رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

«النوة المكتومة».. المتهم فى كارثة «أبو تلات»


28-8-2025 | 16:24

.

طباعة
الإسكندرية: محمود قنديل

لا تزال أصداء الحادث المأساوى، الذى شهده شاطئ أبو تلات فى غرب الإسكندرية، تفرض نفسها على الشارع السكندري، بعد أن حصد 7 وفيات وأصاب 28، لتتحول رحلة نظمتها إحدى الأكاديميات التعليمية إلى كابوس.

وبدأت الأحداث، بعدما أعلنت إحدى الأكاديميات التعليمية بمحافظة سوهاج تنظيم رحلة إلى شاطئ «أبو تلات» بمحافظة الإسكندرية، وضمت الرحلة 146 طالبًا، غالبيتهم من الإناث، تتراوح أعمارهن ما بين 14 إلى 20 سنة، بخلاف عدد من المشرفين والمنظمين المرافقين لهن، لكن عند وصولهم «أبوتلات» كان الشاطئ مجرد أمواج عاتية ودوامات ساحبة، الأمر الذى دفع أحد الأشخاص التابعين للإدارة المركزية المصايف والشواطئ إلى التنبيه على الرحلة بعدم النزول للحفاظ على سلامتهم.

ورغم التحذيرات من عدم نزول الشاطئ والنصيحة بالاكتفاء بالاستجمام على الشاطئ نظرًا لارتفاع الأمواج وقوة السحب فى هذا اليوم، قررت إحدى الفتيات نزول البحر، ليتوالى بعدها نزول الفتيات، وفى لحظات قليلة حدثت الكارثة، وازداد الأمر تعقيدًا بالأعداد الكبيرة التى تطلب الاستغاثة، خاصة أنهن لا يُجِدن السباحة، مقابل عدد من المنقذين القليلين، الأمر الذى دفع منقذى أحد الشواطئ المجاورة إلى تقديم المساعدة للإنقاذ، وبدأ المسعفون فى إسعاف ما يمكن إسعافه من الحالات على الشاطئ.

فيما تابع نائب رئيس الوزراء، وزير الصحة والسكان، الدكتور خالد عبدالغفار، تقديم الرعاية الطبية للمصابين. وأكدت الوزارة، فى بيانها، أن هيئة الإسعاف المصرية، وقطاع الرعاية العاجلة والطوارئ، قد استجابا فورًا للبلاغ الوارد، حيث تم الدفع بـ16 سيارة إسعاف مجهزة بالكامل إلى موقع الحادث، لضمان نقل المصابين بسرعة وكفاءة عالية، وساهمت هذه الجهود فى إسعاف 3 مصابين بموقع البلاغ، ونقل 13 مصابا إلى مستشفى العجمى التخصصي، و8 آخرين إلى مستشفى العامرية العام، حيث يتلقون حاليًا العلاج اللازم وفق بروتوكولات التعامل مع حالات الإسفكسيا الناتجة عن الغرق، تحت إشراف فرق طبية متخصصة وتوفير كافة الإمكانات الطبية واللوجستية لدعم المصابين وعائلاتهم، مع استمرار المتابعة الدقيقة لتطورات الحالة الصحية للمصابين.

وقال المستشار حمدى مسعود العوامى، محامى مدير شاطئ «أبو تلات» والعاملين معه: ثبت أن مسئولى الشاطئ نفذوا كل معايير السلامة المتبعة من غطاسين ورفع الرايات الحمراء وتوافر أبراج مراقبة، وتدافع الفوج المكون من 140 شخصًا تقريبًا هو السبب، مما تسبب فى فقدان السيطرة عليهم رغم تحذيرهم».

«العوامى»، أوضح خلال تحقيقات النيابة العامة، أن «الكارثة بدأت بسبب التقاط صورة على شاطئ البحر من فتاتين ضمن الرحلة، وفى لحظات قليلة سحبت الأمواج إحداهما، فما كان من الأخرى إلا محاولة إنقاذها، لكن مع شدة الأمواج تعرضت هى الأخرى للسحب، فقام فريق الإنقاذ عن الشاطئ بإنقاذهما، وأثناء محاولات الإنقاذ تدخل غالبية الفوج فى عملية الإنقاذ، فى حين أن غالبيتهم لا يجيدون السباحة، الأمر الذى كان سببًا فى فقدان المنقذين السيطرة على الوضع، والنيابة العامة عاينت الشاطئ موقع الحادث والتى استغرقت أكثر من ثلاث ساعات، وثبت أن معايير السلامة والأمان متوافرة.

بدوره، أكد عادل محمد محسن، رئيس جمعية الإنقاذ البحرى وحماية البيئة: أن شواطئ غرب الإسكندرية شواطئ مفتوحة، وشاطئ «أبو تلات» من ضمن الشواطئ الأكثر خطورة فى السباحة أو النزول، فعندما تزداد الأمواج وترتفع، تزداد حركة المياه والرمال للداخل، وهو ما يطلق عليه لدى الغطاسين والمتخصصين «النوة المكتومة»، حيث تعد خطرًا كبيرًا كونها شديدة السحب، ومع مقاومة الخروج للشاطئ يتطلب جهدا كبيرا لا يتحمله، حتى السباح الماهر.

وأضاف رئيس جمعية الإنقاذ البحرى وحماية البيئة، أنه «ضرورى على المصطافين الالتزام بتعليمات السلامة والأمان وتنفيذ تعليمات مسئولى الشواطئ وفريق الإنقاذ ومتابعة حالة الشاطئ قبل التفكير فى السباحة، مع الأخذ فى الاعتبار أنه من الممكن تقليل خطورة مثل هذه الشواطئ على المصطافين، من خلال تنفيذ حدود له، ووضع حبال بالطول مرفق بها عوامات على طول الحبال، مثلما هو الأمر فى حمامات السباحة».