رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«الزمالك» فى مواجهة التحديات

10-5-2025 | 07:21
طباعة

نادى الزمالك يعد واحدًا من أعظم الأندية فى تاريخ الرياضة المصرية، ومصدرًا أساسيًا لتمويل وإمداد المنتخبات الوطنية فى كل النشاطات الرياضية بأفضل الرياضيين، ولكن لا تخلو المسيرة من التحديات، عبر الأزمنة والفترات، ومع تحقيق الإنجازات الرياضية والبطولات المحلية والقارية، تزداد أهمية استعادة القوة والهيبة للقلعة البيضاء، لا سيما عقب بعض الانتكاسات التى قد تؤثر على مسيرة الإنجازات، وتحمل فى طياتها فترات صعبة تعانى منها الجماهير العاشقة للفرق الرياضية بهذا الصرح العملاق.

 

ومجلس إدارة الزمالك الحالى برئاسة حسين لبيب يتحمل مسئولية إدارة النادى، بعدما التف حوله جميع الزملكاوية من كل صوب، ولم يقتصر الأمر على أعضاء الجمعية العمومية فقط، نظرا لأن الفترة السابقة التى شهدها الصرح الكبير قبل تولى المجلس المسئولية شهدت حالة من عدم الاستقرار الإدارى، التى تأثر بها النادى ومعظم الفرق الرياضية سلبا، ووقف الجميع بجوار المجلس؛ أملا فى عودة الاستقرار، بعدما عانى الزمالك كثيرا من غياب الاستقرار الإدارى، وهو ما انعكس بالسلب على تراجع النتائج وفقد الألقاب، ومجلس لبيب ورث تركة ثقيلة، وديونًا متراكمة، ولكنه نجح بقدر كبير فى الاستعانة بالمتخصصين لإدارة الملفات الفنية، لاجتياز الفترة الصعبة التى أفقدت المجلس الكثير من الثبات، واستطاع فى ظل الأزمات المالية المتتالية تحقيق بعض الإنجازات، وتطوير القطاعات فى مختلف الألعاب؛ أملا فى عودة البطولات.

 

ولكن تلقت جماهير نادى الزمالك الكروية صدمة قوية بعد خروج فريقهم من ربع نهائى كأس الكونفدرالية الإفريقية وخسارة لقب جديد هذا الموسم، بعدما ودع فريق الزمالك البطولة على يد ستيلينبوش الجنوب إفريقى الذى يخوض البطولة القارية للمرة الأولى بعدما تعادل الفريقان دون أهداف فى لقاء الذهاب بجنوب إفريقيا، ثم خسر الزمالك بنتيجة 0-1 فى مواجهة الإياب، وعانى الزمالك بشكل لافت فى منافسات الدورى وابتعد عن حسابات اللقب، ليبقى الرهان الأقرب على التتويج بلقب كأس مصر بعد بلوغ النهائى ضد بيراميدز.

 

وخلال السنوات الماضية، عانى الزمالك من تغييرات متكررة فى الجهاز الفني، مما كبّد خزينة النادى مبالغ طائلة فى فسخ عقود المدربين السابقين والتعاقد مع آخرين، وهذا النهج أدى إلى غياب الاستقرار الفنى، وأثر سلبًا على مستوى الفريق وأداء اللاعبين الذين وجدوا أنفسهم فى كل فترة مطالبين بالتأقلم مع خطط وأفكار تكتيكية جديدة.

 

والحقيقة أنه من أبرز أخطاء مجلس إدارة الأبيض الحالى البطء الشديد فى اتخاذ القرارات، وافتقاد الحسم فى القرارات، وافتقد المجلس القدرة على السيطرة، ولم يقدروا أنهم أقوياء ويديرون ناديًا له مكانة كبيرة فى الدولة، ويجب أن يتعاملوا فى قراراتهم ومواقفهم وفق هذا المنطلق، فكان الاهتزاز وعدم الثبات الذى أفقد القرارات الكثير من الصواب وانعكس بالسلبية على القرارات الحاسمة.

