يواصل الجودو المصرى كتابة التاريخ بحروف من نور، فبين الحين والآخر يهدينا إنجازًا أكبر من إنجازه السابق، فبعد تألق وازدهار فى البطولة الإفريقية والعربية؛ جاء إنجاز دولى كبير ومهم، بحيث حصدت مصر المركز الأول فى منافسات بطولة آسيا المفتوحة للجودو، والتى أُقيمت بالعاصمة الأردنية عمان منتصف أغسطس الجارى، بمشاركة 150 لاعبة ولاعبًا، يمثلون 19 دولة من 4 قارات، متقدمة على البحرين والسعودية ولبنان والهند والأردن صاحبة الأرض والجمهور
واقتنصت مصر11 ميدالية، بواقع 5 ذهبيات أحرزها عبدالرحمن عبدالغنى فى وزن 80 كجم، وفاطمة غانم فى وزن 63 كجم، وتسنيم تامر فى وزن 57 كجم، ونورا أحمد سالم فى وزن 48 كجم، وصفا سليمان قدرى فى وزن 78+، وحصدت 6 فضيات أحرزها عمر سامى فى وزن 81 كجم، ويسرى سامى فى وزن 60 كجم، وعلى عبدالعال فى وزن 90 كجم، وفريدة مجدى فى وزن 70 كجم، ومحمد مسعود فى وزن 100+، فيما ترأس البعثة المصرية فى عمان الدكتور أحمد رياض المنشاوى؛ عضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى، وهيروشى إيزومى المدير الفنى للمنتخب، ومحمد منير المدرب العام.
من جانبها عبرت البطلة الذهبية فاطمة غانم عن حصولها على المركز الأول والميدالية الذهبية قائلة: سعيدة جدًا بالميدالية الذهبية التى حصلت عليها، وهذه أول مرة ألعب فى بطولة آسيا "وكمان أجيب فيها دهب" فهذا إنجاز كبير بالنسبة لي، كما أنها أول ميدالية أحصل عليها فى بطولة للكبار، حيث كنت العام الماضى ألعب فى الشباب، وأيضًا سعيدة أن المجهود الكبير الذى بذلته فى التدريب الفترة الماضية آتى ثماره.
وأضافت "فاطمة": لا أجعل فرحتى تتوقف عند أى إنجاز، فبمجرد حصد ذهبية آسيا المفتوحة بدأت الاستعداد والتخطيط لدورة التضامن الإسلامى والمقرر انعقادها فى نوفمبر المقبل، وبطولة إفريقيا المفتوحة، والتى ستنظمها مصر ديسمبر القادم، وأتمنى حصد المركز الأول فى البطولتين، بينما هدفى الأكبر هو ميدالية أولمبية، كأى رياضى محترف، لأن الميدالية الأولمبية لها سحر خاص، وحصدها ليس نجاحًا لفاطمة فحسب، بل نجاح لمصر ولمنظومة الرياضة المصرية بالكامل.
فيما قالت تسنيم تامر: سعادتى لا توصف أننى استطعت تحقيق إنجاز كبير بحصد الميدالية الذهبية لبلدى مصر، وللمنتخب الوطنى للجودو، وبيتى الكبير نادى الشمس الذى أفخر بالانتماء إليه، وحقيقة شعور أن الانسان يحقق إنجازًا كبيرًا باسم بلده هو شعور صعب أن يوصف، يضاعف حجم الفرحة أضعافًا وأضعافًا، وأهدى هذا الفوز إلى الشعب المصرى بالكامل، وبصفة خاصة أهديه إلى نادى الشمس، وهدفى الفترة القادمة هو التأهل للأولمبياد، لأن بالتأكيد رفع علم مصر وعزف النشيد الوطنى فى الأولمبياد هو أكبر وأهم حلم لأى لاعب رياضى.
أما البطل عبدالرحمن عبدالغنى الحاصل على الميدالية الذهبية والمصنف رقم 14 على العالم فقال: شعور لا يوصف وعلم بلدى يرفرف فى المحافل الدولية ويتم عزف النشيد الوطنى، فرحة عارمة انتابتنى، "وفتحت نفسي" أنى أحقق المزيد من الميداليات والإنجازات، لاستعادة لحظة رفع العلم وعزف النشيد مرة أخرى، هذا الشعور لن يتخيله إلا الذى عاشه، إنى استطعت تحقيق إنجاز باسم مصر التى لم تبخل علينا بأى شىء.
وعن أجواء المنافسات أكد عبدالغنى أنها كانت صعبة للغاية، لا سيما المباراة الثالثة التى قابلت فيها اللاعب الهندى، لكن بالفعل اللاعب منا عندما يكون مستعداً جيدًا، وتلقى تدريبات على أعلى مستوى؛ هذا كفيل بزيادة ثقته بنفسه، وشعوره أنه قادر على مقابلة أى منافس والانتصار عليه، وحقيقة الفضل الأول والأخير فى ذلك يعود إلى الاتحاد المصرى للجودو برئاسة الكابتن محمد مطيع، لأنه يوفر لنا كل أنواع وأشكال الدعم للوصول والنجاح.
أما البطلة الذهبية نورا سالم فقالت: سعيدة جدًا بتحقيق الميدالية الذهبية فى هذه البطولة، لا سيما أننى أول مرة أشارك فى بطولة آسيا المفتوحة للجودو، ونافست لاعبين من أوروبا وإفريقيا وليس آسيا فحسب، والحمد لله عملت مباريات جيدة، وأهدى هذا الفوز لأسرتى ومدربىَّ.
وأضافت نورا: المنافسات كانت صعبة للغاية، وجميعنا كنا متحمسين ونسعى للحصول على مركز أول فى البطولة، وأن نفعل أقصى ما بوسعنا لتشريف مصر، وأتمنى حصد أول إفريقيا فى البطولة القادمة، وأول إفريقيا المفتوحة والتى ستقام فى مصر نهاية العام الجارى، وأيضًا مركز أول فى بطولة التضامن الإسلامى، أما حلمى الأكبر هو الوصول إلى الأولمبياد، والحمد لله الآن الاتحاد أفضل كثيرًا مما سبق، بحيث يدعمنا بكل طاقته، ويوفر لنا السفر والمعسكرات الخارجية بصفة مستمرة، وجميع الإمكانيات متوفرة والحمد لله، وإدارة الاتحاد يحاولون معنا بكل طاقتهم لتوفير كل ما نحتاجه من أجل الوصول والنجاح.
أما الميدالية الذهبية الخامسة فى "آسيا المفتوحة" فكانت من نصيب البطلة صغيرة السن، ثرية الإنجازات؛ صفا سليمان صاحبة الـ19 ربيعًا، وسجلً حافل بالإنجازات، فهى المصنفة 3 عالميًا، بعد حصولها على المركز الثالث فى بطولة العالم للجودو للشباب 2024، فَتقول: حياتى هى الجودو ولا يوجد فيها سواه "أنا مَبعملش حاجة فى حياتى غير الجودو"، والفضل فى هذه الإنجازات هو كثرة التدريبات والمعسكرات الخارجية التى توفر الاحتكاك الدولى، وهذه الأمور الاتحاد المصرى يوفرها لنا، لأن كثرة الممارسة والتدريب حتمًا ستصل باللاعب إلى العالمية، بالإضافة إلى توافر عناصر العزيمة والإصرار بداخله.
وأضافت صفا: أحلم بالفوز ببطولة العالم القادمة للجودو، والتى ستقام أكتوبر القادم فى بيرو، والتأهل لأولمبياد لوس أنجلوس 2028.
