقابر الجنود، ومراكز التوثيق، ما يتيح دمج السياحة الشاطئية بالتاريخية.
كما تخطط وزارة السياحة لدمج «العلمين الجديدة» ضمن مسارات السياحة العالمية، لتنافس وجهات كبرى مثل برشلونة ونيس، مستفيدة من مطارها الدولي، وشبكة طرق عملاقة تربطها بالعاصمة الإدارية والقاهرة.
وطبقًا للمنظمة العربية للسياحة، فإن المعايير التى تم اختيار العلمين بناء عليها شملت جودة الإدارة والبنية التحتية، وتنوع أنماط الترفيه، والحفاظ على البيئة، وتوافر عناصر الأمن والسلامة، والاستجابة للمستجدات، ونتائج قياس الأداء، وهى معايير حققتها العلمين بجدارة، وتُمنح هذه الجائزة سنويا لإحدى المدن العربية المتميزة فى السياحة الشاطئية، بهدف تحفيز التنافسية وتبادل الخبرات الناجحة فى القطاع السياحى.
ومن جانبه، كشف المهندس أحمد إبراهيم، رئيس جهاز مدينة العلمين الجديدة، أن «اختيار العلمين عاصمة للمصايف العربية يعكس مدى نجاح مصر فى تنمية الساحل الشمالى الغربي، ويؤكد أن الاستثمار فى البنية التحتية والتخطيط الذكى قادران على تغيير واقع المدن وجعلها منارات عالمية».
«إبراهيم»، أوضح أن «المدينة استقبلت قرابة 3 ملايين زائر، وأصبحت من أقوى المدن الساحلية على مستوى الشرق الأوسط»، مشيرًا إلى أن هناك عدة محاور رئيسية ساهمت فى اختيار المدينة عاصمة للمصايف العربية، أبرزها مشروع الداون تاون والذى قاربت تكلفته الـ4 مليارات جنيه، والمنطقة الترفيهية التى بلغت تكلفتها 3.7 مليار جنيه، إلى جانب مدينة الفنون والثقافة التى تضم مجموعة من المبانى التراثية والثقافية والتجارية، ومسجدا وكنيسة، وأوبرا ومتحفا، ومجمع سينمات، ومسرحا رومانيا.
وتابع: كما تضم المدينة منطقة الأبراج الشاطئية التى تكلفت 31 مليار جنيه، وتضم 18 برجا، إضافة إلى أبراج مارينا، والفندق السياحي، فضلا عن الحى اللاتينى وتكلفنة 30 مليار جنيه، والكمبوند السكنى وتكلفته 32 مليار جنيه، ويضم فيلات وشاليهات وسكن مصر وجامعة العلمين الدولية، بجانب محور أبراج الداون تاون، والبرج الأيقونى بارتفاع 250 مترا، و4 أبراج أخرى بارتفاع 200 متر، بتكلفة 38 مليار جنيه، إضافة إلى الممشى السياحى والمنطقة الصناعية.
رئيس جهاز مدينة العلمين الجديدة، أضاف: المدينة تحولت إلى واجهة سياحية ذكية متكاملة، تلبى كل الاحتياجات، من شواطئ مجهزة، ومولات مثل نورث سكوير، والمدينة التراثية، وساحات مفتوحة وبحيرات صناعية ومرافق فندقية بمواصفات عالمية رفعت شعار كامل العدد طوال موسم الصيف، فقد أصبحت قادرة على استيعاب ملايين السائحين، مع تقديم خدمات تضاهى كبرى المدن العالمية، حيث تتوافر الفنادق الفاخرة والمجمعات التجارية والخدمات الترفيهية الحديثة.
ولفت «إبراهيم»، إلى أن «مهرجان العلمين كان الحدث الترفيهى الأكبر فى الشرق الأوسط، والذى جذب الآلاف من الزوار من داخل مصر وخارجها، وساهم فى الترويج للمدينة عالميا، وتعزيز موقعها على خريطة السياحة، وزيادة الاستثمارات، وتوفير فرص العمل، وخلق تجربة ممتعة للزوار فى بيئة ثقافية وترفيهية راقية»، مؤكدا أن «العلمين الجديدة اليوم بلا منافس، فهى وجهة مثالية لكل الفعاليات الفنية والثقافية مهما بلغ زخمها، وقد أصبحت المدينة الأولى بعد المهرجان، ومزارا عالميا بما تملكه من مقومات متكاملة»، ومشيرا إلى أن حجم الاستثمارات فى العلمين الجديدة قارب 243 مليار جنيه من وزارة الإسكان فقط بخلاف استثمارات القطاع الخاص والجهات الأخرى، مع توقعات بزيادة مضاعفة فى الفترة المقبلة، ما يجعلها قاطرة تنموية وسياحية لمصر والمنطقة.

وأوضح أنه على الرغم من ارتفاع أسعار الليلة الفندقية، فإن نسب الإشغال فى الصيف بلغت ذروتها، ما يعكس الطلب المتزايد على المدينة كوجهة صيفية متميزة، مضيفا أن الساحل الشمالى الغربى يعيش حاليا أزهى عصوره، بمشروعات ضخمة مثل مدينة رأس الحكمة الجديدة، وزيادة الطاقة الفندقية، وتستهدف مصر استقبال 17 مليون سائح بنهاية العام، والعلمين الجديدة فى صدارة هذه الخطة الطموحة.