كشف المقياس التاسع عشر الذي اجرته شركة "إبسوس" العالمية رائدة في مجال أبحاث السوق والرأي العام، لصالح منظمة "الإغاثة الشعبية الفرنسية" أن فرنسا تشهد "فقرا متزايدا باستمرار"، حيث يعرف 57% من الفرنسيين "أحد أقاربهم الذين يعيشون في فقر" وأن أكثر من واحد من كل خمسة، أو 22%، "متأثرون بالفقر داخل أسرهم".
وذكرت قناة "آي سي آي" الاخبارية الفرنسية اليوم /الخميس/ أن منظمة "الإغاثة الشعبية الفرنسية" اطلقت اليوم حملتها "الفقر - الهشاشة" لعام 2025، بالكشف عن نتائج مقياس إبسوس/الإغاثة الشعبية السنوي التاسع عشر.
وعلاوة على ذلك، يعتقد 34% من الفرنسيين أن هناك خطرا كبيرا بالوقوع في براثن الفقر خلال الأشهر المقبلة، بينما يخشى 59% من المشاركين عدم قدرتهم على مواجهة ما هو غير متوقع .
وأضاف المقياس أن أكثر من ستة من كل عشرة فرنسيين لا يستطيعون الخروج أو الاستمتاع بالأنشطة الترفيهية مع عائلاتهم، وفي الوقت نفسه، يعترف 49% من الآباء والأمهات بأنهم يشعرون بالخجل من عدم قدرتهم على توفير رغبات أطفالهم.
ووفقا للاستطلاع السنوي، فإن 31% من الفرنسيين لا يستطيعون الحصول على ما يكفي من الطعام الصحي لتناول ثلاث وجبات يوميا.
وفي هذا الاستطلاع، وضع المشاركون الفرنسيون خط الفقر أعلى بنحو 100 يورو من خط الفقر الرسمي: 1315 يورو، مقارنة بـ 1216 يورو وفقا للمعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية الفرنسي (INSEE)، الذي يقدر عدد الفقراء في فرنسا بـ 1ر9 مليون وأن الشباب دون سن الخامسة والثلاثين قلقون بشأن المستقبل.
وفي هذا الاستطلاع، ركزت منظمة "الإغاثة الشعبية الفرنسية" أيضا على وضع الشباب دون سن الخامسة والثلاثين، الذين يعيشون في "وضع اجتماعي صعب، مصحوبا بقلق بشأن المستقبل".
وبعد خمسة عشر عاما من التركيز الأولي في فرنسا عام 2010، تثير النتائج قلقا بالغا حيث تدهورت جميع المؤشرات، كاشفة عن تراجع واضح ومستمر في ظروفهم المعيشية. وهكذا، أفاد 50% من الشباب بأنهم "غير راضين عن مستوى معيشتهم"، بزيادة قدرها 17 نقطة عن عام 210، حيث كانت هذه النسبة 33%.
وتزيد هذه الأرقام من القلق، حيث اعرب واحد من كل اثنين من الشباب عن "شعور قوي بالقلق عند التفكير في وضعهم الحالي ومستقبلهم"، بل إن أكثر من 22% منهم يقولون إنهم يشعرون "باليأس".
وأفاد 40% بأنهم "غير راضين عن إمكانية وصولهم إلى النظام الصحي والرعاية الصحية"، كما اكد ما يقرب من نصف الشباب الفرنسيين (48%) بمواجهتهم "صعوبة في الحصول على نظام غذائي صحي ومتوازن"، مقارنة بـ 29% عام 2010. ومع ذلك، قال 52% ممن تقل أعمارهم عن 35 عاما إنهم "مستعدون للانخراط في جمعية تضامن بدلا من نقابة أو حزب سياسي".
ويعمل "98 الف متطوع لجمع التبرعات" يوميا في فرنسا على حشد ومضاعفة مبادراتهم لجمع التبرعات لتعزيز التضامن، وفقا لمنظمة "الإغاثة الشعبية الفرنسية"، التي "دعمت 7ر3 مليون شخص" العام الماضي في فرنسا.
يذكر أن منظمة "الإغاثة الشعبية الفرنسية" (SPF) هي منظمة غير ربحية فرنسية تأسست عام 1945 لمكافحة الفقر والإقصاء في فرنسا والعالم. وتركز على توفير المساعدات الغذائية والملبس والسكن الطارئ، بالإضافة إلى دعم حصول الأفراد والمجتمعات على الرعاية الصحية، وفرص العمل، والأنشطة الثقافية والرياضية، وتعزيز التضامن بين المواطنين.