قال المهندس الدكتور عمرو صبحي، خبير أمن المعلومات والتحول الرقمي، إن الحملات الأمنية الأخيرة فى مصر أثبتت أن منصة «تيك توك» أصبحت أداة لجرائم غير مشروعة، وعلى رأسها جرائم غسيل الأموال، موضحًا أن المنصة وفرت أنظمة دفع وهدايا افتراضية سهّلت تمرير الأموال المشبوهة وتحويلها إلى أموال «نظيفة».
وأضاف أن المنصة تتيح تحويل الأموال الحقيقية إلى رصيد رقمى يُرسل فى شكل نقاط أو هدايا رقمية تبدأ من «الوردة والباندا» وصولًا إلى «الأسد والسيارة الذهبية»، لافتًا إلى أن هذه الهدايا تُحوَّل إلى «ماسات» ثم إلى أموال حقيقية، حيث يصل سعر «الأسد والسيارة الذهبية» إلى 99 دولارًا، و«التايجر» إلى 66 دولارًا، بينما يبلغ سعر «الباندا» 0.041 دولار.
وأوضح صبحي أن استغلال المنصة فى الجرائم الإلكترونية ظاهرة عالمية، حيث شهدت الولايات المتحدة وأوروبا جرائم استدراج وابتزاز إلكترونى، بينما لجأت الهند إلى الحجب الكامل للمنصة بسبب انتشار محتويات غير أخلاقية وأنشطة تجسس، مشيرًا إلى أن الهدايا الافتراضية أصبحت أداة مثالية لغسل مبالغ ضخمة بآليات يصعب تتبعها.
وأشار إلى أن نشاط هذه الجرائم على «تيك توك» يعود إلى أن جمهورها الأكبر من المراهقين وصغار السن، مع ضعف الرقابة والوعي، ما جعلها بيئة مثالية للمجرمين الرقميين. ولفت إلى أن خطورة المنصة لا تقتصر على الجوانب الأمنية أو الاقتصادية، بل تمتد إلى الأبعاد الثقافية والأخلاقية، مؤكدًا أن المحتوى المستورد يعكس أنماطًا مغايرة تمامًا لطبيعة المجتمع المصري، وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا للتربية الأخلاقية للأبناء، مضيفًا أن حماية الهوية المصرية والقيم الأسرية لا تقل أهمية عن حماية الأمن القومي.