تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان يوسف فخر الدين، أحد أبرز نجوم الوسامة في السينما المصرية، والذي غادر عالمنا في 27 ديسمبر عام 2002، بعد مسيرة فنية طويلة شارك خلالها في نحو 100 فيلم، ورغم حضوره اللافت وموهبته، لم يحظَ يومًا ببطولة مطلقة، وظل نجمًا أساسيًا في الأعمال ذات البطولات الجماعية.
نشأ يوسف فخر الدين في كنف أسرة فنية، فهو الشقيق الأصغر للفنانة مريم فخر الدين، وكان مدلل والديه، الأمر الذي خلق في البداية نوعًا من الغيرة الطفولية لدى شقيقته، قبل أن تتحول العلاقة بينهما إلى صداقة قوية، لعبت دورًا مهمًا في دخوله عالم الفن، حيث شاركها أولى خطواته الفنية بدور شقيقها، ومن هنا بدأ المنتجون يلتفتون إليه.
وبوسامته اللافتة وخفة ظله، استطاع يوسف فخر الدين أن يثبت نفسه سريعًا بين نجوم جيله، ليصبح فتى أحلام شريحة كبيرة من الفتيات في تلك الفترة.
ورغم إعجاب الكثيرات به، عاش يوسف فخر الدين قصة حب حقيقية مع الفنانة المصرية اللبنانية نادية سيف النصر، والتي تُوجت بالزواج، واستمرت حياتهما الزوجية في استقرار وسعادة، رغم أنها كانت تكبره سنًا.
لكن القدر كان يحمل له اختبارًا قاسيًا، بعدما فقد زوجته في حادث سير ببيروت، لتتحول حياته رأسًا على عقب، ويدخل في حالة اكتئاب حاد لم تفلح محاولات المقربين منه في إنقاذه منها، ما دفعه في النهاية إلى اعتزال التمثيل والهجرة إلى اليونان، رغم محاولات متكررة للعودة إلى الفن.
حياة جديدة بعيدًا عن الكاميرا
في اليونان، قرر يوسف فخر الدين أن يبدأ حياة مختلفة تمامًا، فعمل في البداية موظف استقبال بأحد الفنادق، قبل أن يتجه إلى مجال تجارة الأكسسوارات، حيث نجح في تكوين اسم بارز في هذا المجال، وتزوج من سيدة أعمال، ليصبح لاحقًا واحدًا من رجال الأعمال المعروفين هناك.
وبعد سنوات طويلة من الغياب، عاد يوسف فخر الدين إلى مصر في زيارة خاطفة للاطمئنان على شقيقته، لكن القدر كان يخفي له نهاية مأساوية، إذ داهمته آلام شديدة نقل على إثرها إلى المستشفى، وخرج منها ملازمًا كرسيًا متحركًا لا يفارقه.
عاد بعدها إلى اليونان مرة أخرى، حيث توفي هناك بعيدًا عن وطنه، وتم دفنه في مقابر مسيحية لعدم وجود مقابر إسلامية في المنطقة آنذاك، لتنتهي رحلة أحد أكثر نجوم السينما وسامة بحكاية إنسانية مؤلمة، لا تزال حاضرة في ذاكرة عشاق الفن.