رئيس مجلس الإدارة

عمــــر أحمــد سامى

رئيس التحرير

عبد اللطيف حامد

باحث: الجماعة الإرهابية تلجأ إلى خطاب ناعم لغسل سمعتها وخدمة أجندات خارجية


28-8-2025 | 13:45

هشام النجار.. الباحث فى شئون الحركات الإسلامية

طباعة
كتبت: مـروة سـنبل

تخرج جماعة الإخوان الإرهابية بين الحين والآخر بمناورات يائسة تتبدل فيها الوجوه، و تتغير فيها لغة الخطاب بين طلب بالمصالحة والحوار مع الدولة حيناً وإعلان قيامهم بمراجعات فكرية حيناً آخر، فى محاولات يائسة للخروج من عزلتهم وكسب التعاطف الشعبى بهدف العودة للمشهد من جديد، وتمد الجماعة الإرهابية يدها بالمصالحة الوهمية بينما تخفى الأخرى سكين الخيانة والعنف، وتبحث عن طوق نجاة بدعوات المصالحة بينما تخفى فى قلبها لهيب العداوة ومخطط الانتقام.

دعوات المصالحة مع الدولة تأتى من تنظيم محاصر بأزمات داخلية وخارجية وموجة انشقاقات كبرى، ففى الأيام القليلة الماضية تصاعدت دعوات إخوانية بأن جماعتهم مستعدة وتتمنى حوارا مفتوحا مع الدولة وتفاهمات بشأن أوضاع السجناء، وتلك الدعوة تنضم لسابقاتها من دعوات المصالحات الوهمية الخادعة التى لايمكن التعويل عليها كمبادرة فعلية بل هى أقرب للمناورة.

وقال هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية: فى الحقيقة هذه هى عادة وطبيعة تلك الجماعة فهى تستخدم أذرع وأجنحة متناقضة داخلها لفعل الشيء ونقيضه، وللتنويع بين ما هو إرهابى وما يدخل فى خانة العمالة والخيانة، والعمل وفقا لأجندات أجهزة الاستخبارات الخارجية، مقابل الدفع بأحد أذرعها بهدف غسل سمعتها القذرة بين الحين والآخر، وبهدف استثمار ما تقوم به من تحالفات وما تقدمه من خدمات للقوى الخارجية الطامعة فى تحقيق مكاسب سياسية، وهذا بالطبع لا يتحقق وفق ما تخطط إلا بخطاب ناعم يصورها كأنها ملاك وأنها على النقيض تماما من صورتها الحقيقية، ومن طبيعتها الفعلية كونها تنظيم إرهابى خائن، وظيفى تأسس لخدمة الأهداف الاستعمارية ولا يزال يقوم بنفس الدور والمهام.

وحول الهدف من وراء ذلك وهم يعلمون أن الشعب لفظهم ولن يقبل التصالح معهم.. أضاف «النجار»: هناك عوامل كثيرة منها أن الجماعة تلعب على فرضيات لا على وقائع ، فهى تتوهم أن تكون كالإسلاميين التابعين لهيئة تحرير الشام فى سوريا وأن تدعمها أمريكا للوصول إلى السلطة بمصر لتقدم تنازلات فى مختلف الملفات لصالح مخطط إسرائيل الكبرى، متعلقة بتسليح وعدد الجيش ومتعلقة بمستقبل سيناء وجعلها وطنا بديلا للفلسطينيين لجعل المخطط الصهيونى أمرا واقعا، وتطمع فى مقابل ذلك فى سلطة هشة بدون جيش رادع فى استنساخ للنموذج السورى، كما أنها تلعب على فرضية حدوث تغييرات فى مصر لحسابات إقليمية ودولية مرتبطة بإعادة رسم خارطة الشرق الأوسط وتخطط لأن تكون جزءا من هذا التغيير.

وتابع: لذلك هى تطرح هذا الخطاب الناعم للاستهلاك فى اتجاهات مختلفة، حيث لا تتوقع استجابة من الدولة، لكنها تبعث رسائل لأطراف أخرى لتثبت للقوى الدولية وأمريكا أنها كيان قادر على لعب سياسة، وأنها لا تزال حاضرة وتخاطب الدولة وتعرض الصلح.