منذ أن صدر الأمر الأميرى فى الأول من يونيو 2024 بتزكية سمو الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح وليًا للعهد لدولة الكويت، وبأدائه اليمين الدستورية فى 20 يونيو 2024، بدأت صفحة جديدة فى سجل الحكم، خطّها رجل دولة محنّك بخبرة طويلة فى العمل الدبلوماسى والسياسى، ليكون السند الأمين لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، فى مرحلة تتطلب الحكمة والتوازن والاستشراف.
ولى العهد السادس فى تاريخ الكويت
يُعد الشيخ صباح الخالد ولى العهد السادس منذ استقلال الكويت عام 1961، وجاء اختياره تتويجًا لمسيرة امتدت لأكثر من أربعة عقود فى قلب العمل الحكومى والدبلوماسى، بدأها منذ عام 1978 فى وزارة الخارجية، مرورًا بمناصب قيادية من أبرزها: مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة، ووزير الإعلام، ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، وانتهاءً بمنصبه رئيسًا لمجلس الوزراء (2019 – 2022)، ليؤكد فى كل موقع أنه رجل مرحلة بامتياز.
عام على ولاية العهد.. بصمة فى الاستقرار والاتزان
شهدت الكويت خلال عام من ولاية الشيخ صباح الخالد مرحلة من الاستقرار السياسى والإدارى، عزز فيها ثقافة العمل المؤسسى، وكرّس نهج التعاون بين السلطات، وساند جهود سمو أمير البلاد فى تنفيذ رؤى التحديث والإصلاح الاقتصادى، وتحصين الجبهة الداخلية.
وقد تميز الشيخ صباح الخالد بأدائه الهادئ والمتزن، القائم على تعزيز الانسجام الوطنى والتواصل مع جميع مكونات المجتمع، مع التركيز على الاستثمار فى الإنسان الكويتى دعمًا لمسيرة التنمية المستدامة.
كما لعب دورًا محوريًا فى دعم السياسة الخارجية للكويت، القائمة على الاعتدال والانفتاح، وتعزيز أواصر التعاون الخليجى والعربى والدولى.
علاقة خاصة مع مصر وقيادتها
تميّزت علاقة الشيخ صباح الخالد بجمهورية مصر العربية بالعمق والدفء، وهو ما تجلّى خلال سنوات توليه حقيبة الخارجية، إذ حرص دائمًا على التأكيد أن أمن مصر واستقرارها ركيزة أساسية لأمن المنطقة.
وكان الشيخ صباح الخالد دائم الزيارة إلى القاهرة فى مختلف محطات عمله الدبلوماسى، حيث التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مناسبات متعددة، وشهدت تلك اللقاءات توافقًا لافتًا فى الرؤى حيال القضايا الإقليمية والدولية.
وتُثمّن القيادة المصرية دومًا مواقف سموه الداعمة لمصر، كما أن الشارع المصرى يبادل الكويت محبة وتقديرًا لما تمثله من عمق استراتيجى وعلاقات تاريخية ثابتة.
مع دخول الشيخ صباح الخالد ولى العهد عامه الثانى فى موقعه، تتطلع الكويت إلى مواصلة مسيرتها بثقة، فى ظل قيادة تتكامل فيها الرؤية بين سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولى العهد.
ويظل الشيخ صباح الخالد مثالًا لرجل الدولة الهادئ، الذى يجمع بين رصانة الموقف، وحنكة القرار، وسمو الأخلاق.
