رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

مساعد وزير الخارجية الأسبق: اليمين الإسرائيلي المتطرف يدفع بمخطط خطير لتهجير الفلسطينيين نحو رفح


11-9-2025 | 21:37

السفير محمد حجازى.. مساعد وزير الخارجية الأسبق

طباعة
تقرير: محمد رجب

إحباط مخططات تهجير الفلسطينيين، موقف مصرى ثابت لا يتوارى أو يسمح بأى نوع من التهاون على مدى عشرات السنين من مراحل الصراع العربى الإسرائيلى، وهو ما أكده ثبات القرار السياسى المصرى بعد التطورات الأخيرة بشأن محاولات دولة الاحتلال تنفيذ مخططها الشيطانى لتهجير الشعب الشقيق عبر معبر رفح، لتصبح مصر طرفًا محوريًا فى مواجهة المخطط، الذى تلوح به حكومة تل أبيب، مع تصاعد عملياته العسكرية فى قطاع غزة، وسط محاولات متكررة للزج بمعبر رفح كمنفذ وحيد لا بديل له، لإخراج الفلسطينيين، لتعود القاهرة - وتجدد وتؤكد رفضها للتخلى عن القضية، لتواصل دورها القومى على مساندة الأشقاء لأكثر من سبعة عقود زمنية مضت، قدمت فيها مصر - وما زالت تقدم، كل غالٍ ونفيس دفاعًا عن القضية الفلسطينية ودعمًا لحقوق شعبها المشروعة، وأنها لن تحيد عن دعم العدل وحق أهلنا فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

موقف القاهرة بدا واضحًا بعد أن رفضت بشكل قاطع مساعى استخدام المعبر للتهجير، معتبرة أن ذلك يتجاوز الخطوط الحمراء الوطنية والقومية، وهو ما أكده وزير الخارجية بدر عبد العاطى بأن معبر رفح مخصص لإدخال المساعدات الإنسانية والعالقين فقط، مشددًا على أن مصر لن تسمح بإعادة إنتاج مأساة النكبة أو تهديد أمنها القومى، كما حظى الموقف المصرى بدعم عربى واسع، حيث أعلنت عدة دول عربية رفضها التام لأى محاولة للتهجير، واعتبرت ذلك اعتداء على الحقوق الفلسطينية والسيادة الوطنية للدول.

ورأى خبراء أن الاحتلال يسعى إلى إعادة إحياء خطط قديمة لتفريغ قطاع غزة بالقوة، عبر القصف والحصار والضغط العسكري، فى وقت تواجهه القاهرة عبر ثلاثة مسارات حاسمة: الأول هو موقف حازم يرفض أى تهجير قسرى باعتباره مساسًا بالقضية الفلسطينية والأمن القومى المصرى، والثانى من خلال بناء تحالفات إقليمية ودولية لقطع الطريق على أى محاولات لفرض التهجير، إلى جانب استمرار تعزيز الإجراءات الأمنية على معبر رفح لمنع أى خروج قسرى أو اختراق محتمل، وأكد الخبراء أن هذا التماسك المصرى والعربى يشكل جدار صد أمام أى مخططات إسرائيلية لتغيير ديمغرافى قسرى فى قطاع غزة.

السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن مصر أمام توجه يمينى متطرف نحو التهجير القسرى للفلسطينيين، وبالتالى، فإن اليمين الإسرائيلى يرفض قبول المقترحات المصرية المستندة على مقترحات المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، التى قبلتها تل أبيب وقامت حركة حماس بقبولها فى تحول مفاجئ من أجل وقف إطلاق النار، ومن ثم يبدو أن مخطط التهجير القسرى بدأ يأخذ مساحات وأبعادًا خطيرة.

وأضاف أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى لقائه مع نتنياهو بالبيت الأبيض منذ أشهر قليلة، أعطاه الضوء الأخضر لدفع سكان قطاع غزة نحو الجنوب باتجاه رفح، وتجميع الفلسطينيين فى مناطق عازلة، وبالفعل ظهر الدفع بالفلسطينيين نحو الحدود المصرية بصورة واضحة، ولكن وجد ترامب وصديقه ثبات الموقف المصرى وصلابته ضد ملف التهجير القسرى منذ اليوم الأول للحرب، وبالتالى - بدأوا يفكرون فى عملية سداد مبالغ نقدية للإعاشة والسكن لكل من يرغب فى التهجير، فى ظل الظروف شديدة القسوة التى يعيشها الفلسطينيون تحت القصف العشوائى من آليات الاحتلال العسكرية، فضلًاً عن عمليات التجويع، ومن ثم، فإنهم يعتقدون أن الفلسطينى إذا قُدمت له مساندة مادية ودعمًا ماليًا، مع تدبير معيشية وأماكن سكنية لهم فى دول أخرى، يمكن أن يؤدى إلى تهجير الفلسطينيين.

وأشار إلى أن رفض إسرائيل مقترحات ويتكوف، أمر بدا صعبًا، خاصة بعد قبول حركة حماس، كما أن المستوى العسكرى فى إسرائيل يبين أن هناك مخاطر جمة محيطة بعملية التوغل، بما فيها عملية فرض حكم عسكرى على قطاع غزة، وما يستتبعه من استدعاء ضخم لجنود الاحتياطى وتكلفة مالية كبيرة وإدارة يومية، وأصبح واضحًا رفض القيادة العسكرية لهذا المخطط، ولكن المستوى السياسى اليمينى العنصرى المتطرف يعتقد أن لديه أملاً فى تحقيق فكره.

أخبار الساعة