رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

عناية النبى بأمهاته


21-3-2025 | 15:24

.

طباعة
بقلم: د. محمود الصاوى

لا تتعجب أخى القارئ من هذا العنوان، تتساءل فى نفسك هل كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من أم؟ وأقول لك نعم. يمكننا الحديث هنا عن أمهات خمس تشرفن ببنوته ورعايته والقيام بجزء من دور الأم فى حياته صلى الله عليه وسلم، وسنقص عليك حكاياتهن فى هذا المقال.

 

أولاً السيدة آمنة بنت وهب: فآمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة وأمها برة بنت عبدالعزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصى بن كلاب. أرضعته سبعة أيام بعد ولادته صلى الله عليه وسلم، وكانت عادة الشريفات من سيدات العرب آنذاك أن يجلبن مرضعات لأولادهن، حيث يتربون فى أجواء البادية البيئة الصحية واللغة وللغة العربية الأصيلة.

ثانيًا السيدة ثويبة الأسلمية: وهى أول مرضعة للنبى صلى الله عليه وسلم كانت جارية لأبى لهب، ماتت سنة 7 هجرية وكان النبى صلى الله عليه وسلم يبر ويكرم مرضعته ثويبة ويرسل لها بالعطايا من المدينة وذكر الإمام البيهقى فى الدلائل (أن ثويبة مولاة أبى لهب اعتقها فأرضعت النبى صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمنا السيدة خديجة يكرمان ثويبة وكان صلى الله عليه وسلم يبعث لها من المدينة بكسوة وصلة حتى ماتت بعد فتح خيبر).

ثالثًا السيدة حليمة السعدية: وهى من أمهات نبينا صلى الله عليه وسلم، وكان يقوم لها ويبسط لها رداءه صلى الله عليه وسلم كلما رآها احترامًا وتقديرًا لمكانتها. وبلغ من تقديره لها وبره بها أنه أطلق سراح ستة آلاف من هوازن ما بين صبى وامرأة من أجلها، كما حكى ذلك عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، قال (شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين جاءته وفود هوازن، فقالوا يا محمد إنّا أصل وعشيرة فمُنّ علينا مَنّ الله عليك فإنه قد نزل بنا من البلاء ما لا يخفى عليك فقال (اختاروا بين نسائكم وأموالكم وأبنائكم) قالوا خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا نختار أبناءنا، فقال صلى الله عليه وسلم أما ما كان لى ولبنى عبد المطلب فهو لكم، وقال المهاجرون ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالت الأنصار مثل ذلك.

فقالوا (يا محمد إنا أصل وعشيرة) يريدون أنه صلى الله عليه وسلم استرضع فى بنى سعد بن بكر بن هوازن وأن أمه من الرضاعة حليمة السعدية.. فكان بره بأمه من الرضاعة السيدة حليمة السعدية أن أطلق لهم يومئذ خمسمائة ألف درهم من بركته العاجلة فى الدنيا.

رابعًا السيدة أم أيمن: الحبشية بركة مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاضنته ورثها عن أبيه ثم أعتقها عندما تزوج السيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها وكانت من المهاجرات الأوائل. وحينما تُوفيت السيدة آمنه بنت وهب، تعهدته السيدة أم أيمن بالملاطفة والرعاية وصارت حاضنته التى عوضته غياب أمه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لها (يا أمه)، وكان إذا نظر إليها قال (هذه بقية أهل بيتي) وكان يبرها ويحبها ويكثر زيارتها، وهذا دليل على فضلها ومعرفته بحقها عن أنس قال (انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أم أيمن فانطلقت معه فناولته إناء فيه شراب) قال: فلا أدرى أصادفته صائمًا أو لم يرده فجعلت تصخب عليه) أى أنها غضبت منه لأنه رد عليها شرابها الذى قدمته له.. كان يقول (أم أيمن أمى بعد أمى) لأنها ربته وحضنته بعد موت أمه.

خامسًا السيدة فاطمة بنت أسد الهاشمية: وكانت زوج عمه أبى طالب بن عبدالمطلب، ولدت له طالبًا وعقيلاً وجعفرًا وعليًا وأم هانئ وجمانة وريطة.. وقد أسلمت السيدة فاطمة بنت أسد وكانت امرأة صالحة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها ويقيل فى بيتها. وبذلت أقصى ما عندها لرعاية الحبيب صلى الله عليه وسلم، ولما ماتت رضى الله عنها ترحم عليها صلى الله عليه وسلم وذكر لها برها، حفر لحدها بيده صلى الله عليه وسلم وأخرج ترابه بيده، فلما فرغ دخل صلى الله عليه وسلم فاضطجع فيه ثم قال الله الذى يحى ويموت وهو حى لا يموت، اغفر لأمى فاطمة بنت أسد ولقنها حجتها ووسع عليها مدخلها.

وعن أنس قال (لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم على دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس عند رأسها)، فقال (رحمك الله يا أمى كنت أمى بعد أمى تجوعين وتشبعينى وتعرين وتكسينى وتمنعين نفسك طيبًا وتطعمينى تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة).

وحق الوالدين فى الإسلام عظيم، وحق الأم مقدم على حق الأب يجب برهما وطاعتهما والإحسان إليهما (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا). 

وربما يتساءل البعض هل هناك فرق بين البر والطاعة فى حق الوالدين؟ والجواب على هذا نقول الطاعة: هى الاستجابة للأوامر التى تطلب منك.. أما البر فهو أعم من الطاعة وأوسع وهو تلبية رغبات الوالدين دون أمرهم بذلك. وقد حملت لنا صحائف التاريخ العديد من صور البر بالأمهات. عن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم). 

    كلمات البحث
  • الرسول
  • صلى
  • الله
  • عليه
  • وسلم

أخبار الساعة

الاكثر قراءة