رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

صدارة التلاوة

31-12-2025 | 13:51

محمد السيد

طباعة
محمد السيد

ربما أكون آخر من يكتب عن هذا الكيان والرمز العملاق، برنامج دولة التلاوة، الذي أصبح حقيقة فخراً لمصر، ويؤكد أن مصر كانت وستظل موطنا للتلاوة والكنوز الصوتية التي تفوق في قوتها أي تصنيف عالمي.

 كل حلقة من البرنامج تجربة تعليمية وترفيهية في الوقت ذاته،  استمتعت كثيرا بالمشاهدة، وحاولت تعلم بعض المصطلحات التي نقلتني من مجرد مشاهد إلى تلميذ يسعى للاستفادة من أعظم المناهج القرآنية.

 ليرودني سؤال مُلح لماذا لا يتم كتابة السورة ورقم الآية لكل درس، لتكتمل الفائدة ويصبح المتعلم قادرا على تعظيم الاستفادة؟.

البرنامج يثبت يوما بعد يوم أن مصر مليئة بالمواهب الصوتية المميزة التي تحتاج إلى اكتشاف ودعم، فرغم أننا نمتلك إرثا كبيرا من المقرئين والمنشدين، إلا أن دولة التلاوة يكشف عن جيل جديد من الأصوات التي تجعل الأمة العربية تفخر بها. 

وهذا يدفع إلى ضرورة وجود كشافات موهبة داخل كل بيت مصري، لاكتشاف هذه الأصوات النابضة بالبراعة وإخراجها للنور.

كما أن البرنامج يفتح أبوابا للتعليم الذاتي، فالمشاهد لا يكتفي بالاستماع، بل يمكنه تعلم مهارات التلاوة، وفهم القواعد الصوتية، ومتابعة الأداء بدقة، ما يجعله رحلة معرفية متكاملة لكل محبي القرآن الكريم.

 وبجانب الجانب التعليمي، يقدم البرنامج رسالة قوية عن الثقافة الوطنية المصرية وقدرتها على إنتاج مواهب تتفرد بأسلوبها وطاقتها الصوتية.

لا يقتصر تأثير البرنامج على التلاوة فحسب، بل يمتد ليشمل الجانب المجتمعي والثقافي، حيث يوثق تاريخ التلاوة في مصر ويعرضه بأسلوب عصري يجذب الأجيال الجديدة، وهو بمثابة منصة لإعادة الاعتبار لفن التلاوة بين الشباب، ويؤكد أن هذا الإرث العظيم لا يزال حيا وينتظر من يكتشفه ويطور مهاراته.

 البرنامج أعاد الحياة إلى كثير من المواهب المهملة والمغمورة، حيث أتاح لهم فرصة ليكونوا في دائرة الضوء ويثبتوا قدراتهم أمام جمهور واسع، كما شجع الأسر المصرية على دعم أبنائهم في مجال التلاوة، مما جعل البرنامج ليس مجرد مسابقة، بل حركة وطنية لإحياء روح القرآن في كل بيت، ولعب البرنامج دورا هاما في تعزيز الوحدة الثقافية بين الدول العربية، من خلال إبراز أصوات شابة ومميزة تمثل مصر بفخر أمام العالم العربي. 

كما ساهم في تبادل الخبرات بين المقرئين القدامى والجدد، بما يعزز استمرارية الإرث القرآني ويحافظ على المستوى المرموق الذي اشتهرت به مصر تاريخيا في هذا المجال.

لقد أنهى البرنامج مرحلة مهمة،  ونحن متفائلون بجزء جديد سيبدأ مع حلول شهر رمضان المقبل، ليكون أكثر قوة وجذبا للمشاهدين، مع إعادة النظر في أي ملاحظات قد تسهم في رفع جودة العمل.

دولة التلاوة ليست مجرد برنامج، بل  منصة وطنية تحتفي بالإبداع المصري الأصيل، وتفتح آفاقا جديدة للمواهب الشابة، لتبقى مصر دائما في صدارة الدول التي تقدر فن التلاوة وتزرع في أبنائها حب القرآن والارتقاء بأصواتهم إلى العالمية.

أخبار الساعة