العاشر من أغسطس الماضى.. اجتماع على أعلى مستوى يضم الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، والدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والمهندس خالد عبدالعزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والمهندس عبدالصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، وأحمدالمسلمانى، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، وبالنظر إلى الأسماء الحاضرة فى الاجتماع الرئاسى، كان من السهل الذهاب إلى «سبب الاجتماع»، غير أن التفاصيل التى جرى الكشف عنها بعد ذلك، أكدت أن لقاء الرئيس السيسى وقيادات «الإعلام»، يمكن وصفه بـ«اللحظة التاريخية» فى مسيرة الإعلام المصرى.
اللقاء الرئاسى، شهد اتفاقًا وتوافقًا حول «وجوب تطوير الإعلام»، وهو ما ظهر جليًا فى التوجيهات الواضحة التى قالها الرئيس السيسى، حيث وجه بوضع خارطة طريق شاملة لتطوير الإعلام المصرى، وذلك بالاستعانة بكل الخبرات والكفاءات المتخصصة، بما يضمن مواكبة الإعلام الوطنى للتغيرات المتسارعة التى يشهدها العالم، ويُمكّنه من أداء رسالته بما يتماشى مع توجهات الدولة المصرية الحديثة والجمهورية الجديدة.
الرئيس السيسى، لم تتوقف توجيهاته عند هذا الحد، بل كان واضحًا عندما وجه كذلك بأهمية إتاحة البيانات والمعلومات للإعلام، خاصة فى أوقات الأزمات التى تحظى باهتمام الرأى العام، حتى يتم تناول الموضوعات بعيدًا عن المغالاة فى الطرح أو النقص فى العرض.
كذلك، لم يغفل الرئيس التوجيه بأهمية الاعتماد على الكوادر الشابة المؤهلة للعمل الإعلامى، وتنظيم برامج تثقيفية وتدريبية للعاملين فى هذا المجال، مع التركيز على مفاهيم الأمن القومى، والانفتاح على مختلف الآراء، بما يرسخ مبدأ «الرأى والرأى الآخر» داخل المنظومة الإعلامية المصرية.
«تحرك منضبط.. وجلسات للمناقشة والحوار».. خطوتان شهدتهما الأسابيع القليلة الماضية، تنفيذًا لـ«التوجيه الرئاسى»، وتحديدًا الهيئة الوطنية للصحافة، التى لم تكن فى حاجة إلا لأيام قليلة لتخرج بعدها بـ«خطة مكتملة للحوار والمناقشة»، وإيمانًا منها بأن «من لا ماضى له لا مستقبل له»، فإن «شيوخ صاحبة الجلالة»، كانوا على قائمة «حضور الحوارات والمناقشات»، فالخبرة واجبة لـ«تحديد السلبيات» وضرورية لـ«صناعة الإيجابيات»، و«الصحافة» تُعتبر المهنة الأكثر اعترافًا بـ«تعاقب الأجيال» وكذا «تضافر الجهود»، والقراءة الجيدة لمجريات المناقشات التى شهدتها الجلسة المطولة التى جمعت «شيوخ المهنة»، تكشف مدى إدراكهم لما يحدث، هذا فضلاً عن امتلاكهم «رؤية واضحة» لـ«المشكلات» التى تعانى منها الصحافة المصرية، و«نصيحة أمينة» لـ«التطوير والتغيير».
كما طرح كبار الكتاب بصراحة وشفافية أفكارهم ومقترحاتهم لتطوير المحتوى وتحديث الخطاب الإعلامى والأولويات التى يرونها فى هذا الاتجاه، خاصة مع التطورات التكنولوجية التى تحيط بنا وتفرض تحديات كبيرة فى مقدمتها تطوير البنية التحتية للمؤسسات الصحفية والارتقاء بقدرات ومهارات الصحفيين فى هذا الاتجاه.
ومثلما استضافت «الوطنية للصحافة» شيوخ المهنة الأجلاء، فإن القيادات الصحفية كانت حاضرةً فى المشهد، الجميع انضوى تحت «لواء التطوير والتغيير»، وجاء «جيل الوسط» وإلى جواره «جيل الشباب» ليكمل على ما بدأه «الكبار».
الرغبة الأكيدة فى «التطوير»، أكدها كذلك المهندس عبدالصادق الشوربجى، بالإشارة إلى أن «الهيئة حريصة على الاستماع إلى كل الآراء للوصول إلى رؤية شاملة وأن كل مقترح أو فكرة سوف تتم مناقشتها بجدية».
«الشوربجى»، كان أكثر وضوحًا عندما أكد أن «الصحافة الورقية وأن تراجع توزيعها خلال العقدين الماضيين لأسباب مختلفة، إلا أنها لم تفقد تأثيرها وقدرتها على مواصلة رسالتها، وفى سبيل ذلك تسعى الهيئة دائمًا إلى دعم كل خطوات التطوير والتحديث والارتقاء بالمستوى المهنى والتقنى بكل المؤسسات وكذلك لتوفير كافة الإمكانيات الداعمة لدور الصحافة».