 

وللأسف، افتقد مجلس إدارة النادى الحسم فى القرارات متأثرا بالسوشيال ميديا، وكانت الحالة المزاجية للجماهير دائما تميل إلى اتخاذ القرارات العنيفة والتى يكون رد فعلها غير محسوب، ولذا جاءت النتائج عكسية، حيث افتقد المجلس السيطرة على مقاليد الأمور، وانقسم أعضاؤه بين مؤيد ومعارض فى القرارات الحاسمة، وواجه انتقادات عنيفة من الجماهير وأعضاء الجمعية العمومية، وأتاح الفرصة لبعض اللاعبين القدامى فى إثبات وجودهم.

وجاءت أزمة لاعب فريق الكرة الدولى أحمد سيد زيزو، لاسيما أن النادى كانت لديه أزمة مالية طاحنة، وبيعه كان سينقذ النادى بدلًا من الرحيل المجانى، وهو ما فتح نيران الانتقادات ضد المجلس الحالى، صحيح أن بيعه كان سيعرض المجلس للانتقادات أيضًا، لكن لم يكن ليصل للهجوم الحاد الذى تعرضوا له، وما زالوا حاليًا.

 

وعلى الصعيد الاقتصادى، تشير التقديرات إلى أن تغيير المدربين المتكرر خلال المواسم الماضية كلف الزمالك مبالغ ضخمة، وانعكس بشكل سابق على النتائج، وتحقيق الاستقرار الفنى المؤثر الذى من شأنه أن يعيد ترتيب الأولويات المالية للنادي، حيث يمكن للإدارة توجيه الموارد التى كانت تُهدر فى التغييرات المستمرة للمدربين نحو تدعيم الفريق بصفقات قوية، وتحسين أوضاع اللاعبين، ودعم قطاع الناشئين، بدلا من الدخول فى دوامة دفع الشرط الجزائى للمدربين وإعادة التفاوض مع البدائل.

 

وتبقى هناك خطوات عاجلة لإنقاذ الزمالك وتصحيح مساره سريعًا، واستعادة القدرة على تحقيق الاستقرار الإدارى والفنى.

 

وللأسف عانى الزمالك إداريًا بشكل واضح فى ملف كرة القدم، بعدما بدأ المجلس مهمته بالاستعانة بأحمد سليمان عضو المجلس فى مهمة الإشراف على فريق الكرة، ثم أبعده تمامًا، وتدخل حسين لبيب نفسه فى إدارة هذا الملف، كما أن خطوة التعاقد مع المدرب البرتغالى جوزيه بيسيرو كانت بمثابة مفاجأة للمتابعين، لأنها جاءت بعد أقل من شهرين فقط من تعيين السويسرى كريستيان جروس لخلافة البرتغالى جوزيه جوميز عقب رحيله المفاجئ، وقررت إدارة الزمالك الإطاحة بشكل مفاجئ بالمدرب السويسرى جروس والاستعانة بالبرتغالى بيسيرو، رغم ابتعاده عن الدورى المصرى منذ تجربته الوحيدة مع الأهلى عام 2015، ولكن بيسيرو لم يقدم الطفرة المنتظرة مع الزمالك بل حقق خمسة انتصارات فقط من 13 مباراة، من بينها فوز اعتبارى على حساب الأهلى لانسحابه من لقاء القمة بالدورى المصري.

 

وعانى الزمالك هجوميًا بشكل واضح بدليل تسجيله 16 هدفًا فقط فى 13 مباراة وهو معدل ضعيف للغاية، بخلاف أنه تلقى خسارتين، ولم يحافظ على نظافة شباكه سوى 3 مرات فقط، فالفريق بحاجة إلى مدرب يمتلك فكرًا حديثًا وخبرة فى التعامل مع البطولات الإفريقية، وقادر على تطوير أداء اللاعبين، واستغلال إمكاناتهم بالشكل الأمثل. وإدارة الزمالك أمامها فرصة حقيقية لتصحيح المسار، من خلال تدعيم الفريق بصفقات قوية لا تقل عن خمسة لاعبين، واختيار جهاز فنى كفء، حتى يعود الفريق للمنافسة على البطولات واستعادة ثقة الجماهير، ولم يعد خفيًا أن الزمالك قد قام بضم بعض اللاعبين، خلال فترة الانتقالات الأخيرة، فوجود أسماء جديدة فى الفريق يُضيف قوة وحيوية، كما يتيح للمدرب خيارات تكتيكية متعددة، ولكن من المهم أن يُدرك هؤلاء اللاعبون حجم التحدى الذى يواجههم، وأن يتفانوا فى تقديم أفضل ما لديهم لإرضاء الجماهير.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة