عزيزى القارئ..
فى ظل التحديات الكبيرة التى تواجه مجتمعنا، يبرز خطر جديد يهدد شبابنا ومستقبلهم، إنه مخدر الشابو ذلك السم الأبيض الذى يجتاح العالم بسرعة كبيرة، ويحصد العقول قبل الأرواح.
الشابو هو الاسم الشائع لمخدر «الميثامفيتامين» البلورى، وهو مادة منشطة صناعية بالغة الخطورة يظهر على شكل بلورات صغيرة شفافة أو بيضاء ويتم تعاطيه عن طريق التدخين أو الاستنشاق، مما يسرع من إدمانه وتأثيره المدمر على الجهاز العصبى، لذا يعد الشابو قنبلة موقوتة تدمر عقول متعاطيه بشكل سريع حيث يبدأ بالانهيار الصحى وشعور المتعاطى بهزال شديد وتسوس الأسنان وتساقطها وتشوهات فى شكل الوجه وأمراض تصيب القلب والكلى والكبد وينتهى بالانهيار النفسى والعقلى بسبب الأرق الهلوسة وجنون العظمة والعدوانية المفرطة وهو طريق مختصر للإصابة باضطرابات عقلية شديدة قد تصل إلى الجنون مما يؤدى إلى الانهيار الاجتماعى والأسرى يدفع المتعاطى إلى العزلة ويدمر علاقاته الأسرية والاجتماعية ويفقده القدرة على الدراسة أو العمل مما يجعله عبئا على نفسه وأسرته.
تواجه وزارة الداخلية هذا الخطر الداهم بكل حزم وقوة ضمن استراتيجية شاملة لمكافحة الجريمة بجميع أشكالها، وخاصة جريمة الاتجار وتعاطى المخدرات بعمل حملات مستمرة تستهدف ضبط كل من يتجرأ على ترويج هذا السم القاتل، سواء كانوا تجارًا كبارا أو مروجين، حيث يتم تطوير أساليب المواجهة بشكل دائم لمطاردتهم فى كل أنحاء الجمهورية وتتعاون مصر مع الدول والمنظمات الدولية لمكافحة تهريب المواد المخدرة ومتابعة أحدث شبكات الإجرام المنظم العابرة للحدود.
من المؤكد أن مواجهة خطر الشابو ليست مسئولية وزارة الداخلية وحدها بل هى مسئولية جماعية، يجب أن تتعاون كل من الأسرة والمدرسة والجامعة والأندية والمسجد والكنيسة فى مراقبة شبابنا وتوعيتهم ودعمهم نفسيا واجتماعيا، الحماية تبدأ بالمنزل، بالحوار المفتوح، وبمراقبة أى تغيرات فى السلوك أو المظهر.
حافظوا على أبنائكم فاستعادة عقولهم بعد ضياعها قد تكون مستحيلة
