رغم انطلاق 5 جولات فقط من منافسات الموسم الرياضى فى دورى نايل، فإن الأزمات الإدارية والفنية كانت حاضرة، لعل أبرزها الآن ما يحدث بين المدرب البلجيكى لـنادى الزمالك يانيك فيريرا والمهاجم التونسى سيف الدين الجزيرى، الذى تحول من مشادة كلامية فى التدريبات إلى أزمة حقيقية، تم الكشف عنها أمام وسائل الإعلام فى مؤتمر صحفى خاص بمباريات المسابقة.
القصة، التى تحولت من «عابرة» إلى إشكالية قد تطيح باللاعب إلى خارج أسوار ميت عقبة، كشفت عن تحديات إدارة الأزمات فى عالم كرة القدم، فالبداية أشعلتها كلمات قالها المدرب البلجيكى فى مؤتمر صحفى عقب مباراة الزمالك وفاركو، فصرح يانيك فيريرا بكل حدة ضد مهاجمه التونسى، معلنًا استبعاد الجزيرى من حساباته الفنية، وفتحت الباب أمام موجة من الجدل والتكهنات بشأن مستقبل اللاعب داخل النادى، الذى أبدى تخوفه من أن تؤثر هذه الأزمة على استقرار الفريق، خاصة فى ظل مرحلة حساسة يحتاج فيها الجميع إلى التركيز، بينما إدارة النادى وصفت طريقة طرح الأزمة إعلاميًا بأنها «خطوة غير محسوبة»، معتبرة أن التصريحات جاءت فى وقت غير مناسب، مما عمّق من الأزمة بدلًا من حلها.
وما زاد الأمور سوءًا خسارة الزمالك من وادى دجلة، بسبب أزمة كبرى فى معسكر الفريق، تمثلت فى فشل فيريرا، فى احتواء صداع التدوير بين عدى الدباغ وناصر منسي، رغم تذبذب أداء الثنائي، واللذين صاما عن التسجيل فى المباريات الأربع السابقة للفريق فى الدوري، خاصة مع استمرار أزمة سيف الجزيرى المهاجم التونسى الذى يتردد أنه تعرض للظلم فى إبعاده عن التشكيلة. وانتقد عبدالواحد السيد، مدير الكرة السابق بنادى الزمالك، طريقة إعلان المدير الفنى فيريرا، رأيه فى مهاجم الفريق «الجزيرى» أمام وسائل الإعلام، مؤكدًا أن مثل هذه الأمور يجب أن تناقش داخل الغرف المغلقة، حتى يتم الحفاظ على استقرار الفريق فنيًا وذهنيًا، خاصة مع النتائج الجيدة التى حققها الفريق مؤخرًا.
وعن مستقبل سيف الدين الجزيرى مع الزمالك، كشف أن اللاعب سيتم عرضه للبيع فى ميركاتو يناير الشتوى؛ لأن الأمور وصلت إلى طريق مسدود مع مدربه البلجيكي. ومجلس الإدارة، برئاسة حسين لبيب، سيحاول جاهدًا الحفاظ على استقرار الفريق، وتجنب أى مشكلات إدارية.
وأوضح أن الأزمة قد خرجت للرأى العام، عندما قال «فيريرا» فى المؤتمر الصحفى الخاص بمباراة فاركو، التى انتهت بفوز الزمالك بهدف نظيف، إن «الجزيرى» لن يدخل فى حساباته الفترة المقبلة، ولن يعتمد عليه فى أى مباريات قريبة، وتردد أن الأزمة بدأت عندما طلب المدرب من «الجزيرى»، خلال التدريبات التى سبقت المباراة، تغيير مركزه من مهاجم صريح إلى جناح أيمن، الأمر الذى رفضه اللاعب ودخل فى مشادة كلامية مع فيريرا.
