يبدو أن نادى الزمالك بدأ خطوات التصحيح ويسير نحو طريق إعادة هيكلة شاملة، بدءًا من الاستقرار المالى والإدارى، مرورًا بتعزيز الصفوف بصفقات قوية، وصولًا إلى وضع أسس فنية جديدة، تحت قيادة المدير الفنى البلجيكى يانيك فيريرا، ولكن ما زالت التحديات كبيرة، ولكن الطموحات أكبر، والجماهير تتطلع إلى غد أفضل للقلعة البيضاء.
فاروق جعفر، نجم الزمالك السابق، رأى أن هذا الموسم مليء بالتحديات والصعوبات، ولكن النادى الأبيض ما زال صامدًا ومنافسًا قويًا، محملًا بأحلام جماهيره العريضة وطموحات إدارته الجديدة، مؤكدًا أن الفريق الأول لكرة القدم يخطط لكتابة فصل جديد من المجد، يعيد فيه تأكيد هويته الكروية ويستعيد مكانته المحلية والقارية، رغم أن البداية مع انطلاق مسابقة دورى «نايل» لم تكن الأفضل، ولكن مع الوقت -وهذا أمر طبيعى- أثبت الفريق براعته فى المباريات، وأصبح متصدرًا لقمة الترتيب.
وأشار «جعفر» إلى أن القلعة البيضاء تشهد تحولات إدارية جذرية تهدف إلى تحقيق الاستقرار ووضع أسس متينة للمستقبل، فمنذ أعلن النادى عن تعيين جون إدوارد فى منصب المدير الرياضى، الأمر الذى عارضه البعض فى البداية، إلا أنه أثبت مع الوقت تميزه فى اختياراته للصفقات الجديدة، وتواصله المستمر مع الإدارة التى تعمل على تسديد الالتزامات المالية المتراكمة، مما يمهد الطريق لتركيز الموارد على الجانب الرياضى وتعزيز الصفوف، وهذا أمر جيد بين الطرفين.
وأضاف: فى إطار خطة إعادة بناء الفريق، يقترب الزمالك من إعلان ثلاث صفقات جديدة فى الميركاتو الشتوى خلال يناير 2026، بالإضافة إلى تجديد عقود بعض نجوم الفريق، هذه الصفقات تأتى ضمن رؤية المدير الفنى الجديد، الذى يهدف إلى تعزيز الخطوط وضخ دماء جديدة فى الفريق، الذى يقدم الآن أداءً متكاملًا كفريق جماعى، حيث حقق فوزًا عريضًا على المصرى البورسعيدى بثلاثية نظيفة فى الجولة السادسة من الدورى الممتاز. ومع ذلك، لا يزال الأبيض يواجه تحديات فى الأداء الجماعى والثبات فى بعض المباريات، خاصة مع انتقادات موجهة للأسلوب الخططى للمدرب البلجيكى، الذى لم يجد حلًا حتى الآن فى مركز رقم 9، والاعتماد على خط هجوم ثابت.
وذهب نجم الفريق السابق، هشام يكن، إلى أن المدير الفنى يواجه مجموعة من التحديات المصيرية، أبرزها إعادة بناء الفريق مع تقييم اللاعبين الحاليين والتعاقد مع تدعيمات نوعية فى مراكز حيوية مثل قلب الدفاع وصناعة اللعب والمهاجم الصريح، لكى يستعيد الفريق الهوية الفنية، التى تتميز بها الفرق الكبيرة، وهناك تحدٍّ آخر، هو إدارة النجوم وغرفة الملابس، والحفاظ على الانضباط وتوزيع الأدوار بعدالة لتجنب الصراعات الداخلية، مضيفًا: «نحن شاهدنا استبعاد بعض النجوم من المباريات السابقة مثل الثنائى سيف الدين الجزيرى وشيكو بانزا، ثم تحقيق النتائج الإيجابية عن طريق المنافسة على الألقاب المصرية والقارية، خاصة بعد الإخفاقات المتكررة فى المسابقات الإفريقية منذ 4 أعوام، وعدم مشاركة الزمالك فى دورى أبطال إفريقيا.
وأوضح «يكن»، مع الاستعداد الجيد والإعداد القوى قبل كل مباراة، سيصل البلجيكى إلى دمج اللاعبين الجدد بسرعة واستعادة التوازن الفنى، لأن الجماهير البيضاء تتطلع إلى موسم مميز يعيد الثقة ويحقق البطولات التى يطمح إليها الجميع، لافتا إلى أن مجلس الإدارة الحالى يتمتع برؤية مشروع شامل، والمجلس لم يعد يفكر فى موسم أو اثنين، بل فى خطة متكاملة تشمل الفريق الأول وقطاع الناشئين والبنية التحتية ككل، وهذا ما نشاهده على أرض الواقع داخل جدران قلعة ميت عقبة، حيث تسعى الإدارة الحالية جاهدة فى ارتفاع أسهم العلامة التجارية التى تخص النادى، وتحديدًا منذ التعاقد مع مدير رياضى محترف ومدرب أجنبى، ما يعزز العلامة التجارية عالميًا، ويفتح أبواب الاستثمار والشراكات الاقتصادية.
وبحسب «يكن» فإن الزمالك حاليًا يسير نحو الاعتماد على التحليل البيانى والأساليب العلمية فى إدارة الفريق، بعيدًا عن العشوائية التى كنا نشاهدها مسبقًا، مؤكدًا أن مسابقة الدورى الممتاز هى الهدف الأول، بينما البطولة الإفريقية ستكون الحلم الأكبر، والجمهور هو السلاح الأهم، وإعادته إلى المدرجات بحالة من التفاؤل ستكون إنجازًا فى حد ذاته، وهذا ما يعيشه جمهور القلعة البيضاء حاليا، خاصة بعد تصدر الفريق جدول ترتيب دورى «نايل»، وبات سقف الطموحات عاليًا لديهم؛ لأن الزمالك أكبر من أى تحدٍّ، وأقوى من أى أزمة، والمشوار طويل، لكن النهاية ستكون بيضاء ناصعة كما نتمنى.