وقال «السيد» إن «الجزيرى» خاض تدريبات فردية خلال الأيام السابقة على ملعب النادى، قبل انطلاق المران الجماعى للفريق، وظهر خلال التدريبات بحالة من التركيز، حيث أدى برنامجًا بدنيًا تحت إشراف الجهاز المعاون، بعيدا عن المجموعة الأساسية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تعكس استمرار حالة التوتر بين اللاعب والمدير الفنى خلال الفترة الحالية، والأمر وصل بينهما إلى عدم التفاهم، وهذا أمر ليس جيدًا بالنسبة لأى لاعب.
وأكد أن هناك تحركا من الوسطاء داخل النادى، لمحاولة تهدئة الأجواء بين الطرفين، ودفع الجزيرى لتقديم اعتذار رسمى لمدربه، على أن تغلق الأزمة بشكل ودي؛ حفاظا على استقرار الفريق، خاصة فى ظل أهمية المرحلة الحالية من دورى نايل. وأضاف أن الجزيرى لم يقدم أى اعتذارات، وهو شيء مقلق لمستقبل المهاجم التونسى مع الفريق، متوقعًا أن يعقد وكيل اللاعب جلسة مع مسئولى الزمالك خلال الساعات المقبلة لتحديد مصير الجزيري، خاصة أنه تلقى عروضا فى وقت سابق لكنه فضل الاستمرار فى ميت عقبة، وإذا استمر التجميد، قد يعاد النظر فى موقفه خلال انتقالات يناير المقبلة.
وأبدى حازم فتوح، وكيل اللاعب، استياءه من تصريحات فيريرا، واعتبرها غير مناسبة فى هذا التوقيت، مؤكدا أن الجزيرى ملتزم فى التدريبات وينفذ التعليمات، بعكس ما يُشاع عنه أنه غير جاد فى تدريبات الفريق، مضيفًا أنه يتحدث مع اللاعب بصفة مستمرة، لمعرفة التفاصيل الكاملة قبل اتخاذ أى خطوات رسمية، لا سيما أن «التونسي» مرتبط بالزمالك، وليس لديه نية فى شكوى النادى.
وتواجد لاعب نسور قرطاج فى مدرجات استاد السلام لدعم زملائه فى مباراة فاركو، كما خاض تدريبات منفردة بعد المباراة بعيدا عن المجموعة الأساسية، وظهر بحالة من الالتزام، فى انتظار حسم موقفه؛ لأن الأمر أصبح محيرًا لديه، خاصة أن الإدارة لم تكن راضية عن طريقة تناول المدرب للأزمة فى الإعلام، ووجهت له تحذيرا شفهيا بضرورة التعامل مع مثل هذه الأمور داخليًا، إلا أن المدرب لم يعِر اهتمامه لهذه التوصيات، وما زال متعنتًا مع الجزيرى.
وشدد «فتوح» على أن مثل هذه التصريحات بطبيعة الحال ستؤثر على تسويق اللاعب مستقبلا، وأن الأخير لديه نية كبيرة فى التصالح، ولكن المدرب يتجاهل الأمر، وكلما طال الانتظار فى عدم حل المشكلة بينهما، ساء الوضع بالنسبة للاعب، خاصة أن بداية شرارة انفجار الأزمة عندما تم استبعاد الجزيرى أمام المقاولون العرب، ومودرن سبورت، وقتها، كان لا بد من عقد جلسة بين اللاعب والمدير الفنى لامتصاص غضبه، لكن الأمور سارت عكس ذلك تمامًا، وتم التحدث مع الجزيرى عن طريق وسطاء فى النادى على أن الفترة المقبلة ستشهد الاعتماد عليه، والمدرب البلجيكى حاليا يبنى فريقا، وأن كل مباراة لها ظروفها والتشكيل المناسب لها، ولكن ظل سيف الجزيرى مستبعدًا.
واختتم «فتوح»، تصريحاته، مشيرًا إلى أن لاعبه التونسى تعامل مع الأزمة بشكل احترافى، ويتدرب حاليًا بشكل منفرد بعيدا عن القائمة بسبب الاستبعاد، وما زال يساند الفريق فى المدرجات.
